المنشورات

بكرت علي بسحرة تلحاني

البحر: كامل تام
(بكرتْ عليّ بسحرةٍ تلحاني ** وكفى بها جهلا وطيشِ لسانِ)
(ولقد حفظتُ وصاةَ من هو ناصحٌ ** لي عالمٌ بمآقِطِ الخُلاَّنِ)
(حتى إذا برتِ العظامَ زجرتها ** زجرَ الضنينِ بعرضهِ الغضبانِ)
(فرأيتها طلحت مخافة نهكةٍ ** مِنِّي وبَادِرَةٍ، وأَيَّ أَوَانِ)
(ولَقَدْ عَلِمتِ وأنْتِ غَيْرُ حِلِيمةٍ ** ألاَّ يُقَرِّبَني هَوىً لِهوَانِ)
(هَبِلَتْكِ أُمُّكِ هَلْ لَدَيْكِ فتُرْشِدِي ** في آخر الأيامِ من تبيانِ)
(أَرْعَى الأمانةَ لا أَخُونُ ولا أُرَى ** أبداً أدَمِّن عَرْصةَ الخَوَّان)
(وتنكَّرَت لي بعدَ ودٍ ثابتٍ ** أنّى تجامعَ وصلُ ذي الألوانِ)
(يوماً طواعكِ في القيادِ وتارةً ** تَلْقَاكَ تُنْكِرُها مِنَ الشَّنَآنِ)
(طوراً تلاقيه أخاكَ وتارةً ** تلقاهُ تحسبهُ من السُّودانِ)
(ومريضةٍ قفْرٍ يحاذرُ شرُّها ** مِنْ هَوْلِها قَمَنٍ منَ الحَدَثانِ)
(غَبْراءَ خَاضِعةِ الصُّوَى جَاوَزْتُها ** ليلاً بكاتمةِ السُّرى مذعانِ)
(حرفٍ تمدّ زمامها بعذافرٍ ** كَالْجِذْعِ شُذِّبَ لِيفُهُ الرَّيّانِ)
(غضبى لمنْسمِها صياحٌ بالحصى ** وقعْ القدومِ بغضْرةِ الأفنانِ)
(تَسْتَشْرِفُ الأشْبَاحَ وهْيَ مُشِيحةٌ ** ببصيرة وحشيَّةِ الإنسانِ)
(خوصاءَ صافيةٍ تجودُ بمائها ** وَسْطَ النَّهَارِ كَنُطْفَةِ الحَرَّانِ)
(تَنْفِي الظَّهِيرَةَ والغُبَارَ بِحَاجِبٍ ** كَالكَهْفِ صَينَتْ دُونَهُ بَصِيانِ)
(زهراءُ مقلتها تردّدَ فوقها ** عِنْدَ المُعَرَّسِ مُدْلِجُ القِرْدَانِ)
(أَعْيَتْ مَذَارِعُها علَيْهِ كَأَنَّما ** تَنْمِي أَكَارِعُهُ عَلَى صَفْوانِ)
(فتعجرفتْ وتعرّضت لقلائصٍ ** خوصِ العيونِ خواضعِ الأذقانِ)
(شَبَّهْتُها لَهِقَ السَّرَاةِ مُلَمَّعاً ** مِنْهُ الْقَوَائمُ طَاوِيَ المُصْرانِ)
(فغدا بمعتدلينْ لم يسلبهما ** لا فيهما عوجٌ ولا نقدانِ)
(وكِلاَهُمَا تَحْتَ الضَّبَابِ كَأنَّمَا ** دهن المثقِّفُ ليطه بدهانِ)
(وغَدَا بِسَامعَتَيْ وَأىً أَعْطَاهُمَا ** حَذَراً وسَمْعاً خَالِقُ الآذَانِ)













مصادر و المراجع :

١- ديوان كعب بن زهير

المؤلف: كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب شاعر مخضرم

(ت 26 هـ = 646 م)

حققه وشرحه وقدم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

(1417 هـ - 1997 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید