المنشورات

(هو الجود)

البحر: بسيط تام
وفي مدح هرم وأبيه وإخوته أنشأ يقول:
(إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا ** وَعُلّقَ القلبُ مِنْ أسماءَ ما عَلِقَا)
(وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لا فَكاكَ لَهُ ** يوْمَ الوداعِ فأمسَى الرّهنُ قد غَلِقَا)
(وأخلفتكَ ابنةُ البكريِّ ما وعدتْ ** فأصْبَحَ الحَبْلُ مِنْها واهِناً خَلَقَا)
(قامت تبدَّى بذي ضالِ لتحزنني ** ولا محالةَ أنْ يشتاقَ من عشقا)
(بِجِيدِ مُغْزِلَةٍ أدْماءَ خاذِلَةٍ ** من الظباءِ، تراعِي شادناً، خرِقا)
(كأنّ رِيقَتَها بعدَ الكرَى اغتُبِقَتْ ** مِنْ طَيّبِ الرّاحِ لمّا يَعْدُ أن عَتُقَا)
(شَجَّ السُّقاةُ على ناجُودِها شَبِمًا ** مِن ماءِ لِينةَ لا طَرْقًا ولا رَنِقَا)
(ما زِلتُ أَرْمُقُهمْ حتّى إذا هَبَطَتْ ** أيدِي الرِّكابِ بهمْ مِن رَاكِسٍ فَلَقَا)
(دانيةً من شرورى، أو قفا أدمٍ ** يَسْعَى الحُداةُ على آثارِهمْ حِزَقَا)
(كَأنّ عَيْنيّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ ** منَ النّوَاضِحِ تسقي جَنّةً سُحُقَا)
(تمطو الرشاءَ، وتجري في ثنايتِها ** مِنَ المَحالَةِ ثَقْباً رائِداً قَلِقَا)
(لها أداةٌ، وأعوانٌ، غدونَ لها: ** قتبٌ، وغربٌ، إذا ما أفرغَ انسحقا)
(وخَلْفَها سائِقٌ يحدُو إذا خَشَيتْ ** منهُ اللحاقَ تَمُدُّ الصّلْبَ والعُنُقَا)
(وقابلٌ، يتغنَّى، كلَّما قدرتْ ** على العراقي يداهُ، قائماً، دفقا)
(يُحيلُ في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُهُ ** حَبْوَ الجَواري تَرَى في مائِهِ نُطُقَا)
(يخرجنَ، من شرباتٍ، ماؤها طحلٌ ** على الجُذوعِ يَخَفْنَ الغَمّ والغَرَقَا)
(بلِ اذكُرَنْ خيرَ قَيسٍ كلّها حَسَباً ** وخَيرَها نائِلاً وخَيرَها خُلُقَا)
(القائدُ الخيلَ، منكوباً دوابرها ** قد أُحكمتْ حكماتِ القدِّ، والأبقا)
(غَزَتْ سِماناً فآبَتْ ضُمّراً خُدُجاً ** مِنْ بَعدِ ما جَنَبوها بُدّناً عُقُقَا)
(حتَّى يؤوبَ بها عُوْجًا مُعَطَّلَةً ** تشكُو الدَّوابرَ والأنساءَ والصُّفُقَا)
(يطلبُ شأوَ امرأَينِ، قدَّما حسناً ** نالا الملوكَ، وبذّا هذهِ السوقا)
(أو يسبقاهُ، على ما كانَ من مهلٍ، ** فمثلُ ما قدَّما، من صالحٍ، سبقا)
(أغرُّ أبيضُ، فياضٌ، يفككُ عن ** أيدي العُناةِ وعَنْ أعْناقِها الرِّبَقَا)
(وذاك أحزَمُهُمْ رأيًا إذا نَبَأٌ ** مِن الحوادثِ غادى الناسَ أو طَرَقَا)
(فَضْلَ الجيادِ على الخيلِ البِطاءِ فلا ** يُعْطِي بذلكَ ممنونًا ولا نَزِقَا)
(قد جعلَ المبتغونَ الخيرَ في هَرِمٍ ** والسائلونَ إلى أبوابهِ طُرُقَا)
(إنْ تَلْقَ يَوْماً على عِلاّتِهِ هَرِماً ** يلقَ السماحةَ منهُ، والندَى خلُقا)
(وليسَ مانع ذي قربَى، ولا نسبٍ ** يوماً، ولا معدماً من خابطٍ، ورقا)
(لَيْثٌ بعَثّرَ يَصطادُ الرّجالَ إذا ** ما كَذّبَ اللّيْثُ عَنْ أقرانِهِ صَدقَا)
(يَطعَنْهُمُ ما ارْتَمَوْا حتى إذا اطّعَنوا ** ضارَبَ حتى إذا ما ضارَبُوا اعتَنَقَا)
(هذا وَلَيسَ كمَنْ يَعْيَا بخُطّتِهِ ** وَسْطَ النّديّ إذا ما ناطِقٌ نَطَقَا)
(لو نالَ حيٌّ، منَ الدنيا، بمكرمةٍ ** وَسطَ السّماءِ لَنالَتْ كَفُّه الأفُقَا)
(الخيل)
البحر: طويل
وأنشد وابنه كعب يجيز له:
قال زهير:
(وإني لتغدو بي على الهم جسرة ** تخب بوصال صروم وتعنق)
قال كعب بن زهير:
(كبنيانة القريي موضع رحلها ** وآثار نسعيها من الدف أبلق)
قال زهير:
(على لاحب مثل المجرة خلته ** إذا ما علا نشزا من الأرض مهرق)
قال كعب:
(منير هداة ليله كنهاره ** جميع إذا يعلو الحزونة أفرق)
قال زهير:
(يظل بوعساء الكثيب كأنه ** خباء على صقبى بوان مروق)
قال كعب:
(تراخى به حب الضحاء وقد رأى ** سماوة قشراء الوظيفين عوهق)
قال زهير:
(يحن إلى مثل الحبابير جثم ** لدى منهج من قيضها المتفلق)
قال كعب:
(تحطم عنها قيضها عن خراطم ** وعن حدق كالنبج لم يتفتق)













مصادر و المراجع :

١- ديوان زهير بن أبي سلمى

المؤلف: زهير بن أبي سلمى

اعتنى به وشرحه: حمدو طماس

الناشر: دار المعرفة، بيروت - لبنان

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید