المنشورات

هي البدر أوصافا

التائية الصغرى
هي البدر أوصافا
[البحر الطويل] نعم، بالصّبا، قلبي صبا لأحبّتي، ... فيا حبّذا ذاك الشّذى حين هبّت (2)
... سرت، فأسرّت للفؤاد، غديّة ... أحاديث جيران العذيب، فسرّت (3)
... مهيمنة بالرّوض، لدن رداؤها، ... بها مرض، من شأنه برء علّتي (4)
... لها بأعيشاب الحجاز تحرّش ... به، لا بخمر، دون صحبي، سكرتي ... تذكّرني العهد القديم، لأنّها ... حديثة عهد من أهيل مودّتي (5)
(1) سوله: سؤاله والألف في آخر البيت للإطلاق.
(2) الصبا: ريح الصباح الخفيفة. صبا: اشتاق وحنّ. الشذا: الريح الطيبة.
المعنى الصوفي: ان القلب اشتاق إلى الحضرة الإلهية وهي كناية عما تنقله الروح إلى الحقيقة الإنسانية عن لطائف خالقها.
(3) سرت: هبت ليلا. أسرّت: أخفت أو خبأت. العذيب: تصغير للعذب وهو صفة للماء.
المعنى الصوفي: مشت الروح بأمر خالقها فأعطت أسرارها للقلب القريب من الرحمن وأمدته بالعطاء الرباني العذب.
(4) الهيمنة: الوشوشة. الروض: المكان الوارف الكثير الظلال. البرء: الشفاء. العلة:
المرض.
المعنى الصوفي: ان الروح الإلهية سرت في عالم الأجسام ولفتها برداء المعرفة وشفت النفوس من الأغراض الشهوانية فإن السالك مريض بالجهل والغفلة فإذا عرف نفسه عرف روحه وإذا عرف روحه صحّ من مرضه وأصبح مرضه الجديد صحة وشفاء.
(5) العهد القديم: إشارة إلى قول الله عز وجل: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى ََ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قََالُوا بَلى ََ} الأعراف الآية 171.
أيا زاجرا حمر الأوارك، تارك ... الموارك، من أكوارها، كالأريكة (1)
... لك الخير إن أوضحت «توضيح» مضحيا ... وجبت فيافي خبت آرام وجرة (2)
... ونكّبت عن كثب «العريض» معارضا ... حزونا، لجزوى، سائقا لسويقة (3)
... وباينت بانات، كذا، عن طويلع، ... بسلع، فسل عن حلّة فيه حلّت (4)
... وعرّج بذيّاك الفريق، مبلّغا،، ... سلمت، عريبا، ثمّ، عنّي تحيّتي (5)
(5) العهد القديم: إشارة إلى قول الله عز وجل: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى ََ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قََالُوا بَلى ََ} الأعراف الآية 171.
أيا زاجرا حمر الأوارك، تارك ... الموارك، من أكوارها، كالأريكة (1)
... لك الخير إن أوضحت «توضيح» مضحيا ... وجبت فيافي خبت آرام وجرة (2)
... ونكّبت عن كثب «العريض» معارضا ... حزونا، لجزوى، سائقا لسويقة (3)
... وباينت بانات، كذا، عن طويلع، ... بسلع، فسل عن حلّة فيه حلّت (4)
... وعرّج بذيّاك الفريق، مبلّغا،، ... سلمت، عريبا، ثمّ، عنّي تحيّتي (5)
(1) الزاجر: سائق الإبل. الأوراك: مفردها الأركة وهي الإبل المقيمة في الأراك والأراك شجر تتخذ منه عيدان السوك والموارك واحدها الموركة وهي الحشية أو الوسادة التي يضعها الراكب تحته. الأكوار: واحدها الكور وهو الرجل والاريكة السرير المنجد.
المعنى الصوفي: يا قائما على كل نفس بما كسبت أي يا الله انك عالم بالنفوس البشرية تمنعها بأوامرك ونواهيك عن الإتيان بالمعاصي فإذا استوليت على قلب المؤمن تنزه عن كل عيب وأصبح طاهرا في الظاهر وفي الباطن.
(2) توضح: اسم مكان. جبت: قطعت وهو فعل ماض من جاب. الفيافي: مفردها فيفاء وهي الصحراء. الخبت: الأرض المستوية. الآرام: مفردها الرئم أو الريم وهو الظبي الأبيض. وجرة: اسم مكان.
المعنى الصوفي: ان الله تعالى مشرف من عليائه على جميع خلقه يفيض بعلمه على الكائنات فتصبح جميلة كالآرام في جمال العيون والأعناق.
(3) نكبت: عدلت. الكتيب: ما اجتمع من الرمل. العريض وحزوى والسويقة:
أماكن. الحزون: مفردها الحزن وهو الأرض الغليظة.
المعنى الصوفي: أن الله تعالى يسوق السعداء من بني آدم إلى مواضع النور ويسكنهم اماكن عباده الصالحين كالسويقة وهي موضع سكن آل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
(4) باينت: فارقت وابتعدت. بانات: مفردها بانة وهي شجرة معروفة. طويلح: موضع فيه ماء عذب. سلع: جبل بالمدينة. الحلة: القوم الحالون بالمكان.
المعنى الصوفي: إشارة إلى الآية الكريمة: {وَاللََّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبََاتاً} والمقصود ان الله جعل أولياءه في مقامات سنية يحلون بها ويستطيبون الإقامة.
(5) عرج: أقصد. الفريق: القوم العريب سكان الأمصار.
المعنى الصوفي: أقم بين الأهل الصالحين «فريق من الجنة» سكان المقامات المحمدية.
فلي، بين هاتيك الخيام، ضنينة ... عليّ بجمعي، سمحة بتشتّتي (1)
... محجّبة بين الأسنّة والظبا ... إليها انثنت ألبابنا، إذ تثنّت (2)
... ممنّعة، خلع العذار نقابها ... مسربلة بردين: قلبي ومهجتي (3)
... تتيح المنايا إذ تبيح لي المنى، ... وذاك رخيص منيتي بمنيّتي (4)
... وما غدرت في الحبّ أن هدرت دمي ... بشرع الهوى، لكن وفت إذ توفّت ... متى أوعدت أولت، وإن وعدت لوت ... وإن أقسمت: لا تبرئ السقم، برّت (5)
... وإن عرضت أطرق حياء وهيبة، ... وإن أعرضت أشفق، فلم أتلفّت
المعنى الصوفي: أقم بين الأهل الصالحين «فريق من الجنة» سكان المقامات المحمدية.
فلي، بين هاتيك الخيام، ضنينة ... عليّ بجمعي، سمحة بتشتّتي (1)
... محجّبة بين الأسنّة والظبا ... إليها انثنت ألبابنا، إذ تثنّت (2)
... ممنّعة، خلع العذار نقابها ... مسربلة بردين: قلبي ومهجتي (3)
... تتيح المنايا إذ تبيح لي المنى، ... وذاك رخيص منيتي بمنيّتي (4)
... وما غدرت في الحبّ أن هدرت دمي ... بشرع الهوى، لكن وفت إذ توفّت ... متى أوعدت أولت، وإن وعدت لوت ... وإن أقسمت: لا تبرئ السقم، برّت (5)
... وإن عرضت أطرق حياء وهيبة، ... وإن أعرضت أشفق، فلم أتلفّت
(1) الضنينة: البخيلة. التشتت: التفرق.
المعنى الصوفي: أن الحقيقة ضنينة لامتناعها على الناس فلا يصل إليها إلا السالكون للنور الإلهي.
(2) المحجبة: المستورة. الأسنة: الحراب. الظبا: مفردها الظّبة وهي طرف السهم أو السيف.
المعنى الصوفي: أن الحقيقة محمية بالسيوف والسهام والرماح والوصول إليها محفوف بالتعب والمشقة والهلاك وهذه حال العارفين بالنور الإلهي فلا يصلون إليها إلّا بعد التعب والمكابدة.
(3) العذار: جانب الخد. النقاب: ما يخفي جسد المرأة ووجهها. مسربلة: لابسة السربال أو الثوب. البرد: الثوب.
المعنى الصوفي: أن الحقيقة لا تنكشف بسهولة أمام طالبيها ولا تظهر لكل متهتك لا يبالي بما يظهر منه من المباحات فهي موجودة في القلب الروحاني ولابسة للروح كقوله تعالى: {وَلَلَبَسْنََا عَلَيْهِمْ مََا يَلْبِسُونَ}.
(4) تتيح: تمنح. المنايا: مفردها المنية وهي الموت. تبيح: تعطي. المنى: الأمل.
والجناس واضح بين تتيح وتبيح وبين منيتي أي أملي ومنيتي أي موتي.
المعنى الصوفي: ان المحب الحقيقي يأبى أن يكون هذا الحب لغيره من الناس ولا يرضى أن يضاهيه في حبه هذا أو يزاحمه في معرفة الله أي مخلوق
(5) أوعدت: هددت بالشر. أولت: وفت بوعدها وبرت به. لوت: ما طلت. تبرئ:
تشفي. برت: صدق وعدها.
المعنى الصوفي: أن المؤمن يخاف الحقيقة وجبروتها إجلالا وتعظيما لها. فإذا احتجبت عنه خاف منها وقد قال الله تعالى: {فَلََا يَأْمَنُ مَكْرَ اللََّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخََاسِرُونَ}.
ولو لم يزرني طيفها، نحو مضجعي ... قضيت، ولم أستطع أراها بمقلتي (1)
... تخيّل زور كان زور خيالها ... لمشبهه، عن غير رؤيا ورؤية (2)
... بفرط غرامي ذكر قيس بوجده ... وبهجتها لبني، أمتّ، وأمّت (3)
... فلم أر مثلي عاشقا، ذا صبابة، ... ولا مثلها معشوقة، ذات بهجة (4)
... هي البدر أوصافا، وذاتي سماؤها، ... سمت بي إليها همّتي، حين همّت (5)
... منازلها منّي الذّراع، توسّدا، ... وقلبي وطرفي أوطنت، أو تجلّت (6)
... فما الودق، إلّا من تحلّب مدمعي ... وما البرق، إلا من تلهّب زفرتي (7)
__________
(1) الطيف: الخيال. المضجع: مكان النوم. قضيت: متّ. المقلة: العين.
المعنى الصوفي: لو لم يزره خيال الحقيقة الإلهية فلم يستطع ان يرى تلك المحبوبة بعينيه لان الميت جماد لا يمكن أن يرى بنفسه فهي التي تملك بصره وتريه ما نشاء من الأمور.
(2) التخيل: التوهم. الزور من الزيارة. الرؤية: النظر. الرؤيا: المنام.
(3) الفرط والإفراط: الشدة. قيس: ابن الملوح العامري المشهور بحبه لابنة عمه ليلى العامرية. لبني: اسم امرأة. امت: من الإماتة وأمت الاخيرة فعل ماض من أم أي جعله إماما والجناس واضح بين أمت وأمت.
(4) الصبابة: العشق.
المعنى الصوفي: لم ار قبلي صاحب عشق حقيقي فالباقون عشقهم مزيف فأنا اعشق الروح والباقون يعشقون الصورة الخارجية أي الجسد.
(5) المعنى الصوفي: ان المعرفة بالحقيقة هي كالبدر في الارتفاع والظهور وفي القول إشارة إلى قول الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) «سترون ربكم كما ترون البدر هل تضامون في رؤيته» صدق رسول الله.
(6) إشارة إلى الحديث النبوي الشريف: من تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعا.
(7) الودق: المطر. التحلب: السيلان.
المعنى الصوفي: هذا البيت تتمة لما سبق إذ جعل نفسه سماء وجعل فيها منازل للقمر وهو بالتالي قريب من الحضرة الإلهية فالله ينعم عليه بالتجليات والحقائق ويبتليه بالنحيب والبكاء.
وكنت أرى أنّ التعشّق منحة ... لقلبي، فما إن كان، إلا لمحنتي (1)
... منعّمة أحشاي، كانت قبيل ما ... دعتها لتشقى بالغرام، فلبّت ... فلا عاد لي ذاك النعيم، ولا أرى ... من العيش، إلا أن أعيش بشقوتي (2)
... ألا في سبيل الحبّ حالي، وما عسى، ... بكم أن ألاقي، لو دريتم، أحبّتي (3)
... أخذتم فؤادي، وهو بعضي، فما الذي ... يضرّكم أن تتبعوه بجملتي؟ ... وجدت بكم وجدا، قوى كلّ عاشق ... لو احتملت من عبئه البعض، كلّت (4)
... برى أعظمي من أعظم الشوق ضعف ما ... بجفني لنومي، أو بضعفي لقوّتي (5)
... وأنحلني سقم، له بجفونكم ... غرام التياعي بالفؤاد، وحرقتي (6)
... فضعفي وسقمي: ذاكراي عواذلي، ... وذاك حديث النفس عنكم برجعتي ... وهي جسدي ممّا وهي جلدي، لذا ... تحملّه يبلى، وتبقى بليّتي (7)
... وعدت بما لم يبق منّي موضعا ... لضرّ، لعوّادي حضوري كغيبتي (8)
المعنى الصوفي: هذا البيت تتمة لما سبق إذ جعل نفسه سماء وجعل فيها منازل للقمر وهو بالتالي قريب من الحضرة الإلهية فالله ينعم عليه بالتجليات والحقائق ويبتليه بالنحيب والبكاء.
وكنت أرى أنّ التعشّق منحة ... لقلبي، فما إن كان، إلا لمحنتي (1)
... منعّمة أحشاي، كانت قبيل ما ... دعتها لتشقى بالغرام، فلبّت ... فلا عاد لي ذاك النعيم، ولا أرى ... من العيش، إلا أن أعيش بشقوتي (2)
... ألا في سبيل الحبّ حالي، وما عسى، ... بكم أن ألاقي، لو دريتم، أحبّتي (3)
... أخذتم فؤادي، وهو بعضي، فما الذي ... يضرّكم أن تتبعوه بجملتي؟ ... وجدت بكم وجدا، قوى كلّ عاشق ... لو احتملت من عبئه البعض، كلّت (4)
... برى أعظمي من أعظم الشوق ضعف ما ... بجفني لنومي، أو بضعفي لقوّتي (5)
... وأنحلني سقم، له بجفونكم ... غرام التياعي بالفؤاد، وحرقتي (6)
... فضعفي وسقمي: ذاكراي عواذلي، ... وذاك حديث النفس عنكم برجعتي ... وهي جسدي ممّا وهي جلدي، لذا ... تحملّه يبلى، وتبقى بليّتي (7)
... وعدت بما لم يبق منّي موضعا ... لضرّ، لعوّادي حضوري كغيبتي (8)
(1) المحنة: البلاء.
المعنى الصوفي: المحنة هنا هي البلاء الحسن وفي ذلك إشارة إلى الآية الكريمة:
{وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلََاءً حَسَناً}.
(2) م. ص. اختار شقاء البلاء الإلهي على لذائذ الجهل ونعيم اللذة الفانية.
(3) احبتي في آخر البيت كناية عن اسماء الله الحسنى المتعددة وليس المقصود عدد الأحبة.
فكل اسم من اسماء الله حبيب إليه.
(4) م. ص. عشق الإنسان للإنسان زائل لا محال أما عشقه فدائم لارتباطه بالحق الإلهي.
(5) برى: انحل.
م. ص. الاشتياق إلى النوم هو غاية الاشتياق وذلك لمناجاة الله تعالى.
(6) انحل: أضعف. الالتياع من اللوعة. والسقم: الضعف.
م. ص. الجفن كناية عن صور المخلوقات الحسيّة وسقم الجفون هو ضعف للمخلوق أمام الخالق.
(7) وهي: ضعف. الجلد: الصبر. البلية: المصيبة.
م. ص. ضعف الجسد من ضعف القوة. فالجسد تابع للقلب إن شكا الباطن شكا الظاهر. أيضا.
(8) العواد: الزوار أثناء المرض.
م. ص. إشارة إلى فناء النفس بالمعرفة الإلهية وهو غاية التجلي في طرق الصوفية.
كأنّي هلال الشّكّ، لولا تأوّهي، ... خفيت، فلم تهد العيون لرؤيتي (1)
... فجسمي وقلبي: مستحيل وواجب ... وخدّي مندوب لجائز عبرتي (2)
... وقالوا: جرت حمرا دموعك، قلت: عن ... أمور جرت، في كثرة الشّوق، قلّت ... نحرت لضيف الطيف، في جفني الكرى ... قرى، فجرى دمعي دما فوق وجنتي (3)
... فلا تنكروا، إن مسّني ضرّ بينكم، ... عليّ سؤالي كشف ذاك ورحمتي (4)
... فصبري أراه، تحت قدري، عليكم، ... مطاقا، وعنكم، فاعذروا، فوق قدرتي (5)
... ولمّا توافينا، عشاء، وضمّنا ... سواء سبيلي ذي طوى، والثّنيّة (6)
... ومنّت، وما ضنّت، عليّ بوقفة، ... تعادل عندي، بالمعرّف، وقفتي (7)
م. ص. إشارة إلى فناء النفس بالمعرفة الإلهية وهو غاية التجلي في طرق الصوفية.
كأنّي هلال الشّكّ، لولا تأوّهي، ... خفيت، فلم تهد العيون لرؤيتي (1)
... فجسمي وقلبي: مستحيل وواجب ... وخدّي مندوب لجائز عبرتي (2)
... وقالوا: جرت حمرا دموعك، قلت: عن ... أمور جرت، في كثرة الشّوق، قلّت ... نحرت لضيف الطيف، في جفني الكرى ... قرى، فجرى دمعي دما فوق وجنتي (3)
... فلا تنكروا، إن مسّني ضرّ بينكم، ... عليّ سؤالي كشف ذاك ورحمتي (4)
... فصبري أراه، تحت قدري، عليكم، ... مطاقا، وعنكم، فاعذروا، فوق قدرتي (5)
... ولمّا توافينا، عشاء، وضمّنا ... سواء سبيلي ذي طوى، والثّنيّة (6)
... ومنّت، وما ضنّت، عليّ بوقفة، ... تعادل عندي، بالمعرّف، وقفتي (7)
(1) هلال الشك: هلال ما بين الشهرين الذي لم تثبت رؤيته.
م. ص. لم ترني عيون الناس على ما أنا عليه فظاهري شيء يختلف تماما عما في باطني.
(2) مندوب: مدعو. الجائز: السائر. العبرة: الدمعة.
م. ص. الجسد فان والقلب قاس إشارة إلى الآية الكريمة: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذََلِكَ فَهِيَ كَالْحِجََارَةِ}.
(3) جرت: سالت. وجرت الثانية: حصلت.
(4) م. ص. في البيت تيمّن بقول النبي أيوب عليه السلام حيث قال: اني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين.
(5) م. ص. أستطيع تحمل صدكم وهجرانكم ولكن لا أستطيع ان انساكم وافعل كما تفعلون.
(6) التوافي: اللقاء. ذي الطوى والثنية: موضعان.
(7) منت: وهبت. المعرف: الوقوف على جبل عرفة.
عتبت، فلم تعتب، كأن لم يكن لقا، ... وما كان إلّا أن أشرت وأومت (1)
... أيا كعبة الحسن، التي لجمالها ... قلوب أولي الألباب لبّت وحجّت (2)
... بريق الثّنايا منك أهدى لنا سنا ... بريق الثّنايا، فهو خير هديّة (3)
... وأوحى لعيني أنّ قلبي مجاور ... حماك، فتاقت للجمال وحنّت (4)
... ولولاك ما استهديت برقا، ولا شجت ... فؤادي، فأبكت، إذ شدت، ورق أيكة (5)
... فذاك هدى أهدى إليّ، وهذه، ... على العود، إذ غنّت، عن العود أغنت (6)
... أروم، وقد طال المدى، منك نظرة، ... وكم من دماء، دون مرماي، طلّت (7)
... وقد كنت أدعى، قبل حبّيك، باسلا، ... فعدت به مستبسلا، بعد منعتي (8)
... أقاد أسيرا، واصطباري مهاجري ... وأنجد أنصاري أسى، بعد لهفتي (9)
... أما لك عن صدّ أما لك عن صد ... لظلمك، ظلما منك، ميل لعطفة (10)
(7) منت: وهبت. المعرف: الوقوف على جبل عرفة.
عتبت، فلم تعتب، كأن لم يكن لقا، ... وما كان إلّا أن أشرت وأومت (1)
... أيا كعبة الحسن، التي لجمالها ... قلوب أولي الألباب لبّت وحجّت (2)
... بريق الثّنايا منك أهدى لنا سنا ... بريق الثّنايا، فهو خير هديّة (3)
... وأوحى لعيني أنّ قلبي مجاور ... حماك، فتاقت للجمال وحنّت (4)
... ولولاك ما استهديت برقا، ولا شجت ... فؤادي، فأبكت، إذ شدت، ورق أيكة (5)
... فذاك هدى أهدى إليّ، وهذه، ... على العود، إذ غنّت، عن العود أغنت (6)
... أروم، وقد طال المدى، منك نظرة، ... وكم من دماء، دون مرماي، طلّت (7)
... وقد كنت أدعى، قبل حبّيك، باسلا، ... فعدت به مستبسلا، بعد منعتي (8)
... أقاد أسيرا، واصطباري مهاجري ... وأنجد أنصاري أسى، بعد لهفتي (9)
... أما لك عن صدّ أما لك عن صد ... لظلمك، ظلما منك، ميل لعطفة (10)
(1) اومت: اشارت باليد.
م. ص. في الأبيات الثلاثة الأخيرة إشارة إلى الإقبال على حضرة الحق. وذي طوى إشارة إلى القرب من الحضرة الإلهية. {إِنَّكَ بِالْوََادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً}.
(2) م. ص. الكعبة. الحضرة في تجليها في قلوب العارفين السالكين.
(3) الثنايا: الأركان الأربعة وهي اسماء الله: الحي والعليم اعلى. والمريد والقدير اسفل.
(4) م. ص. إشارة إلى اشتياق العين لجمال الحقيقة الظاهرة بتجليها في آثار أفعالها.
(5) الشجى: الحزن. الورق: مفردها الورقاء وهي الحمامة والأيك: الشجر الملتف.
م. ص. خطاب للحقيقة المشار إليها في الأبيات السابقة والورق هي الأرواح المختلفة والايكة الجسم المختلف المزاج والطبائع.
(6) في البيت جناس بين العود والعود فالأولى تعني الغصن والثانية آلة الطرب أو البربط.
م. ص. البرق هو برق الأكوان والورق هي الروحانيات.
(7) أروم: اطلب. المدى: المجال.
(8) الباسل: الأسد الشجاع. المستبسل: طالب الموت.
(9) م. ص: القائد هو الله تعالى إلى حيث يريد وما الحزن والحسرة والاستغاثة إلا من سبل الاستعانة على تحمل مشاق البلاء في طريق المحبة الإلهية.
(10) م. ص. استحالة ظلم الله تعالى كما في قوله: {وَمََا رَبُّكَ بِظَلََّامٍ لِلْعَبِيدِ}.
فبلّ غليل من عليل على شفا، ... يبلّ شفاء منه، أعظم منّة (1)
... فلا تحسبي أنّي فنيت، من الضنّى ... بغيرك، بل فيك الصّبابة أبلت (2)
... جمال محيّاك، المصون لثامه ... عن اللّثم، فيه عدت حيّا كميّت (3)
... وجنّبني حبّيك وصل معاشري، ... وحبّبى، ما عشت، قطع عشرتي (4)
... وأبعدني، عن أربعي، بعد أربع: ... شبابي، وعقلي، وارتياحي، وصحّتي (5)
... فلي، بعد أوطاني، سكون إلى الفلا، ... وبالوحش أنسي إذ من الإنس وحشتي (6)
... وزهّد في وصلي الغواني، إذ بدا ... تبلّج صبح الشيب، في جنح لمّتي (7)
... فرحن بحزن، جازعات، بعيد ما ... فرحن بحزن الجزع بي، لشيبتي (8)
... جهلن، كلوّامي، الهوى، لا علمنه ... وخابوا، وإني منه مكتهل، فتي
(10) م. ص. استحالة ظلم الله تعالى كما في قوله: {وَمََا رَبُّكَ بِظَلََّامٍ لِلْعَبِيدِ}.
فبلّ غليل من عليل على شفا، ... يبلّ شفاء منه، أعظم منّة (1)
... فلا تحسبي أنّي فنيت، من الضنّى ... بغيرك، بل فيك الصّبابة أبلت (2)
... جمال محيّاك، المصون لثامه ... عن اللّثم، فيه عدت حيّا كميّت (3)
... وجنّبني حبّيك وصل معاشري، ... وحبّبى، ما عشت، قطع عشرتي (4)
... وأبعدني، عن أربعي، بعد أربع: ... شبابي، وعقلي، وارتياحي، وصحّتي (5)
... فلي، بعد أوطاني، سكون إلى الفلا، ... وبالوحش أنسي إذ من الإنس وحشتي (6)
... وزهّد في وصلي الغواني، إذ بدا ... تبلّج صبح الشيب، في جنح لمّتي (7)
... فرحن بحزن، جازعات، بعيد ما ... فرحن بحزن الجزع بي، لشيبتي (8)
... جهلن، كلوّامي، الهوى، لا علمنه ... وخابوا، وإني منه مكتهل، فتي
(1) بل: ارو. الغليل: العطش. الشفاء: حد الهلاك.
(2) الضنى: الهزال والمرض. الصبابة: شدة العشق. أبلت: اصابت فأفنت.
(3) المحيا: الوجه. المصون: المحفوظ. اللثام: الغطاء. اللثم: التقبيل.
م. ص. المحيا: وجه الله تعالى. كما في الآية الكريمة {فَأَيْنَمََا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللََّهِ}.
(4) إشارة إلى تجنب معاشرة الناس واللجوء إلى العزلة والتجرد من احوال البشر. وسلوك طريق الأخيار بغية العناية والتوفيق.
(5) الأربع الأولى هي الدار والمنزل والأربع الثانية هي العدد.
م. ص. ان زوال الشباب والعقل والراحة والصحة دليل على الفناء في الروح الحقيقية. وما هذه الظواهر سوى انتصار للنفس على الجسد.
(6) الفلا: الأرض الواسعة.
(7) الغواني: مفردها الغانية وهي المرأة التي استغنت بحسنها عن كل زينة التبلج:
الاشراق أو ظهور النور. اللمة: مجتمع شعر الذقن أو ما نبت منه تحت الأذن.
م. ص. الغواني: كناية عن الأسماء الإلهية والتجليات العليا واللمة هي الشعور بمعنى الإدراك وهو حديث النفس ينبت كما ينبت الشعر في البدن وهو أسود فإذا شاب أشرق وأضاء.
(8) في البيت جناس تام بين الحزن والحزن. فالأولى بمعنى الاسى والثانية تعني ما غلظ من الأرض. الجزع: منعطف الوادي.
وفي قطعي اللّاحي عليك، ولات حين ... فيك جدال، كان وجهك حجّتي (1)
... فأصبح لي، من بعد ما كان عاذلا ... به، عاذرا، بل صار من أهل نجدتي (2)
... وحجّي، عمري، هاديا ظلّ مهديا ... ضلال ملامي، مثل حجّي وعمرتي (3)
... رأى رجبا سمعي الأبيّ ولومي ... المحرّم، عن لؤم، وغشّ النصيحة ... وكم رام سلواني هواك، ميمّما ... سواك، وأنّى عنك تبديل نيّتي؟ (4)
... وقال: تلاف ما بقي منك، قلت: ما ... أراني إلا للتّلاف تلفّتي (5)
... إبائي أبى إلّا خلافي، ناصحا ... يحاول منّي شيمة غير شيمتي (6)
... يلذّ له عذلي عليك، كأنّما ... يرى منّه منّي، وسلواه سلوتي (7)
(8) في البيت جناس تام بين الحزن والحزن. فالأولى بمعنى الاسى والثانية تعني ما غلظ من الأرض. الجزع: منعطف الوادي.
وفي قطعي اللّاحي عليك، ولات حين ... فيك جدال، كان وجهك حجّتي (1)
... فأصبح لي، من بعد ما كان عاذلا ... به، عاذرا، بل صار من أهل نجدتي (2)
... وحجّي، عمري، هاديا ظلّ مهديا ... ضلال ملامي، مثل حجّي وعمرتي (3)
... رأى رجبا سمعي الأبيّ ولومي ... المحرّم، عن لؤم، وغشّ النصيحة ... وكم رام سلواني هواك، ميمّما ... سواك، وأنّى عنك تبديل نيّتي؟ (4)
... وقال: تلاف ما بقي منك، قلت: ما ... أراني إلا للتّلاف تلفّتي (5)
... إبائي أبى إلّا خلافي، ناصحا ... يحاول منّي شيمة غير شيمتي (6)
... يلذّ له عذلي عليك، كأنّما ... يرى منّه منّي، وسلواه سلوتي (7)
(1) اللاحي: الناهي عن المحبة.
م. ص: ان رؤية وجه الله تنهى عن المعارضة والمجادلة.
(2) م. ص. لو رأى الناس ما اراه من العشق الإلهي والجمال الرباني لعذروني وأصبحوا من أنصاري.
(3) حجي: مصدر حجة وهي قوة الاقناع. الحج الثانية والعمرة من فرائض الإسلام.
م. ص. ان اقامتي الحجة على من ينهاني عن الحب هو الأمر الذي يهدي من الضلال وأجر هوايتي إياه يعادل ثواب الحج والعمرة في سبيل الله تعالى.
(4) رام: طلب. سلواني: نسياني.
م. ص. لقد طلب الهادي مرات كثيرة ان انسى هذه المحبة. ولكن ليس في نيتي اي تبديل لما أنا عليه.
(5) تلاف: فعل امر بمعنى تدارك. التلاف: الموت.
م. ص. قال الهادي تدارك نفسك قبل الهلاك فقلت ليس لي التفات سوى إلى الموت.
(6) الإباء: الكره والرفض. الشيمة: العادة والمزية.
م. ص. كرهت كل شيء يبغضني ويبعدني عن الحضرة العلوية ومن كانت فيه عادة يصعب عليه تركها.
(7) المن: الطل أو الندى. والمن الثانية مع السلوى. طعام الجنة الذي خص بهما الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بهما في البرية. العذل: اللوم.
م. ص. السلوى: طائر معروف مفرده السلواة. فالناصح يأكل من لحم هذا الطائر ويتلذذ به اما هو فلا يلتذ إلا بالمعرفة ولا ينهل إلا من الروح الصافية.
ومعرضة عن سامر الجفن، راهب ... الفؤاد المعنّى، مسلم النفس صدّت (1)
... تناءت، فكانت لذّة العيش وانقضت ... بعمري، فأيدي البين مدّت لمدّتي (2)
... وبانت، فأمّا حسن صبري فخانني، ... وأمّا جفوني بالبكاء فوفّت ... فلم ير طرفي، بعدها، ما يسرّني، ... فنومي كصبحي حيث كانت مسرتي ... وقد سخنت عيني عليها، كأنّها ... بها لم تكن، يوما من الدّهر، قرّت ... فإنسانها ميت، ودمعي غسله، ... وأكفانه ما ابيضّ، حزنا، لفرقتي (3)
... فللعين والأحشاء، أول «هل أتى» ... تلا عائدي الآسي، وثالث «تبّت» (4)
... كأنّا حلفنا، للرّقيب، على الجفا ... وأن لا وفا، لكن حنثت وبرّت (5)
... وكانت مواثيق الإخاء أخيّة، ... فلمّا تفرّقنا عقدت وحلّت ... وتاللََّه، لم أختر مذمّة غدرها، ... وفاء، وإن فاءت إلى ختر ذمّتي (6)
م. ص. السلوى: طائر معروف مفرده السلواة. فالناصح يأكل من لحم هذا الطائر ويتلذذ به اما هو فلا يلتذ إلا بالمعرفة ولا ينهل إلا من الروح الصافية.
ومعرضة عن سامر الجفن، راهب ... الفؤاد المعنّى، مسلم النفس صدّت (1)
... تناءت، فكانت لذّة العيش وانقضت ... بعمري، فأيدي البين مدّت لمدّتي (2)
... وبانت، فأمّا حسن صبري فخانني، ... وأمّا جفوني بالبكاء فوفّت ... فلم ير طرفي، بعدها، ما يسرّني، ... فنومي كصبحي حيث كانت مسرتي ... وقد سخنت عيني عليها، كأنّها ... بها لم تكن، يوما من الدّهر، قرّت ... فإنسانها ميت، ودمعي غسله، ... وأكفانه ما ابيضّ، حزنا، لفرقتي (3)
... فللعين والأحشاء، أول «هل أتى» ... تلا عائدي الآسي، وثالث «تبّت» (4)
... كأنّا حلفنا، للرّقيب، على الجفا ... وأن لا وفا، لكن حنثت وبرّت (5)
... وكانت مواثيق الإخاء أخيّة، ... فلمّا تفرّقنا عقدت وحلّت ... وتاللََّه، لم أختر مذمّة غدرها، ... وفاء، وإن فاءت إلى ختر ذمّتي (6)
(1) الإعراض: الصد. سامر الجفن: الذي لا تنام عينه. راهب الفؤاد: خائف القلب.
المعنى: المريض.
م. ص. المعرضة هي المحبوبة الحقيقة والاعراض كناية عن التنزه والتجرد وسامر الجفن عينه التي لم تنم بغية رؤية المحبوبة المعرضة عنه.
(2) تناءت: ابتعدت وفارقت. البين: الفراق.
م. ص. ان ثنائي المحبوبة عنه يعني فراق اللذة الحقيقية عنه وما فراقها إلا غياب للذة في الحياة. فحياته وموته بعدها سيان.
(3) انسان العين: المثال الذي يرى في البؤبؤ.
(4) في البيت إشارة إلى الآية الكريمة: {هَلْ أَتى ََ عَلَى الْإِنْسََانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً} وفي نهاية البيت إشارة إلى الآية: {تَبَّتْ يَدََا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}.
(5) الحنث: الغدر وعدم الوفاء. برت: وفت بالوعد.
م. ص. الرقيب كناية عن الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس. وهذا القسم هو تأكيد للشيطان انهما لا يلتقيان مطلقا.
(6) الختر: الغدر والخديعة.
م. ص. الغدر نقض العهد والميثاق وهو كناية عن بعد العبد عن حضرة العلم الازلي.
سقى، بالصّفا، الرّبعيّ، ربعا به الصفا ... وجاد، بأجياد، ترى منه ثروتي (1)
... مخيّم لذّاتي، وسوق مآربي، ... وقبلة آمالي، وموطن صبوتي (2)
... منازل أنس، كنّ، لم أنس ذكرها ... بمن بعدها والقرب: ناري وجنّتي ... ومن أجلها حالي بها، وأجلّها ... عن المنّ، ما لم تخف والسقم حلّتي ... غرامي، بشعب عامر، شعب عامر، ... غريمي، وإن جاروا، فهم خير جيرتي (3)
... ومن بعدها، ما سرّ سرّي لبعدها، ... وقد قطعت منها رجائي بخيبتي (4)
... وما جزعي، بالجزع، عن عبث، ولا ... بدا ولعا فيها، ولوعي بلوعتي (5)
... على فائت، من جمع «جمع» تأسّفي ... وودّ على وادي «محسّر» حسرتي (6)
... وبسط، طوى، قبض التنائي بساطه ... لنا بطوى ولّى بأرغد عيشة (7)
... أبيت بجفن، للسّهاد، معانق، ... تصافح صدري راحتي، طول ليلتي (8)
م. ص. الغدر نقض العهد والميثاق وهو كناية عن بعد العبد عن حضرة العلم الازلي.
سقى، بالصّفا، الرّبعيّ، ربعا به الصفا ... وجاد، بأجياد، ترى منه ثروتي (1)
... مخيّم لذّاتي، وسوق مآربي، ... وقبلة آمالي، وموطن صبوتي (2)
... منازل أنس، كنّ، لم أنس ذكرها ... بمن بعدها والقرب: ناري وجنّتي ... ومن أجلها حالي بها، وأجلّها ... عن المنّ، ما لم تخف والسقم حلّتي ... غرامي، بشعب عامر، شعب عامر، ... غريمي، وإن جاروا، فهم خير جيرتي (3)
... ومن بعدها، ما سرّ سرّي لبعدها، ... وقد قطعت منها رجائي بخيبتي (4)
... وما جزعي، بالجزع، عن عبث، ولا ... بدا ولعا فيها، ولوعي بلوعتي (5)
... على فائت، من جمع «جمع» تأسّفي ... وودّ على وادي «محسّر» حسرتي (6)
... وبسط، طوى، قبض التنائي بساطه ... لنا بطوى ولّى بأرغد عيشة (7)
... أبيت بجفن، للسّهاد، معانق، ... تصافح صدري راحتي، طول ليلتي (8)
(1) الصفا: موضع معروف بالحجاز. الربعي: مطر الربيع. الربع: الدار. الصفا: ضد الكدر. جاد: أمطر. أجياد: موضع بمكة.
م. ص. الربعي: العلوم الإلهية والصفا هو المقام الروحاني.
(2) المآرب: واحدها المأرب وهو الحاجة. الصبوة: اللذة وجهلة الفتوة.
(3) الشعب: القبيلة الكبيرة. والشعب الثانية معناها الطريق في الجبل. وعامر: من قبائل العرب.
(4) سرّ: فرح. الخيبة: فقدان الأمل.
(5) الجزع: عدم الاحتمال. والجزع بتسكين الزاي وكسر العين منعطف الوادي.
الولوع: التعلق. اللوعة: الحرقة من هم أو حب أو مرض.
(6) الجمع الأولى ضد التفريق. والجمع الثانية: علم في المزدلفة. وادي المحسر:
موضع قرب المزدلفة يستحسن لسالكه ان يسرع عند الوصول إليه لأنه المكان الذي عذب فيه اصحاب الفيل.
م. ص. كناية عن المحبة الحاصلة مع العجز والإعياء عن حمل مشقاتها وان كانت ادنى من مقامه لحنينه إلى البداية في مقام النهاية.
(7) طوى: واد قرب مكة. الرغد: السعة في العيش.
(8) الراحة: باطن الكف.
وذكر أويقاتي، التي سلفت بها، ... سميري، لو عادت أويقاتي الّتي (1)
... رعى الله أياما، بظلّ جنابها، ... سرقت بها، في غفلة البين، لذّتي (2)
... وما دار هجر البعد عنها بخاطري ... لديها، بوصل القرب في دار هجرتي (3)
... وقد كان عندي وصلها دون مطلبي ... فعاد تمنّي الهجر، في القرب، قربتي ... وكم راحة لي أقبلت، حين أقبلت، ... ومن راحتي، لمّا تولّت، تولّت (4)
... كأن لم أكن منها قريبا، ولم أزل ... بعيدا، لأيّ ما له ملت ملّت (5)
... غرامي أقم، صبري، انصرم، دمعي انسجم ... عدوي احتكم، دهري انتقم، حاسدي اشمت (6)
... ويا جلدي، بعد النّقا، لست مسعدي، ... ويا كبدي عزّ اللّقا، فتفتّتي (7)
... ولمّا أبت إلّا جماحا، ودارها انتزاحا ... ، وضنّ الدّهر منه بأوبة (8)
__________
(1) سلفت: مضت. السمير: رفيق الليل.
م. ص. ساعات السمر هي ساعات الذكر. وهي عادة المحبين ان يراود اجفانهم الكرى فيضعون يدا تحت رأسهم يتوسدون بها واليد الأخرى يضعونها على صدورهم.
(2) م. ص. الأيام: التجليات الإلهية إشارة إلى الآية الكريمة: {أَلَمْ تَرَ إِلى ََ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ}.
(3) دار الهجر. مدينة الرسول وفيها الحقيقة المحمدية التي خلق الله تعالى منها كل شيء بوجه الأمر الإلهي القائم به كل شيء.
(4) راحتي في العجز: باطن الكف. تولت: مضت.
م. ص: حين أقبلت المعرفة تجلت على قلبه فانكشف الامر له على وجه اليقين.
(5) م. ص: أن ميل الإنسان بقلبه إلى شيء مادي حجاب له عن المعرفة العلوية فلا يقدر مع هذا الميل أن يعرفها أو ان يصل إليها.
(6) انصرم: امر بمعنى انقطع. انسجم من الانسجام بمعنى السيلان. اشمت: امر من الشماتة وهي فرح الإنسان ببلية غيره.
(7) الجلد: الصبر. النقا: موضع. تفتت: فعل أمر من التفتت وهو الانقطاع والتكسر.
(8) أبت: كرهت. الجماح: الرفض. الانتزاح: بعد المكان. ضنّ: بخل الأوبة: العودة.
تيقّنت أن لا دار، من بعد طيبة، ... تطيب، وألّا عزّة بعد عزّة (1)
... سلام على تلك المعاهد من فتى، ... على حفظ عهد العامريّة، ما فتي (2)
... أعد، عند سمعي، شادي القوم، ذكر من ... بهجرانها والوصل، جادت وضنّت (3)
... تضمّنه ما قلت، والسّكر معلن ... لسرّي، وما أخفت بصحوي سريرتي (4)
(8) أبت: كرهت. الجماح: الرفض. الانتزاح: بعد المكان. ضنّ: بخل الأوبة: العودة.
تيقّنت أن لا دار، من بعد طيبة، ... تطيب، وألّا عزّة بعد عزّة (1)
... سلام على تلك المعاهد من فتى، ... على حفظ عهد العامريّة، ما فتي (2)
... أعد، عند سمعي، شادي القوم، ذكر من ... بهجرانها والوصل، جادت وضنّت (3)
... تضمّنه ما قلت، والسّكر معلن ... لسرّي، وما أخفت بصحوي سريرتي (4)
















مصادر و المراجع :

١- ديوان ابن الفارض

المؤلف: ابن الفارض، هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي (632)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید