المنشورات

إن عرسي قد آذنتني أخيرًا

البحر: خفيف تام
(إنّ عِرْسِي قد آذنتْني أخِيراً ** لم تُعَرِّجْ ولم تُؤامِرْ أمِيرَا)
(أجهازا جاهزت لا عتبَ فيهِ ** أمْ أرَادَتْ خِيانةً وفُجورَا)
(ما صلاحُ الزوجين عاشا جميعاً ** بعد أن يصرم الكبيرُ الكبيرا)
(فاصبري مثلَ ما صبرتِ فإني ** لا إخالُ الكريمَ إلاّ صَبُورَا)
(أيَّ حينٍ وقد دببتُ ودبَّتْ ** ولَبِسْنا من بَعْدِ دَهْرٍ دُهُورَا)
(ما أرانا نقولُ إلا رجيعاً ** ومعاداً من قولنا مكرورا)
(عذلتني فقلتُ لا تعذليني ** قد أغادي المعذَّل المخمورا)
(ذا صباحٍ فلم أوافِ لديهِ ** غيرَ عَذَّالةٍ تَهِرُّ هَرِيرَا)
(عذلته حتى إذا قال إني ** - فذَرِينِي - سأَعْقِل التَّفكيرَا)
(غفلتْ غفلةً فلم تر إلا ** ذات نفس منها تكوسُ عقيرا)
(فَذَرِينِي من المَلامَةِ حَسْبِي ** رُبَّما أَنْتَحِي مَوارِدَ زُورَا)
(تتأوَّى إلى الثنايا كما شَكَّ ** تْ صناعٌ من العسيبِ حصيرا)
(خلجاً من معبدٍ مسبطرٍّ ** فقَّر الأكم والصُّوى تفقيرا)
(واضِحِ اللَّوْنِ كالمَجَرَّةِ لا يَعْ ** دمُ يوماً من الأهابيِّ مورا)
(وذِئاباً تَعْوِي وأَصْواتَ هامٍ ** مُوفِياتٍ مع الظَّلامِ قُبورَا)
(غيرَ ذِي صاحبٍ زَجَرْتُ عليه ** حُرَّةً رَسْلةَ اليَدَيْنِ سَعُورَا)
(أخرج السَّير والهواجر منها ** قَطِراناً ولو رُبٍّ عصيرا)
(يومَ صومٍ من الظهيرةِ أو يو ** مَ حُرُورٍ يَلَوِّحُ اليعفورا)
(وإذا ما أَشاءُ أبعَثُ منها ** مطلعَ الشمسِ ناشطاً مذعورا)
(ذا وشومٍ كأنّ جلدَ شواهُ ** في ديابيجَ أو كسين نمورا)
(أَخْرَجتْه من اللّيالي رَجُوسٌ ** ليلةً هاجَها السِّماكُ دَرُورَا)
(غَسَلتْه حتَّى تَخَالَ فَريداً ** وجمانا عن متنه محدورا)
(في أًصولِ الأَرْطَى ويُبْدِي عُروقاً ** ثَئِداتٍ مثلَ الأعِنَّةِ خُورَا)
(وَاشِجاتٍ حُمْراً كأنّ بأَظْلاَ ** فِ يديهِ من مائهنََّ عبيرا)
(كمطيفِ الدوّار حتى إذا ما ** ساطِعُ الفَجْرِ نَبَّه العُصفورا)
(رابَه نَبْأةُ وأضْمَرَ منْها ** في الصِّماخين والفؤادِ ضَميرا)
(مِنْ خَفِيّ الطِّمْرَيْنِ يَسْعَى بغُضْفٍ ** لم يؤيِّه بهنّ إلا صفيرا)
(مقعياتٍ إذا علونَ يفاعاً ** زرقاتٍ عيونها لتغيرا)
(كالحِاتٍ معاً عَوارِضَ أَشْدَا ** قٍ ترى في مشقِّها تأخيرا)
(طافِياتٍ كأنهنّ يَعَاسِي ** بُ عَشِيٍّ بارَيْنَ رِيحاً دَبُورَا)
(ما أرى ذائداً يزيد عليه ** غابَ عنه أنصارُه مَكْثُورَا)
(بأسيلٍ صَدقٍ يثقفه في ** هنّ لا نابِياً ولا مأطُورَا)
(فكأنّي كسوتُ ذلك رحلي ** أو مُمرَّ السراةِ جأباً دريرا)
(أو أقباً تصيَّفَ البقلَ حتى ** طار عنه النسيلُ يرعى غريرا)
(يرْتعي بالقَنَان يَقْرُو رِياضاً ** فانتحى آتنا جدائدَ نورا)
(ألصق العذمَ والعذابَ بقبّا ** ءَ ترى في سراتها تحسيرا)
(سَمْحةٍ سَمْحَجِ القَوائِم حَقْبا ** ءَ من الجونِ طمِّرتْ تطميرا)
(فوقَ عُوجٍ مُلْسِ القَوائِم أُنْعِلْ ** لْنَ جلاميدَ أو حذينَ نسورا)
(دأبَ شهرين ثم نَصفاً دميكاً ** بأريكينِ يكدمانَ غميرا)
(فهي مَلْساءُ كالعَسِيبِ وقَدْ بَا ** نَ نَسِيلٌ عن مَتْنِها ليَطِيرَا)
(قد نَحاها بشَرِّه دُونَ تِسْعٍ ** كان ما رامَ عندَهنّ يَسِيرَا)
(كالقيسيِّ الأعطالِ أفرد عنها ** آتناً قرّحاً ووحشا ذكورا)
(مُرْتِجاتٍ على دَعَامِيصَ عُوناً ** شُمُسٌ قد لَوَيْنَ عنه حُجُورَا)
(تَرَك الضَّرْبُ بالسَّنابِك مِنْهُ ** نّ بضاحي جبينه توقيرا)
(علقتْ مخلفاً جنيناً وكانت ** منحتْ قبله الحيالَ نزورا)
(مثل درصِ اليربوع لم يرب عنهُ ** غَرِقاً في صُوانِه مَغْمورَا)
(فإذا ما دَنَا لها مَنَحَتْهُ ** مضمراً يفرصُ الصَّفيحَ ذكيرا)
(ذَكَرَ الْوِرْدَ فاسْتَمَرَّ إلَيْه ** بِعَشِيٍّ مُهَجِّراً تَهْجِيرَا)
(جعل السَّعدَ والقنان يميناً ** والمروراة شأمةً وحفيرا)
(عامداً للقنان ينضو رياضاً ** وطِرَاداً من الذِّنابِ ودُورَا)
(ويخافانِ عامراً عامرَ الخضْ ** رِ وكان الذِّنابُ منه مصيرا)
(رامياً أخَشْنَ المَنَاكِبِ لا يُشْ ** خِصُ قد هَرَّه الهَوادِي هَرِيرَا)
(ثاوياً ماثلاً يقلب زرقاً ** رَمَّها القَيْنُ بالعُيونِ حُشُورَا)
(شرقاتٍ بالسمِّ من صُلبِيٍّ ** وركوضاً من السراءِ طحورا)
(ذاتَ حِنْوٍ مَلْسَاءَ تَسْمَعُ مِنْها ** تَحْتَ ما تَنبِضُ الشِّمالُ زَفِيرَا)
(يبعثُ العزفُ والترنمُ منها ** ونزيرٌ إلى الخَمِيسِ نزِيرا)
(لاصقٌ يكلأُ الشريعة لا يُغ ** في فواقاً مدمِّراً تدميرا)















مصادر و المراجع :

١- ديوان كعب بن زهير

المؤلف: كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب شاعر مخضرم

(ت 26 هـ = 646 م)

حققه وشرحه وقدم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

(1417 هـ - 1997 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید