المنشورات

قلبي يحدثني

[البحر الكامل] قلبي يحدّثني بأنّك متلفي، ... روحي فداك، عرفت أم لم تعرف (1)
... لم أقض حقّ هواك إن كنت الذي ... لم أقض فيه أسى، ومثلي من يفي (2)
... ما لي سوى روحي، وباذل نفسه، ... في حبّ من يهواه، ليس بمسرف (3)
... فلئن رضيت بها، فقد أسعفتني ... يا خيبة المسعى، إذا لم تسعف! (4)
... يا مانعي طيب المنام، ومانحي، ... ثوب السّقام، به ووجدي المتلف (5)
__________
(1) القلب: مفاده هنا العقل. متلفي: هالكي.
المعنى الصوفي: حديث القلب هو الحديث الصادق. اما حديث النفس فلا يعتمد عليه لما فيه من الكذب. فحديث القلب روحاني وحديث النفس شيطاني. والخطاب للََّه تعالى. ومتلفي كناية عن هلاك كل شيء إلا وجه اللََّه تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هََالِكٌ إِلََّا وَجْهَهُ}.
(2) لم أقض: لم اف. الأسى: الحزن.
م. ص. الخطاب للمحبوب وهو الحق تعالى والموت في سبيله حق. ومن لم يمت في سبيل اللََّه لم يوفّ اللََّه حق قدره.
(3) باذل نفسه: مقدم نفسه. الإسراف: التفريط.
م. ص. بعد فناء الجسد تأكيدا لمعنى البيت السابق لم يبق غير الروح لان مرجعها للََّه تعالى والروح قصد بها النفس.
(4) م. ص. يوجه الخطاب إلى الامر الحق قائلا: إذا لم ترض مني برفع الروح وتسليمها لك فأنا انعي حظي لأن مسعاي في سبيلك قد خاب.
(5) المانع: عكس المانح. السقام: المرض. المتلف: المميت.
م. ص. المانع والمانح هو اللََّه تعالى.
عطفا على رمقي، وما أبقيت لي ... من جسمي المضنى، وقلبي المدنف (1)
... فالوجد باق، والوصال مماطلي ... والصّبر فان، واللّقاء مسوّفي (2)
... لم أخل من حسد عليك، فلا تضع ... سهري بتشنيع الخيال المرجف (3)
... واسأل نجوم اللّيل: هل زار الكرى ... جفني، وكيف يزور من لم يعرف (4)
... لا غرو إن شحّت بغمض جفونها ... عيني، وسحّت بالدّموع الذّرف (5)
... وبما جرى في موقف التوديع من ... ألم النّوى، شاهدت هول الموقف (6)
... إن لم يكن وصل لديك، فعد به ... أملي، وما طل، إن وعدت، ولا تفي (7)
... فالمطل منك لديّ، إن عزّ الوفا، ... يحلو كوصل من حبيب مسعف
م. ص. المانع والمانح هو اللََّه تعالى.
عطفا على رمقي، وما أبقيت لي ... من جسمي المضنى، وقلبي المدنف (1)
... فالوجد باق، والوصال مماطلي ... والصّبر فان، واللّقاء مسوّفي (2)
... لم أخل من حسد عليك، فلا تضع ... سهري بتشنيع الخيال المرجف (3)
... واسأل نجوم اللّيل: هل زار الكرى ... جفني، وكيف يزور من لم يعرف (4)
... لا غرو إن شحّت بغمض جفونها ... عيني، وسحّت بالدّموع الذّرف (5)
... وبما جرى في موقف التوديع من ... ألم النّوى، شاهدت هول الموقف (6)
... إن لم يكن وصل لديك، فعد به ... أملي، وما طل، إن وعدت، ولا تفي (7)
... فالمطل منك لديّ، إن عزّ الوفا، ... يحلو كوصل من حبيب مسعف
(1) الرمق: بقية الحياة. المضنى: المتعب. المدنف: العليل.
م. ص. تلطف أيها الحبيب ببقية عمري لأن لو شئت أخذت البقية إذ الروح بأمر خالقها.
(2) الفاني: البائد. المسوف: المماطل.
م. ص. الوجد كناية عن شدة العشق الإلهي. والوصال مماطلي كناية عن ان هذا الاتصال يخطر بباله مرة فيتعلل بالأمل وتارة يستقصي فيبعد عنه بالكلية.
(3) لم أخل: لم افرغ. الشناعة: القبح. الخيال المرجف: الوهم الكاذب.
م. ص. السهر كناية عن الاشتغال بالعبادة والخيال المرجف كناية عن الخوف من عدم قبول هذه الأعمال.
(4) الكرى: النوم والنعاس.
م. ص. إذا كان الكرى لم يخطر بباله وهو أول النوم فكيف يزوره النوم أو يعرف اجفانه.
(5) شحت: بخلت. سحت: أمطرت والمعنى جادت بالدمع.
(6) الذرف: مفردها الذارفة وهي الهاطلة أو الماطرة.
النوى: الفراق. الهول: الأمر العظيم.
م. ص. هول الموقف كناية عن يوم القيامة والوقوف بين يدي اللََّه تعالى.
(7) الوصل: الاتصال واللقاء. والمماطلة: تسويف الوعد.
المعنى عدني بلقائك وعلل نفسي بهذا اللقاء حتى وان كان هذا اللقاء مستحيلا. ثم يتأكد المعنى في البيت الذي يليه.
أهفو لأنفاس النّسيم، تعلّة، ... ولوجه من نقلت شذاه تشوّفي (1)
... فلعلّ نار جوانحي بهبوبها ... أن تنطفي، وأودّ أن لا تنطفي (2)
... يا أهل ودّي! أنتم أملي، ومن ... ناداكم «يا أهل ودّي» قد كفي (3)
... عودوا لما كنتم عليه من الوفا، ... كرما، فإنّي ذلك الخلّ الوفي (4)
... وحياتكم وحياتكم، قسما، وفي ... عمري، بغير حياتكم، لم أحلف ... لو أنّ روحي في يدي، ووهبتها ... لمبشّري بقدومكم، لم أنصف (5)
... لا تحسبوني، في الهوى، متصنّعا، ... كلفي بكم خلق بغير تكلّف (6)
... أخفيت حبّكم، فأخفاني أسى، ... حتى، لعمري، كدت عني أختفي (7)
... وكتمته عنّي، فلو أبديته ... لوجدته أخفى من اللّطف الخفي (8)
المعنى عدني بلقائك وعلل نفسي بهذا اللقاء حتى وان كان هذا اللقاء مستحيلا. ثم يتأكد المعنى في البيت الذي يليه.
أهفو لأنفاس النّسيم، تعلّة، ... ولوجه من نقلت شذاه تشوّفي (1)
... فلعلّ نار جوانحي بهبوبها ... أن تنطفي، وأودّ أن لا تنطفي (2)
... يا أهل ودّي! أنتم أملي، ومن ... ناداكم «يا أهل ودّي» قد كفي (3)
... عودوا لما كنتم عليه من الوفا، ... كرما، فإنّي ذلك الخلّ الوفي (4)
... وحياتكم وحياتكم، قسما، وفي ... عمري، بغير حياتكم، لم أحلف ... لو أنّ روحي في يدي، ووهبتها ... لمبشّري بقدومكم، لم أنصف (5)
... لا تحسبوني، في الهوى، متصنّعا، ... كلفي بكم خلق بغير تكلّف (6)
... أخفيت حبّكم، فأخفاني أسى، ... حتى، لعمري، كدت عني أختفي (7)
... وكتمته عنّي، فلو أبديته ... لوجدته أخفى من اللّطف الخفي (8)
(1) أهفو: اتطلع. التعلة: التشاغل.
م. ص. أنفاس الروح كناية عن قوى الروح في الجسد والشذا كناية عن الفيض الروحاني الذي يبثه في قلب المؤمن.
(2) م. ص. حرارة الشوق تعود إلى المحبوب الحقيقي وهو اللََّه تعالى والهبوب هو أخبار تهب من الحضرة الربانية. وعدم انطفاء النار لعدم اجتماع الحق والباطل.
(3) أهل الود: أهل المحبة.
م. ص. أهل الود كناية عن العارفين والمريدين والأولياء الصالحين.
(4) الخل الوفي: الصديق المخلص.
م. ص. الخطاب إلى الأولياء الصالحين. وقوله عودوا إشارة إلى الآية الكريمة:
{كَمََا بَدَأْنََا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنََا، إِنََّا كُنََّا فََاعِلِينَ}.
(5) لو أن روحي في يدي «إشارة إلى الآية الكريمة: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ. قُلِ}
والقدوم كناية عن الغيب المطلق. والمبشر كناية عن الوارد الرباني في المقام الصمداني.
(6) المتصنع: المتكلف. الكلف: العشق.
المعنى ان ما يصدر عني من شعور الحب هو صادق دوما لاني لا ابتغي تصنعا في ذلك.
(7) الأسى: الحزن.
(8) كتمته: أخفيته. أبديته: سترته.
م. ص. اللطف الخفي كناية عن التوفيق الذي يخلقه اللََّه تعالى في صدر المؤمن من حيث لا يدري. واختفي كناية عن الفناء بالله تعالى.
ولقد أقول لمن تحرّش بالهوى: ... عرّضت نفسك للبلاء، فاستهدف (1)
... أنت القتيل بأيّ من أحببته، ... فاختر لنفسك، في الهوى، من تصطفي (2)
... قل للعذول، أطلت لومي، طامعا ... إنّ الملام عن الهوى مستوقفي (3)
... دع عنك تعنيفي، وذق طعم الهوى ... فإذا عشقت، فبعد ذلك عنّف (4)
... برح الخفاء بحبّ من لو، في الدّجى ... سفر اللّثام، لقلت: يا بدر اختف (5)
... وإن اكتفى غيري بطيف خياله، ... فأنا الّذي، بوصاله، لا أكتفي (6)
... وقفا عليه محبّتي، ولمحنتي، ... بأقلّ من تلفي به، لا أشتفي (7)
م. ص. اللطف الخفي كناية عن التوفيق الذي يخلقه اللََّه تعالى في صدر المؤمن من حيث لا يدري. واختفي كناية عن الفناء بالله تعالى.
ولقد أقول لمن تحرّش بالهوى: ... عرّضت نفسك للبلاء، فاستهدف (1)
... أنت القتيل بأيّ من أحببته، ... فاختر لنفسك، في الهوى، من تصطفي (2)
... قل للعذول، أطلت لومي، طامعا ... إنّ الملام عن الهوى مستوقفي (3)
... دع عنك تعنيفي، وذق طعم الهوى ... فإذا عشقت، فبعد ذلك عنّف (4)
... برح الخفاء بحبّ من لو، في الدّجى ... سفر اللّثام، لقلت: يا بدر اختف (5)
... وإن اكتفى غيري بطيف خياله، ... فأنا الّذي، بوصاله، لا أكتفي (6)
... وقفا عليه محبّتي، ولمحنتي، ... بأقلّ من تلفي به، لا أشتفي (7)
(1) تحرش: اغرى وتحرش للهوى أغري به. الهوى: المحبة. البلا: الموت وهو مخففة من البلاء.
م. ص. الهوى هو الحب المطلق للحق تعالى والبلاء امتحان اللََّه تعالى لعبده.
(2) تصطفي: تختار وهنا تختار من الأحبة.
م. ص. أنت القتيل. القتل كناية عن الموت المطلق والذي لا بدّ منه لكل انسان.
(3) العذول: اللائم.
(4) التعنيف: اللوم بشدة.
(3، 4) م. ص. الخطاب للمعنف الذي تحرش بالهوى الذي يقيس الأمور على نفسه من خلال محبته للمادة والصور الكونية على عكس المريدين الذين يتوجهون بمحبتهم لصورة الحق تعالى وتجلياته.
(5) برح الخفاء: وضح الأمر. الدجى: الظلمة. سفر اللثام: أزيل الغطاء.
م. ص. برح الخفاء كناية عن ظهور حال المحب للََّه تعالى على حقيقته وسفر اللثام كناية عن صور الكائنات واختفاء البدر كناية عن الروح المنفوخ بأمر اللََّه في جسد كل انسان واختفاء البدر كناية عن ظهور شمس الحقيقة والمعرفة وعند ظهور الشمس لا لزوم بعدها ولا دور للبدر.
(6) م. ص. ان اكتفى غيري: غيري كناية عن الجاهلين بالحب الحقيقي. وهم المكتفون بأنفسهم عن ظهور الحق تعالى. وقوله لا اكتفي كناية عن حبه وتعطشه الدائم للمعرفة العلوية.
(7) المحنة المصيبة. التلف: الفناء والهلاك.
م. ص. الوقف في أول البيت كناية عن حبس النظر عما حرّم اللََّه تعالى. والضمير في عليه يعود إلى الخالق الذي هو المحبوب الحقيقي. والمحنة هي قصاص اللََّه تعالى {وَلَكُمْ فِي الْقِصََاصِ حَيََاةٌ يََا أُولِي الْأَلْبََابِ}.
وهواه، وهو أليتي، وكفى به، ... قسما، أكاد أجلّه كالمصحف (1)
... لو قال: تيها: قف على جمر الغضا ... لوقفت ممتثلا، ولم أتوقّف (2)
... أو كان من يرضى، بخدّي، موطئا، ... لوضعته أرضا، ولم أستنكف (3)
... لا تنكروا شغفي بما يرضى، وإن ... هو، بالوصال، عليّ لم يتعطّف ... غلب الهوى، فأطعت أمر صبابتي ... من حيث فيه عصيت نهي معنّفي (4)
... مني له ذلّ الخضوع، ومنه لي، ... عزّ المنوع، وقوّة المستضعف ... ألف الصّدود، ولي فؤاد لم يزل ... مذ كنت، غير وداده لم يألف (5)
... يا ما أميلح كلّ ما يرضى به، ... ورضابه، يا ما أحيلاه بفي! (6)
م. ص. الوقف في أول البيت كناية عن حبس النظر عما حرّم اللََّه تعالى. والضمير في عليه يعود إلى الخالق الذي هو المحبوب الحقيقي. والمحنة هي قصاص اللََّه تعالى {وَلَكُمْ فِي الْقِصََاصِ حَيََاةٌ يََا أُولِي الْأَلْبََابِ}.
وهواه، وهو أليتي، وكفى به، ... قسما، أكاد أجلّه كالمصحف (1)
... لو قال: تيها: قف على جمر الغضا ... لوقفت ممتثلا، ولم أتوقّف (2)
... أو كان من يرضى، بخدّي، موطئا، ... لوضعته أرضا، ولم أستنكف (3)
... لا تنكروا شغفي بما يرضى، وإن ... هو، بالوصال، عليّ لم يتعطّف ... غلب الهوى، فأطعت أمر صبابتي ... من حيث فيه عصيت نهي معنّفي (4)
... مني له ذلّ الخضوع، ومنه لي، ... عزّ المنوع، وقوّة المستضعف ... ألف الصّدود، ولي فؤاد لم يزل ... مذ كنت، غير وداده لم يألف (5)
... يا ما أميلح كلّ ما يرضى به، ... ورضابه، يا ما أحيلاه بفي! (6)
(1) أليتي: مشمي. المصحف: القرآن الكريم. أجله: أحترمه.
م. ص. الإجلال كناية عن احترام ما ورد من التعاليم وإذا ظهرت المحبة في العبد ظهرت معه اسرار معاني القرآن الكريم.
(2) تيها: إعجابا. الغضى: شجر جيد الاشتعال. ممتثلا: طائعا.
م. ص. المعنى لو طلب مني الوقوف والسجود على الجمر اطاعة لأمر المحبوب تعالى لما تأخرت.
(3) الموطئ: حيث تدوس النعال. استنكف: أتخلف.
م. ص. في البيت محاكاة للآية الكريمة: {وَمََا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}.
(4) الصبابة: العشق. عصيت: خالفت. المعنف: اللائم. في البيت حالة من الوجد والعشق الصوفي الذي لا يعرفه إلا المريدون «لا يعرف الشوق إلّا من يكابده».
(5) ألف: تعود. الصدود: الجفاء والهجر. الفؤاد: القلب. الوداد: الحب. لم يألف: لم يأنس.
م. ص. ألف الصدود معناها أن الحق تعالى لا يشغله امر عن تدبير أمره. فهو القيوم المدبر لكل أمر والوداد هو التعلق بالمحبوب الحقيقي دون الالتفات إلى سواه.
(6) أميلح: تصغير أملح. الرضاب: الريق. احيلاه: تصغير أحلاه وفي التصغير شذوذ عن المألوف هنا لأن التصغير اختص بالأسماء دون الأفعال (كأملح واحلى). فيّ:
فمي.
م. ص. رضا المحبوب كناية عن الايمان والتقوى في صدر الشيخ والرضاب كناية عن الروح الآمري وما يلقيه في نفس المؤمن من العلوم والمعارف العلوية.
لو أسمعوا يعقوب ذكر ملاحة ... في وجهه، نسي الجمال اليوسفي (1)
... أو لو رآه، عائدا، أيّوب في ... سنة الكرى، قدما، من البلوى شفي (2)
... كلّ البدور، إذا تجلّى مقبلا، ... تصبوا إليه، وكلّ قد أهيف (3)
... إن قلت: عندي فيك كلّ صبابة، ... قال: الملاحة لي، وكلّ الحسن في (4)
... كملت محاسنه، فلو أهدى السّنا ... للبدر، عند تمامه، لم يخسف (5)
... وعلى تفنّن واصفيه بحسنه، ... يفنى الزّمان، وفيه ما لم يوصف (6)
... ولقد صرفت، لحبّه، كلّي، على ... يد حسنه، فحمدت حسن تصرّفي (7)
م. ص. رضا المحبوب كناية عن الايمان والتقوى في صدر الشيخ والرضاب كناية عن الروح الآمري وما يلقيه في نفس المؤمن من العلوم والمعارف العلوية.
لو أسمعوا يعقوب ذكر ملاحة ... في وجهه، نسي الجمال اليوسفي (1)
... أو لو رآه، عائدا، أيّوب في ... سنة الكرى، قدما، من البلوى شفي (2)
... كلّ البدور، إذا تجلّى مقبلا، ... تصبوا إليه، وكلّ قد أهيف (3)
... إن قلت: عندي فيك كلّ صبابة، ... قال: الملاحة لي، وكلّ الحسن في (4)
... كملت محاسنه، فلو أهدى السّنا ... للبدر، عند تمامه، لم يخسف (5)
... وعلى تفنّن واصفيه بحسنه، ... يفنى الزّمان، وفيه ما لم يوصف (6)
... ولقد صرفت، لحبّه، كلّي، على ... يد حسنه، فحمدت حسن تصرّفي (7)
(1) يعقوب: من انبياء اللََّه وولده يوسف الذي اشتهر بحسنه وقصتهما معروفة في القرآن الكريم.
(2) أيوب: من انبياء اللََّه ابتلاه بأمور كثيرة ليمتحنه وقصته أيضا معروفة. الكرى: النعاس.
العائد: زائر المريض.
(1، 2) م. ص. لو اسمعوا كناية عن الناس المطلعين في ذلك الزمان على تجلي الوجه الرحماني. والوجه كناية عن وجه اللََّه الظاهرة من مشكاة الحقيقة المحمدية في الصورة الآدمية الجمال اليوسفي إشارة إلى الحديث «أعطي يوسف شطر الحسن واعطي محمد الحسن كله». والإشارة إلى النبي أيوب تعني لو أن أيوب نظر إلى عظمة الحق وما فيها من احوال لشفي من البلوى.
(3) تصبو: تميل. والقد الاهيف: الغصن المائل.
م. ص. البدور كناية عن النفوس الإنسانية الكاملة التي هي مظاهر تجلي الوجود الحق في ظلمة الأكوان والقد الأهيف كناية عن صورة أهل الكمال والجلال.
(4) في: آخر البيت مشددة (فيّ) ولكنها خففت مراعاة للروي.
(5) السنا: الضياء.
م. ص. النساء ضياء وجه الحق الذي لا يزول بخلاف بقية الأشياء الحسية فلا دوام لنورها ولذلك ينخسف نورها من وقت لآخر.
(6) التفنن: المبالغة في تعداد المآثر. يفنى: يبيد.
م. ص. في البيت إشارة إلى الآية الكريمة: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهََا فََانٍ، وَيَبْقى ََ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلََالِ وَالْإِكْرََامِ}.
(7) صرفت: أفنيت. كلي: كل جسدي.
م. ص. ولقد صرفت كناية عن فنائه في محبة الحق وكلي كناية عن الظاهر والباطن.
وحسن التصرف كناية عن طلب رضا وجه الحق.
فالعين تهوى صورة الحسن، التي ... روحي بها تصبو إلى مغنى خفي (1)
... أسعد أخيّ، وغنني بحديثه، ... وانثر على سمعي حلاه، وشنّف (2)
... لأرى بعين السّمع شاهد حسنه ... معنى، فأتحفني بذاك، وشرّف (3)
... يا أخت سعد، من حبيبي، جئتني ... برسالة أدّيتها بتلطّف (4)
... فسمعت ما لم تسمعي، ونظرت ما ... لم تنظري، وعرفت ما لم تعرفي (5)
... إن زار يوما، يا حشاي، تقطّعي، ... كلفا به، أو سار، يا عين اذرفي (6)
... ما للنّوى ذنب، ومن أهوى معي، ... إن غاب عن إنسان عيني، فهو في (7)
وحسن التصرف كناية عن طلب رضا وجه الحق.
فالعين تهوى صورة الحسن، التي ... روحي بها تصبو إلى مغنى خفي (1)
... أسعد أخيّ، وغنني بحديثه، ... وانثر على سمعي حلاه، وشنّف (2)
... لأرى بعين السّمع شاهد حسنه ... معنى، فأتحفني بذاك، وشرّف (3)
... يا أخت سعد، من حبيبي، جئتني ... برسالة أدّيتها بتلطّف (4)
... فسمعت ما لم تسمعي، ونظرت ما ... لم تنظري، وعرفت ما لم تعرفي (5)
... إن زار يوما، يا حشاي، تقطّعي، ... كلفا به، أو سار، يا عين اذرفي (6)
... ما للنّوى ذنب، ومن أهوى معي، ... إن غاب عن إنسان عيني، فهو في (7)
(1) تصبو: تميل.
م. ص. صورة الحسن كناية عن تجلي الحقيقة المحمدية وقوله خفي كناية عن مقام الوراثة والتطلع إلى وجه الحق الذي لا تدركه الأبصار ولا يحيط به عقل.
(2) التشنف تزيين الاذن بالحلي واستعملت العبارة كناية عن الطرب.
م. ص. الحديث حديث المحبوب الحقيقي الذي تسر الأذن لسماعه.
(3) في البيت توحد للحواس بحيث تحل الأذن محل العين والعين محل الأذن.
م. ص. السمع إشارة إلى الصفات المنثورة على المسامع التي تجسدت بصورة النظر فسرّ القلب بها.
(4) م. ص. اخت سعد كناية عن الروح وهي روح أرباب العصمة من الأنبياء.
والرسالة كناية عن العلوم العلية والمعارف الرحمانية. وهذه الأمور لا يعرفها إلا الأولياء الصالحين كما ورد في معنى البيت اللاحق.
(5) م. ص. اخت سعد كناية عن الروح وهي روح أرباب العصمة من الأنبياء.
والرسالة كناية عن العلوم العلية والمعارف الرحمانية. وهذه الأمور لا يعرفها إلا الأولياء الصالحين كما ورد في معنى البيت اللاحق.
(6) الكلف: التولع والتعلق. اذرفي: اسكبي الدمع.
م. ص. زارني تعني انكشاف التجلي لي بعد فناء وجودي. وبكاء العين بكاء لحظ المؤمن لأنه لا يتمكن دائما من لذة الشهود والتمتع.
(7) النوى: البعد. انسان العين: بؤبؤها.
م. ص. قوله من أهوى معي كناية عن المحبوب الذي لا يفارق والبعد كناية عن التفات العبد إلى سواه والغيبة عن العين هي احتجاب شهود صور الأكوان الحسية واشتغال القلب بالتجليات الروحية وهي بالتالي فناء المادة في وجود الحق.
والحمد للََّه رب العالمين












مصادر و المراجع :

١- ديوان ابن الفارض

المؤلف: ابن الفارض، هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي (632)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید