المنشورات

اختبرني في هواك

[البحر الخفيف] ته دلالا، فأنت أهل لذاكا، ... وتحكّم، فالحسن قد أعطاكا (1)
... ولك الأمر، فاقض ما أنت قاض، ... فعليّ الجمال قد ولّاكا (2)
... وتلافي، إن كان فيه ائتلافي ... بك، عجّل به، جعلت فداكا (3)
... وبما شئت، في هواك، اختبرني ... فاختياري ما كان فيه رضاكا (4)
... فعلى كلّ حالة أنت منّي ... بي أولى، إذ لم أكن لولاكا
__________
(1) ته فعل أمر من تاه بمعنى تكبر.
المعنى الصوفي، الخطاب للمحبوب الحقيقي. والتيه كناية عن رضا المحب فالتيه من صفات القادر ولا يشاركه فيه أحد وتحكم كناية عن ان جميع المخلوقات خاضعة لحكمه.
(2) ولّاك: جعلك وليا.
م. ص. اقضى كناية عن ان حكمه مبرم لا مرد له وهو إشارة إلى الغلبة والقهر الذي يتصف بهما المحبوب الحقيقي.
(3) تلافي: هلاكي. ائتلافي: اجتماعي وصحبتي.
م. ص. الائتلاف كناية عن الاستئناس بالتجليات وشهود مظاهر المحبوب الحقيقي.
لان شهود الإنسان لنفسه حجاب له عن شهود ربه.
(4) شئت: أردت. اختبرني: جرّبني.
م. ص. الخطاب للمحبوب والرضا كناية عن عدم الصد والجفاء. والاختبار كناية عن ان للعبد حقوق المجاورة والصحبة وللََّه حق القبول أو الرفض.
وكفاني عزّا، بحبّك، ذلّي، ... وخضوعي، ولست من أكفاكا (1)
... وإذا ما إليك، بالوصل، عزّت ... نسبتي، عزّة، وصحّ ولاكا (2)
... فاتّهامي بالحبّ حسبي، وأنّي ... بين قومي أعدّ من قتلاكا (3)
... لك في الحيّ هالك بك حيّ، ... في سبيل الهوى استلذّ الهلاكا (4)
... عبد رقّ، ما رقّ يوما لعتق ... لو تخلّيت عنه ما خلّاكا (5)
... بجمال حجبته بجلال ... هام، واستعذب العذاب هناكا (6)
... وإذا ما أمن الرّجا منه أدناك ... ، فعنه خوف الحجى أقصاكا (7)
... فبإقدام رغبة، حين يغشاك ... ، بإحجام رهبة يخشاكا (8)
... ذاب قلبي، فأذن له يتمنّاك ... ، وفيه بقيّة لرجاكا
م. ص. الخطاب للمحبوب والرضا كناية عن عدم الصد والجفاء. والاختبار كناية عن ان للعبد حقوق المجاورة والصحبة وللََّه حق القبول أو الرفض.
وكفاني عزّا، بحبّك، ذلّي، ... وخضوعي، ولست من أكفاكا (1)
... وإذا ما إليك، بالوصل، عزّت ... نسبتي، عزّة، وصحّ ولاكا (2)
... فاتّهامي بالحبّ حسبي، وأنّي ... بين قومي أعدّ من قتلاكا (3)
... لك في الحيّ هالك بك حيّ، ... في سبيل الهوى استلذّ الهلاكا (4)
... عبد رقّ، ما رقّ يوما لعتق ... لو تخلّيت عنه ما خلّاكا (5)
... بجمال حجبته بجلال ... هام، واستعذب العذاب هناكا (6)
... وإذا ما أمن الرّجا منه أدناك ... ، فعنه خوف الحجى أقصاكا (7)
... فبإقدام رغبة، حين يغشاك ... ، بإحجام رهبة يخشاكا (8)
... ذاب قلبي، فأذن له يتمنّاك ... ، وفيه بقيّة لرجاكا
(1) أكفاك: أكفائك مخففة: والأكفاء: الإقران والنظراء.
م. ص. غاية مطلبي ان أحظى برضاك فما أنا من الإقران الذين يدعون مساواتك وإنما عزي بذلي إليك.
(2) الوصل: اللقاء. نسبتي: قرابتي. ولاك: ملكك.
(3) معنى البيت إذا صح ولاك علي وملكك لي ولم انتسب بالوصل إليك فاتهامي في الحب وعدي من جملة قتلاك هو كفايتي من الافتخار بما صدر عنك.
(4) الحي الأولى: القبيلة. الحي الثانية في الصدر ضد الميت.
م. ص: الحي كناية عن معشر الأولياء الذين يستلذون الفناء في اللََّه.
(5) الرق: العبودية. العتق: التحرر. ما خلاك: ما عداك.
م. ص: ما خلاك كناية عن التعلق بالله حتى وان كان الصد من جانبه.
(6) حجبته: اخفيته. الجلال: الوقار. هام: سار على غير هدى.
م. ص. الحجاب: جمال صورة المحبوب الذي لا تدركه الأبصار.
(7) الرجا: الرجاء مخففة. أدناك: قربك. الحجى: العقل.
م. ص. الرجاء هو الطمع في رؤية المحبوب وذلك بواسطة العقل وليس بالعين والخوف فقط من حصول الستر لعين البصيرة.
(8) الاقدام: عكس الاحجام والرغبة عكس الرهبة. يغشاك: يصيبك.
م. ص. الاقدام كناية عن الرغبة في المحبة والاحجام كناية عن الخوف والاحتراز من المقام العلوي.
أو مر الغمض أن يمرّ بجفني ... فكأني به مطيعا عصاكا (1)
... فعسى، في المنام، يعرض لي الوهم ... ، فيوحي، سرا، إليّ سراكا (2)
... وإذا لم تنعش بروح التّمنّي ... رمقي، واقتضى فنائي بفاكا (3)
... وحمت سنّة الهوى سنّة الغم ... ض، جفوني، وحرّمت لقياكا (4)
... أبق لي مقلة لعلّي يوما، ... قبل موتي، أرى بها من رآكا (5)
... أين منّي ما رمت، هيهات، بل أين ... لعيني، بالجفن، لثم ثراكا (6)
... فبشيري لو جاء منك بعطف، ... ووجودي في قبضتي قلت: هاكا (7)
... قد كفى ما جرى دما من جفون، ... بك، قرحى، فهل جرى ما كفاكا (8)
... فأجر من قلاك، فيك، معنّى، ... قبل أن يعرف الهوى بهواكا (9)
م. ص. الاقدام كناية عن الرغبة في المحبة والاحجام كناية عن الخوف والاحتراز من المقام العلوي.
أو مر الغمض أن يمرّ بجفني ... فكأني به مطيعا عصاكا (1)
... فعسى، في المنام، يعرض لي الوهم ... ، فيوحي، سرا، إليّ سراكا (2)
... وإذا لم تنعش بروح التّمنّي ... رمقي، واقتضى فنائي بفاكا (3)
... وحمت سنّة الهوى سنّة الغم ... ض، جفوني، وحرّمت لقياكا (4)
... أبق لي مقلة لعلّي يوما، ... قبل موتي، أرى بها من رآكا (5)
... أين منّي ما رمت، هيهات، بل أين ... لعيني، بالجفن، لثم ثراكا (6)
... فبشيري لو جاء منك بعطف، ... ووجودي في قبضتي قلت: هاكا (7)
... قد كفى ما جرى دما من جفون، ... بك، قرحى، فهل جرى ما كفاكا (8)
... فأجر من قلاك، فيك، معنّى، ... قبل أن يعرف الهوى بهواكا (9)
(1) مر: فعل أمر من أمر. الغمض: النوم.
(2) السري: المشي ليلا.
(1، 2) م. ص. قوله ذاب قلبي كناية عما ينفخ فيه من الروح الآمري وامر اللََّه كلمح البصر.
(3) الرمق: بقية الحياة. الفناء: الهلاك.
م. ص. الفناء: هلاك المحب في العشق الإلهي وهو كناية عن فناء الصور الحسية وبقاء وجه الحق {وَيَبْقى ََ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلََالِ وَالْإِكْرََامِ}.
(4) حمت: صانث. السنّة: الشريعة. الغمض: النوم وقد مرّت السنة: بكسر السين النعاس والغفلة.
(5) المقلة: العين.
م. ص. الرؤية أو أرى كناية عن رؤية النور المحمدي الذي هو من نور اللََّه وقد رأى ربه تعالى في ليلة الإسراء {«فَكََانَ قََابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ََ»}.
(6) رمت: طلبت. اللثم: التقبيل. الثرى: الأرض.
م. ص. السؤال كناية عن بعد الوصول إلى الغاية وكأن غايته ابقاء مقلته ليرى بها وجه المحبوب الحقيقي والثرى كناية عن الحياة الامرية السارية في الأجسام.
(7) البشير: حامل البشرى وهي الخبر السار. قبضتي: كفي.
م. ص. البشير كناية عن الروح المنفوخ بأمره تعالى.
(8) جرى في صدر البيت بمعنى سال. قرحى: جريحة. جرى الثانية: حصل.
(9) أجر فعل أمر بمعنى احم. القلى: البغض. المعنى: المريض.
م. ص. قبل ان يعرف الهوى أي من حين ولادته وذلك إشارة إلى الآية الكريمة:
{وَاللََّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهََاتِكُمْ لََا تَعْلَمُونَ شَيْئاً}.
هبك أنّ اللّاحي نهاه، بجهل، ... عنك، قل لي: عن وصله من نهاكا (1)
... وإلى عشقك الجمال دعاه، ... فإلى هجره، ترى من دعاكا؟ (2)
... أترى من أفتاك بالصّدّ عنّي، ... ولغيري، بالودّ من أفتاكا (3)
... بانكساري، بذلّتي، بخضوعي ... بافتقاري، بفاقتي، بغناكا (4)
... لا تكلني إلى قوى جلد، خان ... ، فإنّي أصبحت من ضعفاكا (5)
... كنت تجفو، وكان لي بعض صبر، ... أحسن اللََّه، في اصطباري، عزاكا (6)
... كم صدودا، عساك، ترحم شكوا ... ي، ولو باستماع قولي، عساكا (7)
... شنّع المرجفون عنك، بهجري ... وأشاعوا أنّي سلوت هواكا (8)
... ما بأحشائهم عشقت، فأسلو ... عنك يوما، دع يهجروا، حاشاكا (9)
{وَاللََّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهََاتِكُمْ لََا تَعْلَمُونَ شَيْئاً}.
هبك أنّ اللّاحي نهاه، بجهل، ... عنك، قل لي: عن وصله من نهاكا (1)
... وإلى عشقك الجمال دعاه، ... فإلى هجره، ترى من دعاكا؟ (2)
... أترى من أفتاك بالصّدّ عنّي، ... ولغيري، بالودّ من أفتاكا (3)
... بانكساري، بذلّتي، بخضوعي ... بافتقاري، بفاقتي، بغناكا (4)
... لا تكلني إلى قوى جلد، خان ... ، فإنّي أصبحت من ضعفاكا (5)
... كنت تجفو، وكان لي بعض صبر، ... أحسن اللََّه، في اصطباري، عزاكا (6)
... كم صدودا، عساك، ترحم شكوا ... ي، ولو باستماع قولي، عساكا (7)
... شنّع المرجفون عنك، بهجري ... وأشاعوا أنّي سلوت هواكا (8)
... ما بأحشائهم عشقت، فأسلو ... عنك يوما، دع يهجروا، حاشاكا (9)
(1) هبك: هب من أفعال القلوب لا ماضي له. وهو بمعنى احسب. اللاحي: اللائم.
(2) معنى البيت: أن النهي حاصل من اللائم لكن نهيك لم يعرف له سبب كذلك عشقك فإن مرده إلى الجمال أما هجرك فلا مبرر له.
(3) أفتاك: أعطاك الفتوى. الصد: الهجر. الود: المحبة.
(4) الذلة: المسكنة. الفاقة: الحاجة والعوز.
م. ص. اقسم بانكساري في بابك وذلتي امام عزك وافتقاري إلى غناك وفاقتي إلى رحمتك.
(5) لا تكلني: لا تسلمني. الجلد: الصبر.
م. ص. في البيت إشارة إلى أن اللََّه يحب العبد المتعلق بأهداب الرحمة فالعبد ضعيف واللََّه قوي لطيف.
(6) تجفو: تصد وتمنع المحبة. العزاء: الصبر الجميل.
م. ص. قوله كنت تجفو إشارة إلى أيام غفلته وجهله بربه والاصطبار كانت نتيجته العزاء والعزاء دليل على وصوله إلى مرتبة العرفان وبلوغه مبلغ المريدين والأولياء.
(7) م. ص. عسى من أفعال الرجاء وهو يرجو ربه ان يقبل منه أعماله.
(8) المرجفون: الكاذبون. أشاعوا: بثوا واعلنوا. سلوت: نسيت.
(9) معنى البيت: لم أنس هواك كما افترى المرجفون لأني عشقتك بحشاي وليس بأحشائهم.
كيف أسلو، ومقلتي كلّما لا ... ح، بريق، تلفّتت للقاكا (1)
... إن تبسّمت تحت ضوء لثام، ... أو تنسّمت الرّيح من أنباكا (2)
... طبت نفسا إذ لاح صبح ثناياك ... ، لعيني، وفاح طيب شذاكا (3)
... كلّ من في حماك يهواك، لكن ... أنا وحدي بكلّ من في حماكا (4)
... فيك معنى حلّاك في عين عقلي، ... وبه ناظري معنّى حلاكا (5)
... فقت أهل الجمال، حسنا، وحسنى، ... فبهم فاقة إلى معناكا (6)
... يحشر العاشقون تحت لوائي، ... وجميع الملاح تحت لواكا (7)
(9) معنى البيت: لم أنس هواك كما افترى المرجفون لأني عشقتك بحشاي وليس بأحشائهم.
كيف أسلو، ومقلتي كلّما لا ... ح، بريق، تلفّتت للقاكا (1)
... إن تبسّمت تحت ضوء لثام، ... أو تنسّمت الرّيح من أنباكا (2)
... طبت نفسا إذ لاح صبح ثناياك ... ، لعيني، وفاح طيب شذاكا (3)
... كلّ من في حماك يهواك، لكن ... أنا وحدي بكلّ من في حماكا (4)
... فيك معنى حلّاك في عين عقلي، ... وبه ناظري معنّى حلاكا (5)
... فقت أهل الجمال، حسنا، وحسنى، ... فبهم فاقة إلى معناكا (6)
... يحشر العاشقون تحت لوائي، ... وجميع الملاح تحت لواكا (7)
(1) المقلة: العين. بريق: تصغير برق والبرق معروف.
(2) اللثام: غطاء الوجه. تنسمت: أرسلت نسيما خفيفا. انباك: انباؤك مخففة بمعنى اخبارك.
م. ص. التبسم كناية عن انكشاف أسماء اللََّه تعالى وصفاته العليا واللثام كناية عن الصور الحسية والمعنوية وضوء اللثام كناية عن نور الوجود.
(3) الثنايا: مقدم الأسنان وقد شبهها بالصبح لبياضها. فاح: انتشر. الشذا: الرائحة الطيبة.
م. ص. صبح ثناياك كناية عن انوار الحق المشرقة والشذا كناية عن العلوم والمعارف الربانية.
(4) حماك: رزقك. يهواك: يحبك.
م. ص. الحمى كناية عن تقوى اللََّه تعالى وعن مقام الورع وقوله أنا وحدي دليل على تفرده بين العارفين المنسوبين بالمعرفة إلى الخالق والتفرد دليل الشكر فهو يذكر نعمة اللََّه {وَأَمََّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.
(5) المعنى الصوفي: الخطاب للمحبوب الحقيقي وهو اللََّه سبحانه وتعالى والمعنى كناية عما يظهر من مفهوم تجلياته على العقول. والمعنّى المريض والمرض كناية عن الانشغال بالصفات العلية والأسماء الربانية.
(6) فقت: علوت والحسنى: إعطاء الإحسان والمعاملة به. الفاقة: الحاجة.
م. ص. أهل الجمال كناية عن أصحاب القلوب العامرة بمحبة اللََّه والفاقة إلى المعنى كناية عن التجليات في القلوب المعمورة بمحبة اللََّه.
(7) يحشر: يجمع. اللواء: الراية. الملاح: الحسان.
م. ص. العاشقون كناية عن أهل المحبة الإلهية. والمرء يحشر على ما مات عليه واللواء كناية عن الروح والملاح كناية عن التجليات الربانية والروح في آخر البيت كناية عن روح اللََّه الأعظم.
ما ثناني عنك الضّنى، فبماذا، ... يا مليح، الدّلال عني ثناكا (1)
... لك قرب منّي ببعدك عنّي، ... وحنوّ وجدته في جفاكا (2)
... علّم الشّوق مقلتي سهر اللّيل ... ، فصارت، من غير نوم، تراكا (3)
... حبّذا ليلة بها صدت إسراك ... ، وكان السّهاد لي أشراكا (4)
... ناب بدر التّمام طيف محيّاك ... ، لطرفي بيقظتي، إذ حكاكا (5)
... فتراءيت في سواك لعين ... بك، قرّت، وما رأيت سواكا (6)
... وكذاك الخليل قلّب قبلي ... طرفه، حين راقب الأفلاكا (7)
... فالدّياجي لنا بك الآن غرّ، ... حيث أهديت لي هدى من سناكا (8)
م. ص. العاشقون كناية عن أهل المحبة الإلهية. والمرء يحشر على ما مات عليه واللواء كناية عن الروح والملاح كناية عن التجليات الربانية والروح في آخر البيت كناية عن روح اللََّه الأعظم.
ما ثناني عنك الضّنى، فبماذا، ... يا مليح، الدّلال عني ثناكا (1)
... لك قرب منّي ببعدك عنّي، ... وحنوّ وجدته في جفاكا (2)
... علّم الشّوق مقلتي سهر اللّيل ... ، فصارت، من غير نوم، تراكا (3)
... حبّذا ليلة بها صدت إسراك ... ، وكان السّهاد لي أشراكا (4)
... ناب بدر التّمام طيف محيّاك ... ، لطرفي بيقظتي، إذ حكاكا (5)
... فتراءيت في سواك لعين ... بك، قرّت، وما رأيت سواكا (6)
... وكذاك الخليل قلّب قبلي ... طرفه، حين راقب الأفلاكا (7)
... فالدّياجي لنا بك الآن غرّ، ... حيث أهديت لي هدى من سناكا (8)
(1) الثناء: المديح. الضنا: المرض. ثناك: امالك عني أو أبعدك.
م. ص. الدلال كناية عن امتناع بعض المظاهر عنه وإقبال بعضها عليه والضنا كناية عن تعب الجسد في حبّ اللََّه تعالى.
(2) الحنو: المحبة. الجفاء: الصد.
م. ص. القرب كناية عن الاتصال الروحي بين العبد وخالقه والبعد كناية عن عدم مناسبة المخلوق للخالق.
(3) في البيت تأكيد لاجتماع الحواس ورد الإدراك كله إلى القلب.
م. ص. ان صاحب المحبة الإلهية إذا مرض وفني في محبة الخالق اجتمعت حواسه في قلبه.
(4) صدت: اصطدت وهنا بمعنى ترقبت. اسراك: اسرارك مخففة والإسراء السير في الليل. السهاد: عدم النوم والأرق. الإشراك مفردها الشرك بفتح الراء وهو الفخ.
م. ص. صيد الإسراء هو السهر للعبادة ولتحصيل معنى التجلي الإلهي.
(5) ناب: حل محل. بدر التمام: القمر في ليلته الرابعة عشرة. الطيف: الخيال.
م. ص. بدر التمام: كناية عن الإنسان الكامل الظاهر عليه نور الوجود وطيف المحيا كناية عن ظهور وجه الحق تعالى.
(6) م. ص. تراءيت كناية عن ظهور تجليات الخالق في الصور الحسية.
(7) الخليل: سيدنا إبراهيم (ع). الطرف: النظر. الأفلاك: النجوم م. ص. في البيت إشارة إلى مراقبة النبي إبراهيم الخليل (ع) للنجوم بحثا عن ربه إلى ان منّ اللََّه عليه بالتجلي {وَكَذََلِكَ نُرِي إِبْرََاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}.
(8) الدياجي: الظلمات. الغر: البيضاء. السنا: الضياء.
م. ص. الدياجي كناية عن المظاهر الكونية باعتبار نظر أهل الغفلة والاحتجاب إليها. ولنا كناية عن معشر العارفين والأولياء الصالحين. والغر كناية عن اشراق النفوس بنوره.
ومتى غبت ظاهرا عن عياني، ... ألفه، نحو باطني، ألقاكا (1)
... أهل بدر ركب، سريت بليل، ... فيه، بل سار في نهار ضياكا (2)
... واقتباس الأنوار من ظاهري ... غير عجيب، وباطني مأواكا (3)
... يعبق المسك، حيثما ذكر اسمي، ... منذ ناديتني أقبّل فاكا (4)
... ويضوع العبير في كلّ ناد، ... وهو ذكر، معبّر عن شذاكا (5)
... قال لي حسن كلّ شيء تجلّى: ... بي تملّى! فقلت: قصدي وراكا (6)
م. ص. الدياجي كناية عن المظاهر الكونية باعتبار نظر أهل الغفلة والاحتجاب إليها. ولنا كناية عن معشر العارفين والأولياء الصالحين. والغر كناية عن اشراق النفوس بنوره.
ومتى غبت ظاهرا عن عياني، ... ألفه، نحو باطني، ألقاكا (1)
... أهل بدر ركب، سريت بليل، ... فيه، بل سار في نهار ضياكا (2)
... واقتباس الأنوار من ظاهري ... غير عجيب، وباطني مأواكا (3)
... يعبق المسك، حيثما ذكر اسمي، ... منذ ناديتني أقبّل فاكا (4)
... ويضوع العبير في كلّ ناد، ... وهو ذكر، معبّر عن شذاكا (5)
... قال لي حسن كلّ شيء تجلّى: ... بي تملّى! فقلت: قصدي وراكا (6)
(1) عياني: مشاهدتي. ألفه: أجده.
المعنى مهما ابتعدت عن ناظري فأنت موجود في داخلي وكياني والخطاب إلى المحبوب الحقيقي.
(2) الركب: راكبو الإبل المستعدون للسفر. سريت: مشيت ليلا.
م. ص. أهل بدر أصحاب الغزوة المشهورة وهم كناية عن العارفين بالله وأمره.
والركب إشارة إلى الآية الكريمة {وَلَقَدْ كَرَّمْنََا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنََاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}
والضياء كناية عن انكشاف نور التجلي للأولياء العارفين.
(3) معنى البيت ان ظهر الضياء على ملامحي فلا عجب في ذلك لأن مأواك في قلبي ولا بد ان يفيض باطني على ظاهري من نورك.
م. ص. في البيت إشارة إلى قول الرسول (صلّى اللََّه عليه وسلّم) «ما وسعني سماواتي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن».
(4) يعبق: يفوح وينتشر. فاك: فمك.
م. ص. فاك كناية عن مصدر الكلام الإلهي والتقبيل كناية عن كشف الذات لحقيقة الوجود الحق.
(5) يضوع: ينتشر. النادي. مكان اجتماع القوم. الذكر: الصيت.
م. ص: العبير كناية عن مجموع الصفات والأسماء الإلهية.
(6) تجلي: ظهر جليا وواضحا. تملّى: تمنع وتحصن. وراك: وراءك.
معنى البيت ان الحسن قال لي تحصن بي فقلت له ان غايتي هي أبعد منك فاخدع بزينتك غيري.
م. ص. ترك الحسن كناية عن التعلق بجمال الرحمن. فالجمال الحسي فان أمّا الجمال الروحاني فباق.
لي حبيب أراك فيه معنّى، ... عزّ غيري، وفيه، معنى، أراكا (1)
... إن تولّى على النّفوس تولّى، ... أو تجلّى يستعبد النّساكا (2)
... فيه عوّضت عن هداي ضلالا، ... ورشادي غيّا، وستري انهتاكا (3)
... وحدّ القلب حبّه، فالتفاتي ... لك شرك، ولا أرى الإشراكا (4)
... يا أخا العذل فيمن الحسن، مثلي ... هام وجدا به، عدمت أخاكا (5)
... لو رأيت الذي سباني فيه ... من جمال، ولن تراه، سباكا (6)
... ومتى لاح لي اغتفرت سهادي، ... ولعينيّ، قلت: هذا بذاكا (7)
م. ص. ترك الحسن كناية عن التعلق بجمال الرحمن. فالجمال الحسي فان أمّا الجمال الروحاني فباق.
لي حبيب أراك فيه معنّى، ... عزّ غيري، وفيه، معنى، أراكا (1)
... إن تولّى على النّفوس تولّى، ... أو تجلّى يستعبد النّساكا (2)
... فيه عوّضت عن هداي ضلالا، ... ورشادي غيّا، وستري انهتاكا (3)
... وحدّ القلب حبّه، فالتفاتي ... لك شرك، ولا أرى الإشراكا (4)
... يا أخا العذل فيمن الحسن، مثلي ... هام وجدا به، عدمت أخاكا (5)
... لو رأيت الذي سباني فيه ... من جمال، ولن تراه، سباكا (6)
... ومتى لاح لي اغتفرت سهادي، ... ولعينيّ، قلت: هذا بذاكا (7)
(1) المعنّى: المريض.
(2) تولى: استولى وتسلط. تولى الثانية: أعرض. النساك: العابدون.
م. ص. تجلى كناية عن ظهور النور الإلهي في صدور العارفين.
(3) رشادي: هدايتي. انتهاك الستر: كشفه.
م. ص. الهدى هدى النفس بعينها وهو غواية ما لم تهتد بأمر الخالق.
(4) التفاني: الموت والفناء في الحبيب.
م. ص. وحد القلب حبّه دليل على وحدانية الخالق والتعلق به لأن الانشغال بغيره يعتبر كفرا وشركا بوحدانيته.
(5) أخ العذل: اللائم. هام: أحب وهنا سار على غير هدى.
م. ص. عدم المؤاخاة كناية عن تصنيف البشر بين الجاهلين والعارفين.
(6) سباني: اسرني بسحره.
م. ص. في البيت إشارة إلى الآية {فَأَغْشَيْنََاهُمْ فَهُمْ لََا يُبْصِرُونَ} فالأعمى لا يرى البدر حتى ولو كان كاملا.
(7) السهاد: مفارقة النوم.
م. ص. إن السهاد والسهر للََّه تعالى هو من اللذة بمكان يعادل النوم معدم النوم طلبا للََّه يعادل راحة الجسد. مقوله هذا كناية عن لذة رؤية المحبوب الحقيقي الذي لاح له وقوله ذاك كناية عن الألم الذي حصله من جرّاء سهره.
والحمد للََّه رب العالمين








مصادر و المراجع :

١- ديوان ابن الفارض

المؤلف: ابن الفارض، هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي (632)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید