المنشورات

(بان الخليط)

البحر: بسيط
ويروى أنه كان الحارث بن ورقاء الصيداوي من بني أسد أغار على بني عبدالله بن غطفان فغنم فاستاق إبل زهير وراعية يسارًا، فقال زهير:
(بانَ الخَليطُ وَلم يَأوُوا لمَنْ تَرَكُوا ** وَزَوّدوكَ اشتِياقاً أيّةً سَلَكُوا)
(ردَّ القيانُ جمالَ الحيِّ، فاحتملوا ** إلى الظّهيرَةِ أمرٌ بَيْنَهُمْ لَبِكُ)
(ما إنْ يكادُ يُخَلّيهِمْ لوِجْهَتِهِمْ ** تَخالُجُ الأمْرِ، إنّ الأمرَ مُشتَرَكُ)
(ضَحَّوا قَليلاً قَفَا كُثبانِ أسْنُمةٍ ** وَمنهُمُ بالقَسُوميّاتِ مُعتَرَكُ)
(يَغشَى الحُداةُ بهِمْ وَعثَ الكَثيبِ كما ** يُغشِي السّفائنَ مَوْجَ اللُّجّةِ العَرَكُ)
(هل تُبْلِغَنِّيَ أَدْنَى دَارِهِمْ قُلُصٌ ** يُزْجي أوَائِلَهَا التّبْغيلُ والرَّتَكُ)
(مُقَوَّرَةٌ تَتَبَارَى لا شَوَارَ لهَا ** إلا القطوعُ على الأكوارِ والوركُ)
(مثْلُ النّعامِ إذا هَيّجتَها ارْتَفَعَتْ ** على لَوَاحِبَ بِيضٍ بَينَها الشّرَكُ)
(وَقَد أرُوحُ أمامَ الحَيّ مُقْتَنِصاً ** قُمْراً مَراتِعُها القِيعانُ والنّبَكُ)
(وَصَاحِبِي وَرْدَةٌ نَهْدٌ مَرَاكِلُها ** جَرْداءُ لا فَحَجٌ فيها وَلا صَكَكُ)
(مَرّاً كِفاتاً إذا ما الماءُ أسهَلَهَا ** حتّى إذا ضربتْ، بالسوطِ، تبتركُ)
(كأنها من قطا الأجبابِ، حانَ لها ** وردٌ، وأفردَ عنها أختها الشبكُ)
(جُونِيّةٌ كحَصَاةِ القَسْمِ مَرْتَعُها ** بالسيِّ ما تنبتُ القفعاءُ، والحسكُ)
(أهوى لها أسفعُ الخدينِ، مطرقٌ ** ريشَ القوامِ لم تنصبْ لهُ الشركُ)
(لا شيءَ أَسْرَعُ منها وهيَ طَيِّبَةٌ ** نفساً، بما سوفَ ينجيها، وتتركُ)
(دونَ السّماءِ وفوْقَ الأرْض قَدرُهُما ** عندَ الذنابى فلا فوتٌ ولا دركُ)
(عندَ الذنابَى، لها صوتٌ، وأزملةٌ ** يَكادُ يَخْطَفُها طَوْراً وتَهْتَلِكُ)
(حتّى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الغُلامِ لَهَا ** طَارَتْ وفي كَفِّهِ مِن رِيْشِهَا بِتَكُ)
(ثمَّ استمرتْ، إلى الوادي، فألجأها ** مِنْهُ وَقَدْ طَمِعَ الأظْفارُ والحَنَكُ)
(حتَّى استغاثتْ بماءٍ، لا رشاءَ لهُ ** مِنَ الأباطِحِ في حافاتِهِ البُرَكُ)
(مُكَلَّلٌ بأُصولِ النَّبْتِ تَنْسُجُهُ ** رِيحٌ خَرِيقٌ لِضَاحِي مَائِهِ حُبُكُ)
(كما اسْتَغَاثَ بِسَيْءٍ فزُّ غَيْطَلَةٍ ** خافَ العُيُونَ فلم يُنْظَرْ بهِ الحَشَكُ)
(فَزَلَّ عنها وَوَافَى رَأْسَ مَرْقَبَةٍ ** كَمَنْصِبِ العِتْرِ دَمَّى رَأْسَهُ النُّسُكُ)
(هَلاّ سألْتِ بَني الصّيداءِ كُلّهُمُ ** بأيّ حَبْلٍ جِوَارٍ كُنتُ أمتَسِكُ)
(فَلَنْ يَقُولوا بحَبْلٍ واهنٍ خَلَقٍ ** لو كانَ قومكَ في أسبابهِ هلكوا)
(يا حارِ لا أُرْمَيَنْ مِنكُمْ بداهِيَةٍ ** لم يلقها سوقةٌ، قبلي، ولا ملكُ)
(أُرْدُدْ يَساراً ولا تَعنُفْ عَلَيهِ وَلا ** تمعكْ بعرضكَ، إنّ الغادرَ المعكُ)
(وَلا تكونَنْ، كأقْوامٍ عَلِمْتُهُمُ ** يلوونَ ما عندهمْ، حتّى إذا نهكوا)
(طابَتْ نفوسُهُمُ عن حقّ خَصْمِهِمُ ** مخافةَ الشرِّ، فارتدُّوا، لما تركوا)
(تعلمنْ ها لعمرُ اللهِ ذا قسماً ** فاقدِرْ بذَرْعِكَ وانظرْ أينَ تَنسلِكُ)
(لئِنْ حَلَلْتَ بجَوّ في بَني أسَدٍ ** في دينِ عمرٍ و، وحالتْ بيننا فدكُ)
(لَيَأتِيَنْكَ مِنّي مَنْطِقٌ قَذِعٌ ** باقٍ، كما دنسَ القبطيةَ الودكُ)












مصادر و المراجع :

١- ديوان زهير بن أبي سلمى

المؤلف: زهير بن أبي سلمى

اعتنى به وشرحه: حمدو طماس

الناشر: دار المعرفة، بيروت - لبنان

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید