المنشورات

(صحا القلب عن سلمى)

البحر: طويل
ومدح ذات مرة سنان بن أبي الحارث والد هرم فقال:
(صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو ** وَأقْفَرَ من سَلمى التّعانيقُ فالثّقْلُ)
(وقد كنتُ مِن سَلمَى سِنينَ ثَمانياً ** على صيرِ أمرٍ ما يمرُّ، وما يحلُو)
(وكنتُ إذا ما جئتُ، يوماً لحاجةٍ ** مضَتْ وأجَمّتْ حاجةُ الغدِ ما تخلو)
(وكلُّ محبٍّ أعقبَ النأيُ لبهُ ** سلوَّ فؤادٍ، غير لبكَ ما يسلُو)
(تَأوّبَي ذِكْرُ الأحِبّةِ بَعدَما ** هَجعتُ ودوني قُلّةُ الحَزْن فالرّمْلُ)
(فأقسمتُ جهداً بالمنازلِ من منىً ** وما سحفتْ فيهِ المقاديمُ، والقملُ)
(لأرْتَحِلَنْ بالفَجْرِ ثمّ لأدأبَنْ ** إلى اللَّيْلِ إلاّ أنْ يُعْرّجَني طِفْلُ)
(إلى مَعشَرٍ لم يُورِثِ اللّؤمَ جَدُّهُمْ ** أصاغرهُم، وكلُّ فحلٍ لهُ نجلُ)
(تربصْ، فإنْ تقوِ المروراةُ منهمُ ** وداراتُها لا تُقْوِ مِنْهُمْ إذاً نخْلُ)
(فإنْ تُقْوِيا مِنهمْ فإنَّ مُحَجِّرًا ** وَجِزعَ الحِسا منهمْ إذن قلَّ ما يَخْلُو)
(بلادٌ بها نادَمْتُهُمْ وألِفْتُهُمْ، ** فإنْ تُقْوِيَا مِنْهُمْ فإنّهُما بَسْلُ)
(إذا فزعوا طاروا، إلى مستغيثهم، ** طوالَ الرماحِ، لا قصارٌ، لا عزلُ)
(بخيلٍ، عليها جنةٌ، عبقريةٌ ** جَديرونَ يَوْماً أن يَنالُوا فيَستَعلُوا)
(وإنْ يُقْتَلُوا فيُشْتَفَى بدِمائِهِمْ ** وكانُوا قَديماً مِنْ مَنَاياهُمُ القَتلُ)
(عَلَيها أُسُودٌ ضارِياتٌ لَبُوسُهُمْ ** سوابغُ بيضٌ، لا يخرقُها النبلُ)
(إذا لَقِحَتْ حَرْبٌ عَوَانٌ مُضِرّةٌ ** ضروسٌ تهرُّ الناسَ أنيابها عصلُ)
(قُضاعِيّةٌ أوْ أُخْتُها مُضَرِيّةٌ ** يحرقُ في حافاتها الحطبُ الجزلُ)
(تَجِدْهُمْ على ما خَيّلَتْ همْ إزاءها ** وَإنْ أفسَدَ المالَ الجماعاتُ والأزْلُ)
(يحشونها، بالمشرفيةِ، والقنا ** وَفِتيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٌ ولا نُكلُ)
(تِهامونَ نَجْدِيّونَ كَيْداً ونُجعَةً ** لكُلّ أُناسٍ مِنْ وَقائِعهمْ سَجْلُ)
(هُمُ ضَرَبُوا عَن فَرْجِها بكَتيبَةٍ ** كبيضاءِ حرسٍ، في طوائفها الرجلُ)
(مَتى يَشتَجرْ قوْمٌ تقُلْ سرَواتُهُمْ: ** هُمُ بَيْنَنا فهُمْ رِضًى وَهُمُ عدْلُ)
(همُ جددوا أحكامَ كلِّ مضلةٍ ** منَ العُقْمِ لا يُلْفى لأمثالِها فَصْلُ)
(بعزمةِ مأمورٍ، مطيعٍ، وآمرٍ ** مطاعٍ فلا يلفَى لحزمهمُ مثلُ)
(ولستُ بلاقٍ، بالحجازِ، مجاوراً ** ولا سفراً إلاَّ لهُ منهمُ حبلُ)
(بلادٌ بهَا عَزّوا مَعَدّاً وغَيْرَهَا، ** مَشارِبُها عذْبٌ وأعلامُها ثَمْلُ)
(وهم خير حيٍّ، من معدٍّ، علمتهمْ ** لهم نائلٌ في قومهم ولهم فضلُ)
(فَرِحْتُ بما خُبّرْتُ عن سيّدَيكُمُ ** وكانا امرأينِ كلُّ شأنهما يعلو)
(رأى اللهُ، بالإحسانِ، ما فعلا بكمُ ** فأبْلاهُما خَيرَ البَلاءِ الذي يَبْلُو)
(تَدارَكْتُما الأحلافَ قد ثُلّ عَرْشُها ** وذبيانَ قد زلت بأقدامها النعلُ)
(فأصْبَحتُما منهَا على خَيرِ مَوْطِنٍ ** سَبيلُكُما فيهِ، وإن أحزَنوا، سَهلُ)
(إذا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالناسِ أَجْحَفَتْ ** ونالَ كرامَ المالِ في الجَحْرَةِ الأَكْلُ)
(رأيتُ ذوي الحاجاتِ، حولَ بيوتهم ** قطيناً لهم حتّى إذا أنبتَ البقلُ)
(هنالكَ إنْ يستخبلوا المالَ يخبلوا ** وإنْ يسألوا يعطوا، وإنْ ييسروا يغلوا)
(وفيهمْ مقاماتٌ، حسانٌ وجوهها ** وأنديةٌ، ينتابها القولُ، والفعلُ)
(على مكثريهم حقُّ من يعتريهمُ ** وعندَ المقلينَ السماحةُ، والبذلُ)
(وإنْ جئتهم ألفيتَ حولَ بيوتهم، ** مجَالسَ قد يُشفَى بأحلامِها الجَهلُ)
(وإنْ قامَ فيهِمْ حامِلٌ قال قاعِدٌ: ** رَشَدْتَ فلا غُرْمٌ عليكَ وَلا خَذْلُ)
(سعى بعدهم قومٌ، لكي يدركوهمُ ** فلَمْ يَفعَلُوا ولم يُليموا ولم يألُوا)
(وما يَكُ من خيرٍ، أتوه فإنَّما ** تَوَارَثَهُمْ آبَاءُ آبَائِهِمْ قَبْلُ)
(هل ينبتُ الخطيَّ إلاَّ وشِيجُهُ ** وتُغرَسُ، إلاّ في مَنابِتِها، النّخْلُ)














مصادر و المراجع :

١- ديوان زهير بن أبي سلمى

المؤلف: زهير بن أبي سلمى

اعتنى به وشرحه: حمدو طماس

الناشر: دار المعرفة، بيروت - لبنان

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید