المنشورات

أمن دمنة الدار

البحر: متقارب
(أمِنْ دِمْنة الدَّارِ أَقْوَتْ سِنِينَا *** بكيتَ فَظَلْتَ كَئِيبًا حَزِينَا)
(بِهَا جَرَّتِ الرِّيحُ أَذْيَالَها *** فَلَمْ تُبْقِ مِن رَسْمِهَا مُسْتَبِينَا)
(فَلَمَّا رأيتُ بأنَّ البُكاءَ *** سَفَاهٌ لدى دِمَنٍ قَدْ بَلِينَا)
(زَجَرْتُ على ما لَدَيَّ القَلَو *** صَ مِنْ حَزَنٍ وعَصَيْتُ الشُّؤونَا)
(وكنتُ إذا ما اعْتَرَتْنِي الهُمُومُ *** أُكُلِّفُها ذاتَ لَوْثٍ أَمُونَا)
(عُذَافِرَةً حُرَّةَ اللِّيطِ لا *** سَقُوطًا ولا ذاتَ ضِغْنٍ لَجُونَا)
(كَأَنِّي شَدَدْتُ بأَنْسَاعِها *** قُوَيْرِحَ عَامَيْنِ جَأْبًا شَنُونَا)
(يُقَلِّبُ حُقْبًا تَرَى كُلَّهُنَّ *** قَدْ حَمَلَتْ وَأَسَرَّتْ جَنِينَا)
(وَحَلأَهُنَّ وَخَبَّ السَّفا *** وَهَيَّجَهُنَّ فَلَمَّا صَدِينَا)
(وَأَخْلَفَهُنَّ ثِمَادَ الغِمَارِ *** وما كُنَّ مِن ثَادِقٍ يَحْتَسِينَا)
(جَعَلْنَ القَنَانَ بإبْطِ الشِّمَالِ *** وماءَ العُنَابِ جعَلْنَ اليَمِينَا)
(وَبَصْبَصْنَ بينَ أَدَانِي الغَضَا *** وبينَ عُنَيْزَةَ شَأْوًا بَطِينَا)
(فَأَبْقَيْنَ مِنه وَأَبْقَى الطِّرَا *** دُ بَطْنًا خَمِيصًا وصُلْبًا سَمِينَا)
(وعُوجًا خِفَافًا سِلاَمَ الشَّظَى *** ومِيظَبَ أُكْمٍ صَلِيبًا رَزِينَا)
(إذا ما انْتَحَاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ *** رأيتَ لِجَاعِرَتَيْهِ غُضُونَا)
(يُعَضِّضُهُنَّ عَضِيضَ الثِّقَا *** فِ بالسَّمْهَرِيَّة حتَّى تَلِينَا)
(ويَكْدِمُ أَكْفَالَها عابِسًا *** فبالشَّدِّ مِن شَرِّهِ يَتَّقِينَا)
(إذا ما انْتَحَتْ ذاتُ ضِغْنٍ لَهُ *** أَصَرَّ فقد سَلَّ منها ضُغُونَا)
(لَهُ خَلْفَ أَدْبَارِهَا أَزْمَلٌ *** مكانَ الرَّقِيبِ مِن اليَاسِرِينَا)
(يُحَشْرِجُ مِنهنَّ قيدَ الذِّرَاعِ *** ويَضْرِبْنَ خَيْشُومَهُ والجَبِينَا)
(فَأَوْرَدَهَا طَامِياتِ الجِمَامِ *** وَقَدْ كُنَّ يأْجِنَّ أو كُنَّ جُونَا)
(يُثِرْنَ الغُبَارَ على وَجْهِهِ *** كلَوْنِ الدَّوَاخِنِ فوقَ الإِرِينا)
(ويَشْرَبْنَ مِن بارِدٍ قَدْ عَلِمْـ *** ـنَ أَنْ لا دِخَالَ وأَنْ لا عُطُونَا)
(وتَنْفِي الضَّفَادِعَ أَنْفَاسُها *** فهُنَّ فُوَيْقَ الرَّجَا يَرْتَقِينَا)
(فَصَادَفْنَ ذا حَنَقٍ لاصِقٍ *** لُصُوقَ البُرامِ يَظُنُّ الظُّنُونَا)
(قَصِيرَ البَنَانِ دَقِيقَ الشَّوَى *** يقولُ أَيَأْتِيْنَ أَمْ لا يَجِينَا)
(يَؤُمُّ الغَيَابَةَ مُسْتَبْشِرًا *** يُصِيبُ المَقَاتلَ حَتْفًا رَصِينَا)
(فَجِئْنَ فأَوْجَسْنَ مِن خَشْيةٍ *** ولم يَعْتَرِفْنَ لَنفْرٍ يَقِينَا)
(وَتُلْقِي الأَكَارِعَ في بَارِدٍ *** شَهِيٍّ مَذَاقَتُهُ تَحْتَسِينَا)
(يُبَادرْنَ جَرْعًا يُوَاتِرْنَهُ *** كَقَرْعِ القَلِيبِ حَصَى القَاذِفِينَا)
(فأَمْسَك يَنْظُرُ حتّى إذا *** دَنَوْنَ مِن الرِّيِّ أو قد رَوِينَا)
(تَنَحَّى بصَفْرَاءَ مِن نَبْعَةٍ *** على الكَفِّ تَجْمَعُ أَرْزًا وَلِينَا)
(مُعِدًّا على عجْسِهَا مُرْهَفًا *** فَتِيقَ الغِرَارَيْنِ حَشْرًا سَنِينَا)
(فأَرْسَلَ سَهْمًا على فُقْرَةٍ *** وهُنَّ شَوَارِعُ ما يَتَّقِينَا)
(فمَرَّ على نَحْرِهِ والذِّرَاعِ *** ولم يكُ ذاكَ له الفعلُ دِينَا)
(فَلَهَّفَ مِن حَسْرَةٍ أُمَّهُ *** وَوَلَّيْنَ مِن رَهَجٍ يَكْتَسِينَا)
(تَهَادَى حَوَافِرُهنَّ الحَصَى *** وصمُّ الصُّخورِ بِهَا يَرْتَمِينَا)
(فَقَلْقَلَهُنَّ سَرَاةَ العِشَا *** ءِ أَسْرَعَ مِن صَدَرِ المُصْدِرِينَا)
(يَزُرُّ وَيَلْفُظُ أَوْبَارَهَا *** ويَقْرُو بِهِنَّ حُزُونًا حُزُونَا)
(وَتَحْسَبُ في البحرِ تَعْشِيرَهُ *** تَغَرُّدَ أَهْوجَ في مُنْتَشِينَا)
(فأَصْبَح بالجِزْعِ مُسْتَجْذِلاً *** وأصْبَحنَ مُجْتَمِعَاتٍ سُكُونَا)













مصادر و المراجع :

١- ديوان كعب بن زهير

المؤلف: كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب شاعر مخضرم

(ت 26 هـ = 646 م)

حققه وشرحه وقدم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

(1417 هـ - 1997 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید