المنشورات

بانت سعاد

البحر: بسيط تام
(باتتُ سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ ** متيَّمٌ إثْرَها لم يُجْزَ مَكْبُولُ)
(وما سعادُ غداةَ البينِ إذ رحلوا ** إلاّ أَغَنُّ غَضَيضُ الطَّرْفِ مكحولُ)
(هيفاء مقبلة، عجزاء مدبرة، ** لا يشتكي قصر منها، ولا طول)
(تَجْلُو عوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسَمتْ ** كأنَّه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مُعْلُولُ)
(شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ من ماء مَحْنِيَةٍ ** صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهو مشمولُ)
(تجلو الرياحُ القذى عنه وأفرطه ** من صَوْبٍ سارِيةٍ بيضٌ يَعَالِيلُ)
(يا ويحها خلةً لو أنها صدقتْ ** ما وعدتْ أو لو انّ النصحَ مقبولُ)
(لكنَّها خُلَّةٌ قد سِيطَ من دَمِها ** فَجْعٌ ووَلْعٌ وإخْلاَفٌ وتَبْدِيلُ)
(فما تدومُ على حالٍ تكونُ بها ** كما تلَّونُ في أثوابها الغولُ)
(وما تمسكُ بالوصلِ الذي زعمت ** الا كما تمسك الماءَ الغرابيلُ)
(كانت مواعيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً ** وما مَوَاعيدُها إلاّ الأباطِيلُ)
(أرجو وآملُ أنَ يعجلنَ في أبدٍ ** وما لهنّ طوالَ الدهرِ تعجيلُ)
(فلا يعرنكَ ما منَّت وما وعدت ** إن الأَمَانِيَّ والأحلامَ تضليلُ)
(أمستْ سعادُ بارضٍ لا يبلغها ** إلا العتاقُ النجيبات المراسيلُ)
(إنَّ الرسول لسَيْفٌ به ** فيها على الأينِ إرقالٌ وتبغيلُ)
(من كلِّ نَضَّاخَةٍ الذِّفْرَى إذا عَرِقتْ ** عرضتها طامسُ الأعلامِ مجهولُ)
(ترمي الغيوبَ بعينيَ مفردٍ لهقٍ ** إذا توقدتِ الحزَّانُ والميلُ)
(ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ مُقَيَّدُها ** في خلقها عن بنات الفحل تفضيلُ)
(حرفٌ أخوها أبوها من مهجنةٍ ** وعمُّها خالها قوداءُ شمليلُ)
(يَمْشي القُرَادُ عليها ثم يُزْلِقُه ** منها لبان وأقرابٌ زهاليلُ)
(عَيْرانةٌ قُذفتْ في اللَّحْم عن عُرُضٍ ** مِرْفَقُها عن بناتِ الزَّوْرِ مَفْتولُ)
(كأن ما فات عينيها ومذبحها ** من خَطْمِها ومن اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ)
(تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ ** في عارِزٍ لم تَخَوَّنْه الأَحَاليلُ)
(قنواءُ في حرَّيتها للبصيرِ بها ** عِتْقٌ مُبِينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ)
(تخدي على يسراتٍ وهي لاحقةٌ ** ذوابلٌ وقعهن الأرضَ تحليلُ)
(سمرُ العجاياتِ يتركن الحصى زيماً ** لم يقهنّ رؤوسَ الأكم تنعيلُ)
(يوماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِماً ** كأنّ ضاحيَه بالنارِ مملولُ)
(كأن أوْبَ ذواعيْها وقد عَرِقتْ ** وقد تلفعَ بالقورِ العساقيلُ)
(وقال للقومِ حاديهم وقد جعلتْ ** ورقُ الجنادبِ يركضنِ الحصى قيلوا)
(شدِّ النهارِ ذراعا عيطلٍ نصفٍ ** قامت فجاوبَها نُكْدٌ مَثَاكِيلُ)
(نواحةٌ رخوةُ الضبعين ليس لها ** لمّا نعى بكرها الناعونَ معقولُ)
(تفري اللَّبانَ بكفّيها ومدرعها ** مشققٌ عن تراقيها رعابيلُ)
(يَسْعَى الوُشاةُ بجَنْبيْها وقولُهُم ** إنك يا بنَ أبي سلمى لمقتولُ)
(وقال كلُّ خليلٍ كنتُ آمُلُه ** لا ألفينكَ إني عنك مشغولُ)
(فقلتُ خلّوا طريقي لا أبا لكمُ ** فكلُّ ما قدرَ الرحمنُ مفعولُ)
(كل ابن أنثى وان طالت سلامتهُ ** يوماٌ على آلةٍ حدباءَ محمولُ)
(أُنبِئتُ أن رَسُولَ اللهِ أَوْعَدنِي ** والعفو عند رسولِ الله مأمولُ)
(مهلاً هداكَ الذي أعطاكَ نافلةَ ال ** قرآنِ فيها مواعِيظٌ وتفصِيلُ)
(لا تأخذني بأقوال الوشاة، ولم ** أُذْنبْ ولو كثُرت عنِّي الأقاويلُ)
(لقد أقومُ مقاما لو يقومُ بهِ ** أرى وأسمعُ ما لو يسمعُ الفيلُ)
(لظَلَّ يُرْعَدُ إلا أن يكون له ** من الرسولِ بإذنِ الله تنويلُ)
(حتّى وضعتُ يَمِيني لا نَازِعُهُ ** في كفِّ ذي نقماتٍ قيلهُ القيلُ)
(لذَاكَ أَهْيَبُ عندي إذ أُكلَّمُه ** وقيل إِنكَ مسبورٌ ومسؤولُ)
(من ضيغمٍ من ضراءِ الأسدِ مخدرةً ** ببَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَه غِيلُ)
(يغدو فيلحمُ ضرغامين عيشهما ** لحمٌ من القومِ معفورٌ خراذيلُ)
(إذا يُسَاوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ له ** أن يتركَ القرنَ الا وهو مفلولُ)
(منهُ تظلّ حميرُ الوحشِ ضامرةً ** ولا تُمَشِّي بِوادِيه الأَرَاجِيلُ)
(ولا يزالُ بواديهِ أخو ثقةٍ ** مُطَرَّحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مأكولُ)
(إن الرّسولَ لسيفٌ يستضاءُ بهِ ** مهندٌ من سيوفِ الله مسلولُ)
(في عُصْبةٍ من قُرَيشٍ قال قائلُهم ** ببَطْنِ مَكَّةَ لما أَسْلَموا زُولُوا)
(زالوُا فمازال انكاسٌ ولا كَشَفٌ ** عند اللِّقَاءِ ولا ميلٌ معازيلُ)
(شُمُّ العَرَانِينِ أبطالٌ لَبُوسُهمُ ** من نسيجِ داودَ في الهيجا سرابيلُ)
(بِيضٌ سَوَابِغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ ** كأنّها حَلَقٌ القَفْعاءِ مَجْدُولُ)
(يَمْشُون مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهم ** ضربٌ إذا عرّد السودُ التنابل)
(لا يفرَحون إذا نالت رِماحُهمُ ** قوماً ولَيْسُوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا)
(لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاّ في نُحُورِهمُ ** ما إنْ لهم عنِ حياضِ الموتِ تَهْليلُ)












مصادر و المراجع :

١- ديوان كعب بن زهير

المؤلف: كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب شاعر مخضرم

(ت 26 هـ = 646 م)

حققه وشرحه وقدم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

(1417 هـ - 1997 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید