المنشورات

أمن أم شداد

البحر: طويل
(أمِنْ أُمِّ شَدّادٍ رُسُومُ المَنَازِلِ ** تَؤَهَّمْتُها مِنْ بَعدْ سافٍ ووابِلِ)
(وبعد ليلٍ قد خلونَ وأشهرٍ ** على إثرِ حولٍ قد تجرّمَ كاملِ)
(أرى أمَّ شدادٍ بها شبهُ ظبيةٍ ** تُطِيفُ بمَكْحُولِ المَدَامِعِ خاذِلِ)
(أغنَّ غضيضِ الطرفِ رخصٍ ظلوفه ** ترودُ بمعتمٍّ من الرَّملِ هائلِ)
(وترنو بعيني نعجةٍ أمِّ فرقدٍ ** تظلُّ بوادي روضةٍ وخمائلِ)
(وتخطو على بردتينِ غذاهما ** أهاضيبُ رجَّافٍ العشياتِ هاطلِ)
(وتَفْتَرُّ عن غُرِّ الثَّنَايَا كأنّها ** أقاحٍ تروَّى من عروقٍ غلاغلِ)
(فأصبحتُ قد أَنْكرتُ منها شَمَائلاً ** فما شئتَ من بُخل ومن منعِ نائلِ)
(وما ذاكَ عن شيءٍ أَكُونُ اجْتَرَمْتُه ** سوى أن شيباً في المفارق شاملي)
(فإن تصرميني ويبَ غيرك تصرمي ** وأوذنْتِ إيذانَ الخليطِ المزايلِ)
(إذا ما خَلِيلٌ لم يَصِلْكَ فلا تُقِمْ ** بِتَلْعَتِهِ واعْمِدْ لآخَرَ واصِلِ)
(ومستهلكٍ يهدي الضَّلولَ كأنه ** حَصِيرُ صَنَاعٍ بين أَيْدِي الرَّوَامِل)
(مَتَى ما تَشَأْ تَسْمَعْ إذا ما هبَطْتَه ** تراطنَ سربٍ مغربَ الشمسِ نازل)
(رَوَايَا فِراخٍ بالفَلاَةِ تَوَائمٍ ** تَحَطَّمَ عنها البَيْضُ حُمْرِ الحَوَاصِلِ)
(تَوَائِمَ أَشْباهٍ بغيرِ عَلاَمةٍ ** وضعنَ بمجهولٍ من الأرضِ خاملِ)
(وخرقٍ يخاف الرَّكبُ أن يدلجوا بهِ ** يَعَضُّونَ من أهْوالِه بالأنَامِل)
(مخوفٍ به الجنان، تعوي ذئابه ** قطعتُ بفتلاءِ الذِّراعين بازلِ)
(صَمُوتِ السُّرَى خَرْساءَ فيها تَلَفُّتُ ** لنبأةِ حقٍّ أو لتشبيهِ باطلِ)
(تظل نسوغُ الرّحلِ بعد كلالها ** لهنّ أطيطٌ بين جوْز وكاهلِ)
(رفيعِ المحالِ والضلوعِ نمتْ بهِ ** قوائمُ عُوجٌ ناشِزاتُ الخَصَائلِ)
(تُجَاوِبُ أَصْدَاءً وحِيناً يَرُوعُها ** تضورُ كسّابٍ على الرَّكبِ عائلِ)
(عُذَافِرَةٍ تَختَالُ بالرَّحْلِ حُرَّةٍ ** تباري قلاصا كالنعام الجوافلِ)
(بوَقْعٍ دِرَاكٍ غيرِ ما مُتَكَلَّفٍ ** إذا هبَطَتْ وَعْثاً ولا مُتَخَاذِلِ)
(كأن جريري ينتحي فيه مسحلٌ ** من القمرِ بين الأنعمينِ فعاقل)
(يغرد في الأرض الفلاة بعانةٍ ** خِمَاصِ البُطُونِ كالصِّعَادِ الذَّوابِلِ)
(ونازِحةٍ بالقَيْظِ عنها جِحَاشُها ** وقد قَلَصتْ أَطْباؤها كالمَكَاحِلِ)
(وظَلَّ سَرَاةَ اليَوْمِ يُبْرِمُ أمرَه ** برَابِيَةِ البَحَّاءِ ذاتِ الأَعَابِلِ)
(وهمَّ بوردٍ بالرسيسِ فصدَّه ** رجالٌ قعودٌ في الدُّجى بالمعابلِ)
(إذا وردت ماءً بليلٍ تعرَّضتْ ** مخافة رامِ أو مخافةَ حابلِ)
(كأن مدهدى حنظلٍ حيثُ سوَّفتْ ** بأعطانها من لسِّها بالجحافلِ)













مصادر و المراجع :

١- ديوان كعب بن زهير

المؤلف: كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب شاعر مخضرم

(ت 26 هـ = 646 م)

حققه وشرحه وقدم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

(1417 هـ - 1997 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید