المنشورات

أمن نوار عرفت المنزل الخلقا

البحر: بسيط تام
(أمن نوارَ عرفتَ المنزلَ الخلقا ** إذ لا تفارقُ بطنَ الجوِّ فالبرقا)
(وَقَفْتُ فيها قليلاً رَيْثَ أَسْأَلُها ** فانهلّ دمعي على الخدّين منسحقا)
(كادَتْ تُبَيِّنُ وَحْياً بعضَ حاجَتِنا ** لو أن منزل حيٍ دارساً نطقا)
(لا زالت الريح تزجي كلَّ ذي لجبٍ ** عَيْثاً إذا ما ونَتْهُ ديمةُ دفَقَا)
(فَأَنْبَتَ الفَعْوَ والرَّيْحانَ وَابِلُه ** والأيهقانَ مع المكنانِ والذُّرقا)
(فَلَمْ تَزَلْ كُلُّ غَنَّاءِ البُغَامِ به ** من الظباءِ تراعي عاقداً خرقا)
(تَقْرُو به مَنْزلَ الحَسْنَاءِ إذْ رَحَلَتْ ** فاستقبلت رُحبَ الجوفين فالعمقا)
(حلّتْ نوار بارضٍ لا يبلغها ** إلا صموت السُّرى لا تسأم العنقا)
(خطَّارةٌ بعد غبِّ الجهد ناجيةٌ ** لا تشتكي للحفا من خفها رققا)
(ترى المريءَ كنصلِ السيفِ إذ ضمنتْ ** أو النَّضَيّ الفَضَا بَطَّنْتَه العُنَقَا)
(تَنْفِي اللُّغامَ بمثلِ السِّبْتِ خَصَّرَه ** حاذٍ يمانٍ إذا ما أرقلتْ خفقا)
(تَنْجُو نَجاءَ قَطاةِ الجَوِّ أَفْزَعَها ** بِذي العِضَاهِ أحَسَّتْ بَازِياً طَرَقا)
(شهمٌ يكبُّ القطا الكدري مختضبُ ال ** أظفار حرٌّ ترى في عينه زرقا)
(بَاتَتْ له لَيْلَةٌ جَمٌّ أَهاضِبُها ** وبَاتَ يَنْفُضُ عَنْه الطَّلَّ واللَّثَقَا)
(حَتَّى إذَا ما انْجَلَتْ ظَلْماءُ لَيْلتِه ** وانْجابَ عنه بياضُ الصُّبحِ فانْفَلَقَا)
(غَدَا على قَدَرٍ يَهْوِي ففاجَأَها ** فانْقَضَّ وهو بِوَشْكِ الصَّيْدِ قَدْ وَثِقَا)
(لاشَيْءَ أجْوَدُ مِنْها وهي طيِّبَةٌ ** نفساً بما سوف ينجيها وإن لحقا)
(نفرها عن حياضِ الموتِ فانتجعتْ ** بِبَطْنِ لِينَةَ مَاءً لَمْ يَكُنْ رَنِقَا)
(ياليت شعري وليتَ الطيرَ تخبرني ** أمثل عشقي يلاقي كلُّ من عشقا)
(إذا سمعتُ بذكر الحبِّ ذكرني ** هِنْداً فَقَدْ عَلِقَ الأحْشَاءَ مَا عَلِقَا)
(كم دونها من عدوٍ ذي مكاشحةٍ ** بَادِي الشَّوَارَةِ يُبْدِي وَجْهُه حَنَقَا)
(ذِي نَيْرَبٍ نَزِعٍ لَوْ قَدْ نَصَبْتُ له ** وَجْهِي لَقَدْ قالَ كُنتَ الحائِنَ الْحَمِقَا)
(كالكلب لا يسأم الكلب الهرير ولو ** لاَقَيْتَ بالْكلبِ لَيْثاً مُخْدِراً ذَرَقَا)
(ومرهقٍ قد دعاني فاستجبت له ** أَجَزْتُ غُصَّتَهُ مِنْ بَعْدِ ما شَرِقَا)














مصادر و المراجع :

١- ديوان كعب بن زهير

المؤلف: كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب شاعر مخضرم

(ت 26 هـ = 646 م)

حققه وشرحه وقدم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

(1417 هـ - 1997 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید