المنشورات

(آل حصن)

البحر: وافر تام
(عَفَا مِنْ آلِ فاطِمةَ الجِواءُ ** فَيُمْنٌ فالقَوَادِمُ فالحِسَاءُ)
(فذُوهاشِ، فميثُ عريتناتٍ ** عفتها الريحُ، بعدكَ، والسماءُ)
(فذِرْوَةُ فالجِنابُ كأنّ خُنْسَ ** النّعاجِ الطّاوياتِ بها المُلاءُ)
(يَشِمْنَ بُرُوقَهُ ويُرِشّ أريَ ** جنوبِ، على حواجبها، العماءُ)
(فلما أنْ تحمَّل أهلُ ليلى ** جرتْ، بيني، وبينهمُ الظباءُ)
(جرتْ سنحاً، فقلتُ لها: أجيزي ** نوىً مشمولةً، فمتَى اللقاءُ؟)
(تحملَ أهلُه، عنها، فبانُوا ** على آثارِ من ذهبَ العفاءُ)
(كأنّ أوابِدَ الثّيرانِ فيها ** هَجائِنُ في مَغابِنِها الطّلاءُ)
(لقَد طالَبتُها، ولكُلّ شيءٍ ** وإنْ طالَتْ لَجاجَتُهُ انْتِهاءُ)
(تَنَازَعَها المَهَا شَبَهاً وَدُرُّ ** النّحُورِ، وشاكَهَتْ فيهِ الظّباءُ)
(فأمّا ما فويقَ العقدِ، منها، ** فمن أدماءَ، مرتعُها الخلاءُ)
(وَأمّا المُقْلَتَانِ فمِنْ مَهَاةٍ ** وللدرِّ الملاحةُ، والنقاءُ)
(فصرمْ حبلها، إذ صرمتهُ ** وعادَى أنْ تُلاقِيَها العَداءُ)
(بِآرِزَةِ الفَقَارَةِ لم يَخُنْهَا ** قطافٌ، في الركابِ، ولا خلاءُ)
(كأن الرحلَ، منها، فوقَ صعلٍ ** من الظلمانِ، جؤجؤهُ هواءُ)
(أصكَّ، مصلمِ الأذنين، أجنَى ** لهُ بالسِّيّ تَنّومٌ وآءُ)
(أَذَلِكَ أَم شَتيمُ الوَجهِ جَأبٌ ** عَلَيهِ مِن عَقيقَتِهِ عِفاءُ)
(تربعَ صارةً، حتَّى إذا ما ** فنى الدُّحْلانُ عنهُ والأضاءُ)
(تربعَ، بالقنانِ، وكلِّ فجٍّ ** طبه الرعيُ، منهُ، والخلاءُ)
(فأوردها حياضَ صنيبعاتٍ ** فألفاهُنّ لَيسَ بهِنّ مَاءُ)
(فَشَجّ بها الأماعِزَ فهْيَ تَهْوي ** هُوِيَّ الدّلْوِ أسْلَمَها الرِّشاءُ)
(فليسَ لحاقهُ كلحاقِ إلفٍ ** وَلا كَنَجائِها مِنْهُ نَجَاءُ)
(وإنْ مالا لوعثٍ، خاذمتهُ ** بألْواحٍ مَفَاصِلُهَا ظِمَاءُ)
(يخرُّ نبيثها، عن حاجبيهِ ** فَلَيْسَ لوَجْهِهِ مِنْهُ غِطاءُ)
(يغردُ، بينَ خرمٍ، مفرطاتٍ ** صوافٍ، لا تكدرُها الدلاءُ)
(يفضلهُ، إذا اجتهدتْ عليهِ، ** تَمَامُ السّنّ منهُ والذّكاءُ)
(كأنّ سَحيلَهُ في كلّ فَجْرٍ ** على أحْساءِ يَمْؤودٍ دُعَاءُ)
(فآضَ كأنهُ رجلٌ، سليبٌ ** على عَلْياءَ لَيسَ لَهُ رِداءُ)
(كأنَّ بريقهُ برقانُ سحلٍ ** جلا عن متنهِ، حرضٌ وماءُ)
(فليسَ بغافلٍ، عنها، مضيعٍ ** رَعِيّتَهُ إذا غَفَلَ الرّعاءُ)
(وقد أغْدو على ثُبَةٍ كِرامٍ ** نشاوَى، واجدينَ لما نشاءُ)
(لهم راحٌ، وراووقٌ، ومسكٌ ** فلَيسَ لِما تَدِبّ لَهُ خَفَاءُ)
(يجرونَ البرود، وقد تمشتْ ** حميّا الكأسِ، فيهمْ، والغناءُ)
(تَمَشَّى بَينَ قَتلى قَدْ أُصِيبَتْ ** نفوسهمُ، ولم تقطرْ دماءُ)
(وما أدري، وسوفَ إخالُ أدري، ** أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أمْ نِساءُ؟)
(فإن تكنِ النساءَ، مخبآتٍ ** فَحُقّ لكُلّ مُحْصَنَةٍ هِداءُ)
(وأما أنْ يقولَ بنو مصادٍ: ** إليكمْ، إننا قومٌ، براءُ)
(وإمّا أن يقولوا: قد أبينا ** فَشَرُّ مَوَاطِنِ الحَسَبِ الإبَاءُ)
(وإمّا أنْ يقولوا: قد وفينا ** بذِمّتِنَا فَعادَتُنَا الوَفَاءُ)
(فإنَّ الحقَّ مقطعهُ ثلاثٌ: ** يمينٌ، أو نفارٌ، أو جلاءُ)
(فذلكمُ مقاطعُ كلِّ حقٍّ ** ثَلاثٌ كُلّهنّ لَكُمْ شِفَاءُ)
(فلا مستكرهونَ، لما منعتمْ ** وَلا تُعطُونَ إلاّ أنْ تَشَاؤوا)
(جِوارٌ شاهِدٌ عَدْلٌ عَلَيكُمْ، ** وسيانِ الكفالةُ، والتلاءُ)
(بأيّ الجِيرَتَينِ أجَرْتُمُوهُ، ** فلم يصلحْ، لكُم، إلاّ الأداءُ)
(وجارٍ، سارَ، معتمداً إلينا ** أجاءتْهُ المخافةُ، والرجاءُ)
(فَجاوَرَ مُكرَماً حَتّى إِذا ما ** دَعاهُ الصَيفُ وَاِنقَطَعَ الشِتاءُ)
(ضَمِنتُم مالَهُ وَغَدا جَميعاً ** عَلَيكُم نَقصُهُ وَلَهُ النَماءُ)
(وَلَولا أَن يَنالَ أَبا طَريفٍ ** إِسارٌ مِن مَليكٍ أَو لِحاءُ)
(لقد زارتْ بيوتَ بني عُلَيمٍ ** من الكلماتِ، أعساسٌ، ملاءُ)
(فتُجْمَعُ أيْمُنٌ مِنّا ومنكُمْ ** بمقسمةٍ تمورُ بها الدماءُ)
(سيأتي آلَ حصنٍ، أينَ كانوا، ** مِنَ المَثُلاتِ باقِيَةٌ ثِنَاءُ)
(فلم أرَ معشراً، أسروا هدياً ** وَلم أرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَبَاءُ)
(وجارُ البيتِ، والرجلُ المنادي ** أمام الحيِّ عهدهما سواءُ)
(أبَى الشهداءُ، عندكَ، من معدٍّ ** فليسَ لما تدبُّ، بهِ، خفاءُ)
(تلجلجُ مضغةً، فيها أنيضٌ ** أصلتْ، فهيَ تحتَ الكشحِ داءُ)
(غصصتَ بنيئها، فبشمتَ عنها ** وَعِندَكَ، لوْ أرَدْتَ، لها دوَاءُ)
(وَإِنّي لَو لَقيتُكَ فَاِجتَمَعنا ** لَكانَ لِكُلِّ مُندِيَةٍ لِقاءُ)
(فأبرىءُ موضحاتِ الرأسِ، منهُ ** وقد يشفي، من الجربِ الهناءُ)
(فمَهْلاً، آلَ عَبدِ اللَّهِ، عَدّوا ** مَخازِيَ لا يُدَبّ لهَا الضَّرَاءُ)
(أرُونَا سُنّةً لا عَيْبَ فيها ** يسوَّى، بيننا فيها، السواءُ)
(فإن تدعوا السواءَ فليسَ بيني، ** وَبَينَكُمُ بَني حِصْنٍ بَقَاءُ)
(ويبقى بيننا قذعٌ، وتلفوا ** إذا قومٌ، بأنفسهمْ أساؤوا)
(وتُوقَدْ نارُكُمْ شَرَراً ويُرْفَعْ ** لكُمْ في كلّ مَجمَعَةٍ لِواءُ)















مصادر و المراجع :

١- ديوان زهير بن أبي سلمى

المؤلف: زهير بن أبي سلمى

اعتنى به وشرحه: حمدو طماس

الناشر: دار المعرفة، بيروت - لبنان

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید