المنشورات

(أمين شظاه)

البحر: طويل
وقال ذات مرة في مدح حصن بن حذيفة بن بدر:
(صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ ** وَعُرّيَ أفْرَاسُ الصِّبَا وَرَوَاحِلُهْ)
(وأقصرَ، عمّا تعلمينَ، وسددتْ ** عليَّ، سوَى قصدِ السبيلِ، معادلُهْ)
(وقالَ العَذارَى: إنّما أنتَ عَمُّنا، ** وكانَ الشّبابُ كالخَليطِ نُزَايِلُهْ)
(فأصبحنَ ما يعرفنَ إلاّ خليقتي ** وإلاّ سوادَ الرأسِ، والشيبُ شاملهْ)
(لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُهْ ** عفا الرسُّ منهُ، فالرسيسُ، فعاقلهْ)
(فَرَقْدٌ فصاراتٌ، فأكنافُ منعجٍ ** فشَرْقيُّ سلمَى حَوْضُهُ فأجاوِلُهْ)
(فوادِي البَدِيِّ فالطَّوِيُّ فثادِقٌ ** فوادي القَنَانِ: جِزْعُهُ فَأَفَاكِلُهْ)
(وغيثٍ، من الوسميِّ، حوٍّ تلاعهُ ** أجابتْ روابيهِ، النجاءَ، هواطلهْ)
(هَبَطْتُ، بمَمْسُودِ النواشرِ، سابِحٍ ** مُمَرٍ ّ أسِيلِ الخَدّ نَهْدٍ مَراكِلُهْ)
(تميمٍ فَلَوناهُ فأُكْمِلَ صُنْعُهُ ** فتمَّ وَعَزَّتْهُ يَدَاهُ وكَاهِلُهْ)
(أمينٍ شظاهُ، لم يخرقْ صفاقهُ ** بمِنْقَبَةٍ وَلم تُقَطَّعْ أباجِلُهْ)
(فليلاً علفناهُ، فأكملَ صنعهُ ** فتمَّ، وعزتهُ يداهُ وكاهلهْ)
(إذا ما غَدَوْنَا نَبْتَغي الصّيدَ مَرّةً ** متى نرهُ فإننا لا نخاتلهْ)
(فَبَيْنَا نُبَغّي الصّيدَ جاءَ غُلامُنَا ** يدبُّ، ويخفي شخصهُ، ويضائلهْ)
(فقالَ: شِياهٌ راتِعاتٌ بقَفْرَةٍ ** بمُسْتَأسِدِ القُرْيانِ حُوٍ ّ مَسائِلُهْ)
(ثَلاثٌ كأقْواسِ السَّراءِ ومِسْحَلٌ ** قدِ اخضرّ منْ لَسّ الغَميرِ جحافِلُهْ)
(وقد خرمَ الطرادُ، عنهُ، جحاشهُ ** فلم يبقَ إلاّ نفسهُ، وحلائلهْ)
(فقالَ أميري: ما ترَى، رأيَ ما ترَى ** أنَخْتِلُهُ عَن نَفسِهِ أمْ نُصَاوِلُهْ)
(فبِتْنَا عُراةً عندَ رَأسِ جَوَادِنَا ** يُزاوِلُنَا عَنْ نَفسِهِ ونُزَاوِلُهْ)
(ونَضربهُ، حتّى اطمأنَّ قذالهُ ** وَلم يَطْمَئِنّ قَلْبُهُ وخَصَائِلُهْ)
(وملجمنا ما إنْ ينالُ قذالهُ، ** ولا قدماهُ الأرضَ، إلاّ أناملهْ)
(فلأياً، بلأيٍ، قد حملنا غلامنا ** على ظَهْرِ محْبُوكٍ ظِماءٍ مَفاصِلُهْ)
(وقُلتُ لهُ: سَدّدْ وأبصِرْ طَريقَهُ ** وما هوَ فيهِ عَن وَصاتيَ شاغِلُهْ)
(وقُلْتُ: تَعَلّمْ أنّ للصّيدِ غِرّةً ** وَإلاّ تُضَيّعْها فإنّكَ قاتِلُهْ)
