المنشورات

يا جنة فارقتها النفس مكرهة

[البحر البسيط] قف بالدّيار، وحيّ الأربع الدّرسا ... ونادها، فعساها أن تجيب، عسى (1)
... وإن أجنّك ليل، من توحّشها، ... فاشعل من الشّوق في ظلمائها، قبسا (2)
... يا هل درى النّفر الغادون عن كلف ... يبيت جنح اللّيالي، يرقب الغلسا (3)
... فإن بكى في قفار خلتها لججا، ... وإن تنفّس عادت كلّها يبسا (4)
__________
(1) حي: فعل أمر من التحية بمعنى سلم. الأربع: مفردها الربع وهو منزل القوم أيام الربيع. الدرس: البائدة المعالم.
م. ص. قف أمر للسالك في طريق اللََّه تعالى والديار مجموع الصور الكونية.
والوقوف لعدم تخطيها لان التجليات الإلهية موجودة بها.
(2) أجنك: سترك. القبس: الشعلة من النار.
م. ص: الليل كناية عن ظلمة الأكوان والوحشة وحشة الدنيا والقبس اشتعال نور المحبة في نفوس السالكين وهو السبب في الوصول إلى المعرفة.
(3) النفر: الناس. الغادون مفردها الغادي وهو السائر في الغدوة أي الصباح. الكلف:
العاشق. الجنح: الجانب. الغلس: ظلمة آخر الليل.
م. ص. النفر الغادون كناية عن اولياء اللََّه العارفين المسافرين إلى منازل التجليات الربانية. وترقب الغلس: المبيت في ظلمة الكون ترقبا لقبس نوراني في حلك الأكوان.
(4) القفار: الصحاري. خلتها: ظننتها. اللجج مفردها اللجة وهي الموجة العظيمة أو معظم الماء.
م. ص. القفار كناية عن النفوس الخالية من التجليات والبكاء كناية عن الوجد على مفارقة المحبوب الحقيقي والتنفس كناية عن إظهار الذوق والوجدان في حقائق الأعيان.
واليباس كناية عن الأرواح الخالية التي تشبه الأشباح.
فذو المحاسن لا تحصى محاسنه ... وبارع الأنس لا أعدم به أنسا (1)
... كم زارني، والدّجى يربدّ من حنق ... والزّهر تبسم عن وجه الذي عبسا (2)
... وابتزّ قلبي، قسرا، قلت، مظلمة ... يا حاكم الحبّ هذا القلب لم حبسا!؟ (3)
... غرست باللّحظ وردا، فوق وجنته ... حقّ لطرفي أن يجني الذي غرسا!! (4)
... فإن أبى، فالأقاحي منه لي عوض ... من عوّض الدّرّ عن زهر، فما بخسا (5)
... إن صال صلّ عذاريه، فلا حرج ... أن يجن لسعا، وأني أجتني لعسا (6)
واليباس كناية عن الأرواح الخالية التي تشبه الأشباح.
فذو المحاسن لا تحصى محاسنه ... وبارع الأنس لا أعدم به أنسا (1)
... كم زارني، والدّجى يربدّ من حنق ... والزّهر تبسم عن وجه الذي عبسا (2)
... وابتزّ قلبي، قسرا، قلت، مظلمة ... يا حاكم الحبّ هذا القلب لم حبسا!؟ (3)
... غرست باللّحظ وردا، فوق وجنته ... حقّ لطرفي أن يجني الذي غرسا!! (4)
... فإن أبى، فالأقاحي منه لي عوض ... من عوّض الدّرّ عن زهر، فما بخسا (5)
... إن صال صلّ عذاريه، فلا حرج ... أن يجن لسعا، وأني أجتني لعسا (6)
(1) البارع: الماهر الفائق على أمثاله. الأنس عكس الوحشة.
م. ص. في البيت إشارة إلى الآية الكريمة: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللََّهِ لََا تُحْصُوهََا}
والمحاسن هي الحق المتجلي لكل صورة والبارع وجه الحق تعالى والانس هو النظر إلى وجه الحق.
(2) الدجى: الظلمة والمقصود الليل. يربد: يتهجم. الحنق: الغيظ والغضب.
م. ص. الدجى: كناية عن ظلمة الأكوان. والحنق كناية عن عالم الأكوان والإعراض عن وجه اللََّه تعالى. والدهر من اسماء اللََّه «لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو اللََّه» والتبسم الكشاف الأمر الرباني.
(3) ابتزّ: سلب. القسر: القهر. لم استفهامية وحركت بالسكون لاستقامة الوزن.
م. ص. حاكم الحب هو المحبوب الحقيقي والقلب الذي سلب كناية عن قلب المريد الذي استولت المحبة عليه فسببت له الظلم والقهر وهذا فضل على المريد عظيم.
(4) اللحظ: النظر. الوجنة: كرسي الخد. الورد: لون الخدود.
م. ص. زرعت باللحظ كناية إلى المراقبة الإلهية والورد كناية عن حمرة الروحانية السارية في الكائنات والوجنة كناية عن ارتقاء العارفين في الملكوت. والطرف كناية عن البصيرة.
(5) الاقاحي: من الزهور والمقصود خد الحبيب. الدر: الجوهر. بخس: انتقص من القيمة.
م. ص. الاقاحي كناية عن ظهور الأمر الإلهي والوجنة هي شهود غلبة الروح على طبيعة الجسد والدر كناية عن العلوم العلية.
(6) صال: جال. الصل: الحية. العذار: جانب اللحية. اللعس: السمرة في الشفاء.
م. ص. العذار كناية عن ظهور آيات الجمال بالمحاسن الكونية واللعس حلاوة التوحيد التي تظهر من شهود الأمر الإلهي.
كم بات طوع يدي، والوصل يجمعنا ... في بردتيه، التّقى، لا نعرف الدّنسا (1)
... تلك اللّيالي التي أعددت من عمري، ... مع الأحبّة، كانت كلّها عرسا (2)
... لم يحل، للعين، شيء، بعد بعدهم، ... والقلب مذ آنس التّذكار ما أنسا ... يا جنّة، فارقتها النفس، مكرهة ... لولا التّأسّي بدار الخلد متّ أسى (3)
م. ص. العذار كناية عن ظهور آيات الجمال بالمحاسن الكونية واللعس حلاوة التوحيد التي تظهر من شهود الأمر الإلهي.
كم بات طوع يدي، والوصل يجمعنا ... في بردتيه، التّقى، لا نعرف الدّنسا (1)
... تلك اللّيالي التي أعددت من عمري، ... مع الأحبّة، كانت كلّها عرسا (2)
... لم يحل، للعين، شيء، بعد بعدهم، ... والقلب مذ آنس التّذكار ما أنسا ... يا جنّة، فارقتها النفس، مكرهة ... لولا التّأسّي بدار الخلد متّ أسى (3)
(1) طوع يدي: لا يخالفني. البردة: الثوب. التقى: الورع.
م. ص. طوع اليد كناية على حصول التجلي بالارادة بعد السلوك الصعب الذي يسلكه المريد والبردتين هما الأسماء والصفات الإلهية والدنس كناية عن مخالطة الأغيار.
(2) م. ص. الأحبة كناية عن اسماء اللََّه تعالى وصفاته والعرس هو الفرحة بالأسماء والعلوم والصفات.
(3) دار الخلد: الآخرة. الأسى: الحزن.
م. ص. الجنة كناية عن حضرة التجلي الإلهي وفناء النفس يكون في هذا التجلي.
دار الخلد كناية عن جنة الفردوس وأهلها موعودون بربهم فيها.














مصادر و المراجع :

١- ديوان ابن الفارض

المؤلف: ابن الفارض، هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي (632)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید