المنشورات

سأحمل نفسي

وقالت ترثي أخاها صخرًا، حين مات ودفن في جبل عسيت بأرض بني سليم إلى جنب المدينة، وقيل بل قالت هذا في أخيها معاوية لما قتله بنو مرة:
البحر: وافر
(ألا ما لعينكِ امْ مالها ** لقدْ أخْضَلَ الدّمْعُ سِرْبالَها)
(أبعدَ ابنِ عمرٍ و منَ آلِ الشَّريدِ م ** حَلّتْ بهِ الأرْضُ أثقالَها)
(فآلَيْتُ آسَى على هَالِكٍ ** وَأسْألُ باكِيَةً ما لهَا)
(لَعَمْرُ أبِيكَ، لَنِعْمَ الفَتى ** تَحُشّ بهِ الحَرْبُ أجذالها)
(حَديدُ السّنانِ ذَليقُ اللّسانِ ** يُجازي المَقارِضَ أمثالَها)
(هممتُ بنفسيَ كلَّ الهمومِ ** فاولى لنفسيَ اولى لها)
(سأحْمِلُ نَفسي على آلَةٍ ** فإمّا عَلَيْها وإمّا لهَا)
(فإنْ تَصْبِرِ النّفسُ تَلقَ السّرورَ، ** وإنْ تَجزَعِ النّفسُ أشقَى لها)
(نُهينُ النّفوسَ، وهَوْنُ النّفوس ** سِ يومَ الكريهةِ ابقى لها)
(و نعلمُ انَّ منايا الرّجا ** لِ بالغةٌ حيثُ يحلى لها)
(لتجرِ المنَّيةُ بعدَ الفتى م ** المغادَرِ بالمَحْوِ أذْلالَها)
(ورَجْراجَةٍ فَوْقَها بِيضُها ** علَيها المُضاعَفُ أمثالَهَا)
(ككرفئةِ الغيثِ ذاتِ الصَّبيرِ م ** ترمي السَّحابَ ويرمى لها)
(وخَيْلٍ تَكَدّسُ بالدّارِعينَ ** نازلتَ بالسَّيفِ ابطالها)
(و قافيةٍ مثلِ حدِّ السّنا ** نِ تبقى ويذهبُ منْ قالها)
(تَقُدّ الذّؤابَةَ مِنْ يَذْبُلٍ، ** أبَتْ أنْ تُفارِقَ أوْعالَها)
(نطَقْتَ ابنَ عَمرٍ و فسهّلتَها ** ولم يَنْطِقِ النّاسُ أمْثالَها)
(فإنْ تَكُ مُرّةُ أوْدَتْ بِهِ ** فقدْ كانَ يكثرُ تقتالها)
(فَخَرَّ الشّوامِخُ من قَتلِهِ ** وزُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلزالَها)
(وزالَ الكواكبُ منْ فقدهِ ** وجُلّلَتِ الشّمْسُ أجْلالها)
(وداهِيَةٍ جَرّها جَارِمٌ ** تبينُ الحواضنُ احمالها)
(كفاها ابنُ عمرٍ و ولمْ يستعنْ ** ولوْ كانَ غَيرُكَ أدْنَى لهَا)
(ولَيْسَ بأوْلى ولَكِنّهُ ** سَيَكْفي العَشيرَةَ ما غالَها)
(بِمُعْتَرَكٍ ضَيّقٍ بَيْنَهُ ** تَجُرّ المَنِيّةُ أذْيالَها)
(تَطاعِنُها فإذا أدْبَرَتْ ** بللتَ منَ الدَّمِّ اكفالها)
(وبيضٍ منعتَ غداةَ الصُّيا ** تَكْشِفُ للرّوْعِ أذْيَالَها)
(ومُعْمَلَةٍ سُقْتَها قاعِدًا ** فاعلمتَ بالسَّيفِ اغفالها)
(وناجِيَةٍ كَأتانِ الثّميلِ ** غادَرْتَ بالخِلّ أوصالَها)
(الى ملكٍ لا الى سوقةٍ ** وذلكَ ما كانَ اكلًا لها)
(وتمنحُ خيلكَ ارضَ العدى ** وتَنْبُذُ بالغَزْوِ أطْفالَهَا)
(ونوحٍ بعثتَ كمثلِ الارا ** آنَسَتِ العِينُ أشْبالَها)














مصادر و المراجع :

١- ديوان الخنساء

المؤلف: تماضر بنت عمرو السلمية والمعروفة بـ الخنساء

(575 م - 24 هـ / 645 م)،

اعتنى به وشرحه: حمدو طمّاس

الناشر: دار المعرفة، بيروت - لبنان

الطبعة: الثانية، (1425 - 2004 م).

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید