قيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل البيت الحرام فرأى الخنساء تطوف بالبيت محلوقة الرأس تبكي وتلطم خدها وقد علقت نعل صخر في خمارها. فوعظها فقالت: إني رزئت فارسًا لم يرزأ أحد مثله.
فقال: إن في الناء من هو أعظم مرزئة منك، وإن الإسلام قد غطى ما كان قبله، وإنه لا يحل لك لطم وجهك وكشف رأسك.
فكفت عن ذلك وقالت ترثي أخاها معاوية وأخاها صخرًا:
البحر: وافر تام
(هريقي منْ دموعكِ أو افيقي ** وصبرًا انْ اطقتِ ولنْ تطيقي)
(وقُولي إنّ خَيرَ بَني سُلَيْمٍ ** وفارسهمْ بصحراءِ العقيقِ)
(وانّي والبكا منْ بعدِ صخرٍ ** كسالكةٍ سوى قصدِ الطَّريقِ)
(فلا وابيكَ ما سلَّبتُ صدري ** بفاحِشَةٍ أتَيْتَ وَلا عُقُوقِ)
(ولكنّي وجدتُّ الصَّبرَ خيرًا ** مِنَ النّعلَينِ والرّأسِ الحَليقِ)
(ألا هَلْ تَرْجِعَنْ لَنا اللّيالي ** وايَّامٌ لنا بلوى الشَّقيقِ)
(ألا يا لَهْفَ نَفسي بَعدَ عَيشٍ ** لنا بندى المختَّمِ والمضيقِ)
(واذْ فينا فوارسُ كلِ هيجا ** إذا فَزِعُوا وفتيانُ الخُروقِ)
(إذا ما الحرْبُ صَلْصَلَ ناجِذاها ** وفاجاها الكماةُ لدى البروقِ)
(واذْ فينا معاويةُ بنُ عمرٍ و ** على ادماءَ كالجملِ الفنيقِ)
(فبَكّيهِ فَقَدْ وَلّى حَميدًا ** أصِيلَ الرّأيِ محمُودَ الصّديقِ)
(هو الرُّزءْ المبينُ لا كباسٌ ** عَظيمُ الرّأيِ يَحْلُمُ بالنّعيقِ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان الخنساء
المؤلف: تماضر
بنت عمرو السلمية والمعروفة بـ الخنساء
(575 م - 24 هـ /
645 م)،
اعتنى به وشرحه:
حمدو طمّاس
الناشر: دار
المعرفة، بيروت - لبنان
الطبعة: الثانية،
(1425 - 2004 م).
تعليقات (0)