(فَتَبّعَ، آثارَ الشياهِ، ولدينا ** كشُؤبوبِ غَيثٍ يحفش الأُكمَ وابلُهْ)
(نَظرْتُ إلَيْهِ نَظْرَةً فَرَأيْتُهُ ** على كلِّ حالٍ، مرةً، هوَ حاملهْ)
(يُثِرْنَ الحَصَى في وَجهِهِ وهوَ لاحقٌ ** سراعٌ تواليهِ صيابٌ أوائلهْ)
(فردَّ علينا العيرَ، من دونِ إلفهِ ** على رَغْمِهِ يدْمَى نَسَاهُ وفائِلُهْ)
(فرُحْنَا بهِ، ينضو الجيادَ، عشيةً ** مُخْضَّبَةً أرْساغُهُ وعَوَامِلُهْ)
(بذي ميعةٍ، لا موضعُ الرمحِ مسلمٌ ** لبُطْءٍ ولا ما خلفَ ذلكَ خاذِلُهْ)
(وأبيَضَ فَيّاضٍ يَداهُ غَمَامَةٌ ** على معتفيهِ، ما تغبُّ فَوَاضِلُهْ)
(بَكَرْتُ عَلَيْهِ غُدْوَةً فَرَأيْتُهُ ** قُعُوداً لَدَيْهِ بالصّريمِ عَوَاذِلُهْ)
(يُفَدّينَهُ طَوْراً وطَوْراً يَلُمْنَهُ ** وَأعْيا فَما يَدْرِينَ أينَ مَخاتِلُهْ)
(فأقْصَرْنَ مِنْهُ عَنْ كَريمٍ مُرَزّإٍ ** عَزُومٍ على الأمْرِ الذي هوَ فاعِلُهْ)
(أخي ثقةٍ، لا تهلكُ الخمرُ مالهُ ** ولكنَّه قد يهلكُ المالَ نائلهْ)
(تراهُ، إذا ما جئتهُ، متهللاً ** كأنكَ تعطيهِ الذي، أنتَ سائلهْ)
(وذي نَسَبٍ نَاءٍ بَعيدٍ وَصَلْتَهُ ** بمالٍ وما يَدري بأنّكَ واصِلُهْ)
(وذي نِعْمَةٍ تَمّمْتَها وشكَرْتَها ** وخصمٍ، يكادُ يغلبُ الحقَّ باطلهْ)
(دَفَعْتَ بمَعرُوفٍ منَ القوْلِ صائبٍ ** إذا ما أضلَّ، القائلينَ، مفاصلهْ)
(وذي خَطَلٍ في القوْلِ يحسبُ أنّهُ ** مصيبٌ فما يلممْ بهِ فهوَ قائلهْ)
(حُذَيْفةُ يَنْمِيهِ وبَدْرٌ كِلاهُمَا ** إلى باذخٍ، يعلو على من يطاولُهْ)
(ومن مثلُ حصنٍ، في الحروبِ، ومثلهُ ** لإنْكارِ ضَيْمٍ أوْ لأمْرٍ يُحاولُهْ)
(أبَى الضيمَ، والنعمانُ يحرقُ نابهُ ** عليهِ فأفضَى والسّيوفُ مَعاقِلُهْ)
(عَزيزٌ إذا حَلّ الحَليفانِ حَوْلَهُ ** بذي لجبٍ أصواتهُ، وصواهلهْ)
(يهدُّ، له، ما بينَ رملةِ عالجٍ ** ومَنْ أهْلُهُ بالغَوْرِ زالَتْ زَلازِلُهْ)
(وأَهْلِ خِباءٍ صالحٍ ذاتُ بينهم ** قد احْتَرَبوا في عاجلٍ أنا آجِلُهُ)
(فأقبلت في الساعين أسأل عنهم ** سؤالك بالشيء الذي أنت جاهله)














مصادر و المراجع :

١- ديوان زهير بن أبي سلمى

المؤلف: زهير بن أبي سلمى

اعتنى به وشرحه: حمدو طماس

الناشر: دار المعرفة، بيروت - لبنان

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید