المنشورات

من سره كرم الحياة

البحر: كامل
من سره كرم الحياة فلا يزل *** في مقنب من صالحي الأنصار
تزن الجبال رزانة أحلامهم *** وأكفهم خلف من الأمطار
المكرهين السمهري بأذرع *** كصواقل الهندي غير قصار
والناظرين بأعين محمرة *** كالجمر غير كليلة الأبصار
والذائدين الناس عن أديانهم *** بالمشرفي وبالقنا الخطار
والباذلين نفوسهم لنبيهم *** يوم الهياج وقبة الجبار
دربوا كما دربت أسود خفية *** غلب الرقاب من الأسود ضواري
وهم إذا خوت النجوم فإنهم *** للطائفين السائلين مقاري
وهم إذا انقلبوا كأن ثيابهم *** منها تضوع فأرة العطار
والمطعمون الضيف حين ينوبهم *** من لحم كوم كالهضاب عشار
والمنعمون المفضلون إذا شتوا *** والضاربون علاوة الجبار
رميت نطاة من الرسول بفيلق *** شهباء ذات مناكب وقفار
بالمرهفات كأن لمع ظباتها *** لمع السواري في الصبير الساري
لا يشتكون الموت إن نزلت بهم *** شهباء ذات معاقم وأوار
وإذا نزلت ليمنعوك إليهم *** أصبحت عند معاقل الأغفار
ورثوا السيادة كابرا عن كابر *** إن الكرام هم بنو الأخيار
لو يعلم الأحياء علمي فيهم *** حقا لصدقني الذين أماري
صدموا عليا يوم بدر صدمة *** دانت علي بعدها لنزار
يتطهرون كأنه نسك لهم *** بدماء من علقوا من الكفار
وإليهم استقبلت كل وديقة *** شهباء يسفع حرها كالنار
ومريضة مرض النعاس ذعرتها *** بادرت علة نومها بغرار
وعلمت أني مصبح بمضيعة *** غبراء تعزف جنها مذكار
وكسوت كاهل حرة منهوكة *** بالفجر حاريا عديم شوار
سلست عراقيه فكل قبيلة *** من حنوه قلقت إلى مسمار
وسدت مهملجة علالة مدمج *** من فالق حصد من الإمرار
حتى إذا اكتست الأبارق نقبة *** مثل الملاء من السراب الجاري
ورضيت عنها بالرضا لما أتت *** من دون عسرة ضغنها بيسار
تنجو بها عنق كناز لحمها *** حفزت فقارا لاحقا بفقار
في كاهل وشجت إلى أطباقه *** دأيات منتفخ من الأوزار
وتدير للخرق البعيد نياطه *** بعد الكلال وبعد نوم الساري
عينا كمرآة الصناع تديرها *** بأنامل الكفين كل مدار
بجمال محجرها وتعلم ما الذي *** تبدي لنظرة زوجها وتواري















مصادر و المراجع :

١- ديوان كعب بن زهير

المؤلف: كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب شاعر مخضرم

(ت 26 هـ = 646 م)

حققه وشرحه وقدم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

(1417 هـ - 1997 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید