المنشورات

يا صاحبي هذا العقيق فقف به

[البحر الكامل] ما بين ضال «المنحنى» وظلاله، ... ضلّ المتيّم، واهتدى بضلاله (1)
... وبذلك الشّعب اليماني منية ... للصبّ، قد بعدت على آماله (2)
... يا صاحبي، هذا «العقيق» فقف به ... متوالها، إن كنت لست بواله (3)
... وانظره عنّي، إنّ طرفي عاقني ... إرسال دمعي فيه عن إرساله (4)
__________
(1) الضال: نوع من الشجر. المنحنى: موضع. ضل: تاه. المتيم: العاشق.
المعنى الصوفي: الضال كناية عن حضرة العلم الإلهي والمنحني كناية عن وجود الحق المطلق فكأنه ينحني بالنظر إلى من يراه. والظلال في آخر صدر البيت كناية عن العوالم السفلية التي هي ظلال العوالم الربانية وضل المتيم كناية عن فناء العاشق في الوجود الحق.
(2) الشعب: بكسر الشين: الطريق في الجبل. المنية بضم الميم: المطلوب والغاية.
الصّب: العاشق.
م. ص. الشعب اليماني كناية عن الركن إلى يمين الكعبة. والمنية كناية عن الوصول إلى الحضرة الإلهية والبعد كناية عن تنزه هذه الحضرة عن مشابهة الأكوان.
(3) العتيق: موضع قرب مكة. المتواله: الحائر.
م. ص. يا صاحبي نداء إلى عقله الملازم له والوقوف إشارة إلى عدم تخطي المكان لأنه هو المقصود. وهو سدرة منتهى مدارك العقول.
(4) طرفي: نظري. عاقني: منعني. الإرسال: اطلاق الدمع والإرسال في آخر البيت إطلاق النظر.
م. ص. الإرسال كناية عن فناء النفس وزوالها في الوجود الحق.
واسأل غزال كناسه: هل عنده ... علم بقلبي في هواه، وحاله (1)
... وأظنّه لم يدر ذلّ صبابتي، ... إذ ظلّ ملتهيا بعزّ جماله (2)
... تفديه مهجتي، التي تلفت، ولا ... منّ عليه، لأنّها من ماله (3)
... أترى درى أنّي أحنّ لهجره، ... إذ كنت مشتاقا له كوصاله (4)
... وأبيت سهرانا أمثّل طيفه، ... للطّرف، كي ألقى خيال خياله ... لا ذقت يوما راحة من عاذل، ... إن كنت ملت لقيله ولقاله (5)
... فو حقّ طيب رضى الحبيب، ووصله، ... ما ملّ قلبي حبّه لملاله (6)
... واها إلى ماء العذيب وكيف لي ... بحشاي، لو يطفى ببرد زلاله (7)
... ولقد يجلّ، عن اشتياقي، ماؤه، ... شرفا، فوا ظمئي للامع آله! (8)
__________
(1) الكناس: بيت الغزال.
م. ص. الكناس كناية عن الحضرة العلية والغزال كناية عن الإنسان العارف البعيد عن عوالم الجاهلين.
(2) لم يدر: لم يعرف. الصبابة: شدة العشق.
(3) تلفت: فنيت. المنّ: التعيير بالعطاء.
(4) م. ص. الهجر كناية عن مفارقة الصور الحسية والوصال كناية عن التعلق بالعلوم الرحمانية.
(5) القيل والقال: كلام الشر واكثر ما تستعمل هذه العبارة للدلالة على الكلام الذي لا طائل منه.
(6) الملال: الصد والهجران.
م. ص. الخطاب للمحبوب الحقيقي والقسم بعظمته والوصال كناية عن التعلق بتجلياته وما يفيض عنه.
(7) واها: للتعجب والتلهف. والعذيب: موضع فيه ماء. الزلال: الماء البارد العذب.
م. ص. ماء العذيب كناية عن وجود الحق والحشا كناية عن قلب المريد العارف.
(8) ظمئي: عطشي. آله: سرابه. الآل: السراب.













مصادر و المراجع :

١- ديوان ابن الفارض

المؤلف: ابن الفارض، هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي (632)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید