المنشورات

هو الحب

[البحر الطويل] هو الحبّ فأسلم بالحشا، ما الهوى ... سهل، فما اختاره مضنى به، وله عقل (1)
... وعش خاليا، فالحبّ راحته عنا، ... وأوّله سقم، وآخره قتل (2)
... ولكن لديّ الموت فيه، صبابة ... حياة، لمن أهوى، عليّ بها الفضل (3)
... نصحتك علما بالهوى، والذي أرى ... مخالفتي، فاختر لنفسك ما يحلو (4)
... فإن شئت أن تحيا سعيدا، فمت به ... شهيدا، وإلّا فالغرام له أهل (5)
... فمن لم يمت في حبّه لم يعش به، ... ودون اجتناء النّحل ما جنت النّحل (6)
__________
(1) المضنى: المريض.
المعنى الصوفي: الحب هو المحبة الإلهية. وقوله فأسلم خطاب للسالك في طريق المعرفة والحشا كناية عن القلب والسلامة هي الموافقة لأمر اللََّه تعالى.
(2) العنا: العناء مخففة والعناء هو التعب. السقم: المرض.
(3) الصبابة: مرض العشق أو شدته.
م. ص. أراد بالموت الموت الاختياري لا الإجباري فمن خاف من الموت ليس بمؤمن. وقوله من أهوى يعود إلى القدرة الربانية العظيمة.
(4) م. ص. الخطاب للسالك العالم فيقول له ان أحببت وعشقت طلبا للوصول إلى الصور الفانية فحبه قاتل له وأما من أحب وعشق للأنوار الرحمانية فقد فاز وسلم من الموت.
(5) فالغرام له أهل: اترك الغرام لغيرك لأنك غير جدير به.
م. ص. قوله إذا شئت ان تحيا فمت إشارة إلى الآية الكريمة: {وَلََا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللََّهِ أَمْوََاتاً بَلْ أَحْيََاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
(6) جنى النحل: العسل. جنت: أكسبت. جنت النحل: اعطت جناها وهو اللسع والوخز.
م. ص. اجتناء النحل هو اقتطاف عسل العلوم والمعارف الإلهية ووخز النحل كناية عن الذين لا يحسنون العمل الصالح فيقلب عملهم إلى سيئات تلسعهم حين لقاء ربهم.
تمسّك بأذيال الهوى، واخلع الحيا ... وخلّ سبيل الناسكين، وإن جلّوا (1)
... وقل لقتيل الحبّ: وفّيت حقّه، ... وللمدعي: هيهات ما الكحل الكحل (2)
... تعرّض قوم للغرام، وأعرضوا، ... بجانبهم، عن صحّتي فيه، واعتلوا (3)
... رضوا بالأماني، وابتلوا بحظوظهم، ... وخاضوا بحار الحبّ، دعوى فما ابتلّوا (4)
... فهم في السّرى لم يبرحوا من مكانهم ... وما ظعنوا في السّير عنه، وقد كلّوا (5)
... وعن مذهبي، لمّا استحبّوا العمى على ... الهدى حسدا من عند أنفسهم ضلّوا (6)
... أحبّة قلبي، والمحبّة شافعي ... لديكم، إذا شئتم بها اتّصل الحبل (7)
م. ص. اجتناء النحل هو اقتطاف عسل العلوم والمعارف الإلهية ووخز النحل كناية عن الذين لا يحسنون العمل الصالح فيقلب عملهم إلى سيئات تلسعهم حين لقاء ربهم.
تمسّك بأذيال الهوى، واخلع الحيا ... وخلّ سبيل الناسكين، وإن جلّوا (1)
... وقل لقتيل الحبّ: وفّيت حقّه، ... وللمدعي: هيهات ما الكحل الكحل (2)
... تعرّض قوم للغرام، وأعرضوا، ... بجانبهم، عن صحّتي فيه، واعتلوا (3)
... رضوا بالأماني، وابتلوا بحظوظهم، ... وخاضوا بحار الحبّ، دعوى فما ابتلّوا (4)
... فهم في السّرى لم يبرحوا من مكانهم ... وما ظعنوا في السّير عنه، وقد كلّوا (5)
... وعن مذهبي، لمّا استحبّوا العمى على ... الهدى حسدا من عند أنفسهم ضلّوا (6)
... أحبّة قلبي، والمحبّة شافعي ... لديكم، إذا شئتم بها اتّصل الحبل (7)
(1) تمسك بأذيال الهوى مجاز معناه لازم الحب ولا تفارقه. الحيا: الحياء مخففة لضرورة الشعر. خلّ: اترك. السبيل: الطريق. الناسكون: العابدون.
(2) معنى البيت قل لمن يدعي بلسانه ولا يعتقد بنفسه لقد بعد عنك ما تريده وتطلبه فإن التكحل المصنوع ليس كالكحل المطبوع.
م. ص. قتيل الحب هو قتيل المحبة الإلهية وهو شهيد عند ربه كما نصت الآية. {وَلََا تَحْسَبَنَّ} {يُرْزَقُونَ}
(3) تعرض: تصدى. اعرضوا: مالوا بنظرهم عنه.
م. ص. الغرام: العشق الإلهي والصحة كناية عن موافقة الحق.
(4) الأماني: مفردها الامنية وهي مطلب النفس. الدعوى: الأمر الكاذب.
م. ص. الدعوى كناية عن ادعاء الكذب في امر اللََّه وفي خوض بحار علمه وقوله ابتلّوا من المبلل أي رغم خوضهم لبحار المحبة لم تبتل أجسادهم ولا أرواحهم بتلك المياه لأنهم لم يعرفوا المحبة الحقة.
(5) السري: سير الليل. لم يبرحوا: لم يغادروا. ظعنوا: رحلوا. كلّوا: تعبوا.
م. ص. السري: سير العارفين لأن الليل وقت العبادة. وقوله لم يبرحوا معناه انه لم يحققوا شيئا ممّا يطلبون لان نفوسهم أمّارة بالسوء وقوله كلوا دليل على ان أعمالهم ورياضاتهم قد حبطت.
(6) ضلوا: تاهوا.
م. ص. مذهبي كناية عن اعماله وهي الاشتغال بالتقوى في القلب والانهماك في أعمال الباطن لا أعمال الظاهر. والعمل كناية عن غفلة النفس وعدم التيقظ لأمر اللََّه تعالى وفي البيت إشارة للآية الكريمة: {وَأَمََّا ثَمُودُ فَهَدَيْنََاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى ََ عَلَى الْهُدى ََ}.
(7) م. ص. الخطاب للأحبة وقد أضافهم إلى القلب والمحبة عائدة للأسماء والصفات الربانية الظاهرة بآثارها في عوالم الأكوان. وقوله اتصل الحبل إشارة إلى قوله تعالى:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللََّهِ جَمِيعاً وَلََا تَفَرَّقُوا}.
عسى عطفة منكم عليّ بنظرة، ... فقد تعبت بيني وبينكم الرّسل (1)
... أحبّاي أنتم، أحسن الدّهر أم أسا ... فكونوا كما شئتم، أنا ذلك الخلّ (2)
... إذا كان حظي الهجر، منكم، ولم يكن ... بعاد، فذاك الهجر عندي هو الوصل (3)
... وما الصّدّ إلّا الودّ، ما لم يكن قلى، ... وأصعب شيء غير أعراضكم سهل (4)
... وتعذيبكم عذب لديّ، وجوركم ... عليّ، بما يقضي الهوى لكم، عدل (5)
... وصبري صبر عنكم، وعليكم، ... أرى أبدا عندي مرارته تحلو (6)
... أخذتم فؤادي، وهو بعضي، فما الذي ... يضرّكم لو كان عندكم الكلّ (7)
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللََّهِ جَمِيعاً وَلََا تَفَرَّقُوا}.
عسى عطفة منكم عليّ بنظرة، ... فقد تعبت بيني وبينكم الرّسل (1)
... أحبّاي أنتم، أحسن الدّهر أم أسا ... فكونوا كما شئتم، أنا ذلك الخلّ (2)
... إذا كان حظي الهجر، منكم، ولم يكن ... بعاد، فذاك الهجر عندي هو الوصل (3)
... وما الصّدّ إلّا الودّ، ما لم يكن قلى، ... وأصعب شيء غير أعراضكم سهل (4)
... وتعذيبكم عذب لديّ، وجوركم ... عليّ، بما يقضي الهوى لكم، عدل (5)
... وصبري صبر عنكم، وعليكم، ... أرى أبدا عندي مرارته تحلو (6)
... أخذتم فؤادي، وهو بعضي، فما الذي ... يضرّكم لو كان عندكم الكلّ (7)
(1) م. ص. الخطاب للحضرات الإلهية الظاهرة بالآثار الكونية والنظرة هي طلب الاعتناء بأمره والنظر في حاله.
(2) أسا: أساء وهي ضد احسن. الخل: الصديق الوفي.
م. ص. الدهر من اسماء اللََّه. قال (صلّى اللََّه عليه وسلّم) لا تسبوا الدهر فإن اللََّه هو الدهر وإنما عدل ابن الفارض عن التسمية الصريحة لأن من عادة العرب ان ترد الإساءة إليه سبحانه وذلك في ردّ الأمور إلى أسبابها الظاهرة. والخل كناية عن المحب الصادق المتعلق بالمحبوب الحقيقي وهو اللََّه سبحانه وتعالى.
(3) م. ص. الهجر كناية عن ترك المناجاة الإلهية في السر وعدم الاعتناء بأمر اللََّه تعالى.
(4) القلى: البغض. الصد: الهجر والقطيعة. الود: المحبة.
م. ص. الصد كناية عن الإعراض عن امر اللََّه تعالى والود كناية عن التعلق بحبائله والإعراض كناية عن العقاب الذي يوجهه الرحمن للعبد وأصعب البلايا يهون أمام هذا الإعراض.
(5) الجور: الظلم.
م. ص. الجور كناية عن عدم استجابة المحبوب الحقيقي على الدوام وعدم النظر إلى العبد المؤمن يعتبره المؤمن جورا وظلما له بينما لا يجوز للعبد ان يتقول بهذا الأمر لأن اللََّه حليم حكيم في أمره.
(6) الصبر: نبات مر الطعم.
م. ص. الصبر كناية عن تحمل المشاق بما يكابده المؤمن في سلوك طريق اللََّه تعالى.
(7) م. ص. أخذتم: الخطاب للأحبة أي للأسماء والصفات الإلهية والفؤاد هو العقل بلغة الصوفية والكل كناية عن الروح والجسد.
نأيتم، فغير الدّمع لم أر وافيا، ... سوى زفرة، من حرّ نار الجوى، تغلو (1)
... فسهدي حيّ، في جفوني، مخلّد، ... ونومي، بها ميت، ودمعي له غسل (2)
... هوى طلّ ما بين الطّلول، دمي فمن ... جفوني جرى بالسفح من سفحه وبل (3)
... تباله قومي، إذ رأوني متيّما، ... وقالوا: بمن هذا الفتى مسّه الخبل (4)
... وماذا عسى عنّي يقال سوى غدا، ... بنعم، له شغل؟! نعم لي بها شغل (5)
... وقال نساء الحيّ: عنّا بذكر من ... جفانا، وبعد العزّ لذّ له الذّلّ (6)
... إذا أنعمت نعم عليّ بنظرة، ... فلا أسعدت سعدى ولا أجملت جمل (7)
... وقد صدئت عيني برؤية غيرها، ... ولثم جفوني تربها، للصّدا يجلو (8)
(7) م. ص. أخذتم: الخطاب للأحبة أي للأسماء والصفات الإلهية والفؤاد هو العقل بلغة الصوفية والكل كناية عن الروح والجسد.
نأيتم، فغير الدّمع لم أر وافيا، ... سوى زفرة، من حرّ نار الجوى، تغلو (1)
... فسهدي حيّ، في جفوني، مخلّد، ... ونومي، بها ميت، ودمعي له غسل (2)
... هوى طلّ ما بين الطّلول، دمي فمن ... جفوني جرى بالسفح من سفحه وبل (3)
... تباله قومي، إذ رأوني متيّما، ... وقالوا: بمن هذا الفتى مسّه الخبل (4)
... وماذا عسى عنّي يقال سوى غدا، ... بنعم، له شغل؟! نعم لي بها شغل (5)
... وقال نساء الحيّ: عنّا بذكر من ... جفانا، وبعد العزّ لذّ له الذّلّ (6)
... إذا أنعمت نعم عليّ بنظرة، ... فلا أسعدت سعدى ولا أجملت جمل (7)
... وقد صدئت عيني برؤية غيرها، ... ولثم جفوني تربها، للصّدا يجلو (8)
(1) نأيتم: بعدتم. وافيا: كاملا. الجوى: الحزن والمرض.
م. ص. النأي هو اعراض المحبوب الحقيقي عنه وأبعاده عن التجليات الربانية.
(2) سهدي: أرقي. مخلّد: أزلي أو دائم.
(3) طلّ دمي: اهدره. الطلول الآثار البائدة. السفح والوبل المطر العزير.
م. ص. الطلول كناية عن جسده البالي والمعنى ان الهوى أهدر دمي وخرّب جسدي فجرت مياه المعرفة الربانية من جفوني.
(4) تباله قومي: أظهروا البله أي الجنون. المتيم: العاشق. مسّه الخبل: أصابه الجنون.
(5) م. ص. نعم اسم انثوي وهو كناية عن الحضرة الإلهية والشغل كناية عن حب هذه الحضرة والاشتغال بها عمّا عداها.
(6) م. ص. ان من عرف اللََّه تعالى أدرك حقيقة فناء المخلوقات فلا يكون عنده عزّ إلا عز اللََّه جل وعلا. وكل ما عدا ذلك يعتبر ذلا وهوانا.
(7) نعم وسعدى وجمل أسماء الحبيبات. اسعدت: أسرت وأفرحت. أجملت: قدمت الجميل واسدته.
م. ص. نعم كناية عن الحضرة الإلهية كما مر سابقا. والنظرة كناية عن رؤية التجليات بستائر الأكوان ومظاهر الصور والأعيان.
(8) صدئت عيني: تلفت لكثرة ما علاها من القيح والغبار وبالتالي تعطلت الرؤيا عنده.
الترب: التراب.
م. ص. صدئت عيني تكاثرت ذنوبها فمنعت من اجتلاء الرؤيا كما يقع الغبار على المرآة فيمنع النور عنها. وقوله للصدا يجلو كناية عن انكشاف نور الحقيقة في الحضرة والأسماء الإلهية فتجلت له هذه الحضرة وفنيت وبادت الحجب التي تمنعها عنه.
وقد علموا انّي قتيل لحاظها، ... فإنّ لها، في كلّ جارحة، نصل (1)
... حديثي قديم في هواها، وما له، ... كما علمت، بعد، وليس لها قبل (2)
... وما لي مثل في غرامي بها، كما ... غدت فتنة، في حسنها، ما لها مثل (3)
... حرام شفا سقمي لديها، رضيت ما ... به قسمت لي في الهوى، ودمي حلّ (4)
... فحالي وإن ساءت فقد حسنت به، ... وما حطّ قدري في هواها به أعلو ... وعنوان ما فيها لقيت، وما به، ... شقيت، وفي قولي اختصرت ولم أغل (5)
... خفيت ضنى، حتى لقد ضلّ عائدي ... وكيف ترى العوّاد من لا له ظلّ (6)
... وما عثرت عين على أثري، ولم ... تدع لي رسما في الهوى الأعين النّجل (7)
م. ص. صدئت عيني تكاثرت ذنوبها فمنعت من اجتلاء الرؤيا كما يقع الغبار على المرآة فيمنع النور عنها. وقوله للصدا يجلو كناية عن انكشاف نور الحقيقة في الحضرة والأسماء الإلهية فتجلت له هذه الحضرة وفنيت وبادت الحجب التي تمنعها عنه.
وقد علموا انّي قتيل لحاظها، ... فإنّ لها، في كلّ جارحة، نصل (1)
... حديثي قديم في هواها، وما له، ... كما علمت، بعد، وليس لها قبل (2)
... وما لي مثل في غرامي بها، كما ... غدت فتنة، في حسنها، ما لها مثل (3)
... حرام شفا سقمي لديها، رضيت ما ... به قسمت لي في الهوى، ودمي حلّ (4)
... فحالي وإن ساءت فقد حسنت به، ... وما حطّ قدري في هواها به أعلو ... وعنوان ما فيها لقيت، وما به، ... شقيت، وفي قولي اختصرت ولم أغل (5)
... خفيت ضنى، حتى لقد ضلّ عائدي ... وكيف ترى العوّاد من لا له ظلّ (6)
... وما عثرت عين على أثري، ولم ... تدع لي رسما في الهوى الأعين النّجل (7)
(1) اللحاظ: واحدها اللحظ وهو مؤخر العين. الجارحة: العضو في الجسد. النصل:
جديدة السهم والرمح والسيف.
م. ص: اللحظ كناية عن التجليات الربانية. والنصل كناية عن القوة العظمى واثرها في نفوس المريدين العارفين.
(2) حديثي بمعنى كلامي وقصة حبي معها. فهي شغله الشاغل فيما مضى وإلى ما يشاء اللََّه.
م. ص. حديثه القديم كناية عن تعلقه الازلي بالأسماء والصفات العلية فإن العلم الإلهي قديم محيط بالواجبات والممكن والمستحيل.
(3) المعنى: كما انفردت في حسنها دون سواها تفردت في حبي لها دون سواي.
(4) الشفا: الشفاء مخففة لاستقامة الوزن والشفاء هو البرء. سقمي: مرضي. حلّ:
حلال.
م. ص. الحديث عن المحبوبة الحقيقية وهي الحضرة الإلهية. والهوى كناية عن الوجد وحالات العشق الإلهي. والدم الحلال كناية عن الشهادة في سبيل اللََّه. وفي ذلك إشارة إلى قوله تعالى: {وَلََا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللََّهِ أَمْوََاتاً بَلْ أَحْيََاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.}
(5) لم أغل: لم أبالغ في قولي. الضنى: المرض.
والمعنى ان جسمي فني وإذا كان زواري في مرضي لا يرون لي جسما فكيف يرون لي ظلا.
(6) لم أغل: لم أبالغ في قولي. الضنى: المرض.
والمعنى ان جسمي فني وإذا كان زواري في مرضي لا يرون لي جسما فكيف يرون لي ظلا.
(7) عثرت: وجدت. الرسم: الأثر الباقي. النجل: مفردها النجلاء وهي العين الواسعة.
م. ص. العين كناية عن عين البصيرة وهي العقل والرسم كناية عن فنائه في اللََّه تعالى.
ولي همّة، تعلو، إذا ما ذكرتها، ... وروح بذكراها، إذا رخصت، تغلو (1)
... جرى حبّها مجرى دمي في مفاصلي، ... فأصبح لي، عن كلّ شغل، بها شغل ... فنافس ببذل النّفس فيها أخا الهوى ... فإن قبلتها منك، يا حبّذا البذل (2)
... فمن لم يجد، في حبّ نعم، بنفسه، ... ولو جاد بالدّنيا، إليه انتهى البخل (3)
... ولولا مراعاة الصّيانة، غيرة ... ولو كثروا أهل الصّبابة، أو قلّوا (4)
... لقلت لعشّاق الملاحة: أقبلوا ... إليها، على رأيي، وعن غيرها ولّوا (5)
... وإن ذكرت يوما، فخرّوا لذكرها ... سجودا، وإن لاحت الى وجهها صلّوا (6)
... وفي حبّها بعت السعادة بالشّقا، ... ضلالا، وعقلي عن هداي، به عقل (7)
م. ص. العين كناية عن عين البصيرة وهي العقل والرسم كناية عن فنائه في اللََّه تعالى.
ولي همّة، تعلو، إذا ما ذكرتها، ... وروح بذكراها، إذا رخصت، تغلو (1)
... جرى حبّها مجرى دمي في مفاصلي، ... فأصبح لي، عن كلّ شغل، بها شغل ... فنافس ببذل النّفس فيها أخا الهوى ... فإن قبلتها منك، يا حبّذا البذل (2)
... فمن لم يجد، في حبّ نعم، بنفسه، ... ولو جاد بالدّنيا، إليه انتهى البخل (3)
... ولولا مراعاة الصّيانة، غيرة ... ولو كثروا أهل الصّبابة، أو قلّوا (4)
... لقلت لعشّاق الملاحة: أقبلوا ... إليها، على رأيي، وعن غيرها ولّوا (5)
... وإن ذكرت يوما، فخرّوا لذكرها ... سجودا، وإن لاحت الى وجهها صلّوا (6)
... وفي حبّها بعت السعادة بالشّقا، ... ضلالا، وعقلي عن هداي، به عقل (7)
(1) الهمة: العزيمة. تغلو: يرتفع ثمنها.
الحديث عن الحضرة الإلهية والهمة كناية عن عمله الدؤوب في سبيل اللََّه والذكرى ذكرى المحبوبة والروح نفس المريد لأن من عرف نفسه عرف ربه.
(2) نافس: غالب وأطلب النفيس. البذل: العطاء.
م. ص. أخ الهوى كناية عن العارفين الأولياء والهاء في قبلتها يعود إلى المحبوبة الحقيقية وهي الحضرة الإلهية العلية.
(3) لم يجد: لم يتكرم.
م. ص. الجود بالنفس من كرامات واعمال السالكين ولا يحرزون هذا الأمر حتى يخرجوا عن أنفسهم ويزهدوا في الدنيا.
(4) الصيانة: الحفظ.
م. ص. الصيانة كناية عن حفظ الأشياء الخمسة التي فرضها الدين الإسلامي الحنيف وهي الدين والدم والعقل والمال والعرض.
(5) أقبلوا: اقدموا وهي عكس ولوا في آخر البيت.
م. ص. عشاق الملاحة هم المفتونون بمحاسن الأكوان من النساء والأموال والمآكل والمشارب والهاء في غيرها عائد للمحبوبة الحقيقية.
(6) خروا: وقعوا وهنا بمعنى سجدوا. لاحت: ظهرت.
(7) الشقا: الشقاء مخففة لاستقامة الوزن. الضلال عكس الرشاد.
م. ص. بعث السعادة كناية عن السعادة الدنيوية التي يرغب فيها الغافلون. وبيعها كناية عن ترك هذه اللذة الدنيوية والالتفات إلى امر الخالق تعالى.
وقلت لرشدي والتنسّك، والتّقى، ... تخلّوا، وما بيني وبين الهوى خلّوا (1)
... وفرّغت قلبي عن وجودي، مخلصا، ... لعلّي في شغلي بها، معها أخلو (2)
... ومن أجلها، أسعى لمن بيننا سعى، ... وأعدو، ولا أعدو لمن دأبه العذل (3)
... فأرتاح للواشين بيني وبينها ... لتعلم ما ألقى، وما عندها جهل (4)
... وأصبو (5) إلى العذّال، حبّا لذكرها ... وكلّي، إن حدّثتهم ألسن تتلو (6)
... تخالفت الأقوال فينا، تباينا، ... برحم ظنون، بيننا، ما لها أصل (7)
... فشنّع قوم بالوصال، ولم تصل ... وارجف بالسّلوان قوم، ولم أسل (8)
م. ص. بعث السعادة كناية عن السعادة الدنيوية التي يرغب فيها الغافلون. وبيعها كناية عن ترك هذه اللذة الدنيوية والالتفات إلى امر الخالق تعالى.
وقلت لرشدي والتنسّك، والتّقى، ... تخلّوا، وما بيني وبين الهوى خلّوا (1)
... وفرّغت قلبي عن وجودي، مخلصا، ... لعلّي في شغلي بها، معها أخلو (2)
... ومن أجلها، أسعى لمن بيننا سعى، ... وأعدو، ولا أعدو لمن دأبه العذل (3)
... فأرتاح للواشين بيني وبينها ... لتعلم ما ألقى، وما عندها جهل (4)
... وأصبو (5) إلى العذّال، حبّا لذكرها ... وكلّي، إن حدّثتهم ألسن تتلو (6)
... تخالفت الأقوال فينا، تباينا، ... برحم ظنون، بيننا، ما لها أصل (7)
... فشنّع قوم بالوصال، ولم تصل ... وارجف بالسّلوان قوم، ولم أسل (8)
(1) الرشد: الهداية. النسك: العبادة. خلّوا: اتركوا.
م. ص. اتركوني مع العشق الإلهي ولا تدخلوا في هذه الموالح ودعوني أعالج سبل الهوى واسلك طريق الحقائق.
(2) فرغت قلبي: أخليته. أخلو: انفرد.
م. ص. فراغ القلب كناية عن التوجه لأمر اللََّه وترك كل امر سواه. وأخلوا كناية عن الخلوة التي يقضيها أهل اللََّه وينقطعون فيها للعبادة.
(3) أسعى: أمشي. سعى: قام بمسعى الصلح. أعدو: أسير مسرعا. دأبه: غايته.
العذل: اللوم.
م. ص. الكلام عن المحبوبة الحقيقية. والسعي كناية عن عمل الخير.
(4) الواشون: المفسدون.
م. ص. قوله ارتاح كناية عن الراحة والنشاط لممارسة أعمال اللََّه تعالى وما عندها جهل يقصد المحبوبة الحقيقية فهي عالمة بعلمها القديم.
(5) أصبو: أشتاق. العذال مفردها العاذل وهو اللائم.
م. ص. مقام المحبة محجوب دائما عن المحب فالمحب دائما يتقرب من الحبيبة وهي لعزتها وعظمتها وصعوبة الوصول إليها تحتجب عن طالبيها.
(6) تتلو: تتحدث بسيرتها.
(7) التباين: الاختلاف في الأقوال. رجم الظنون: القذف بالأقوال الكاذبة.
م. ص. ما لها أصل كناية عن أقوال الواشين الكاذبة حيث يتناولون اعمال المؤمن بألسنتهم السليطة.
(8) شنع: أذاع الأخبار السيئة. أرجف: كذّب. السلوان: النسيان. لم اسل: لم انس.
م. ص. المشنعون كناية عن طائفة الناس الغافلين عن معرفة اللََّه الذين يظنون ان المخلوق يصل إلى ادراك الخالق.
فما صدق التشنيع عنها، لشقوتي ... وقد كذبت عني الأراجيف والنقل (1)
... وكيف أرجّي وصل من لو تصوّرت حماها المنى، ... وهما، لضاقت بها السّبل (2)
... وإن وعدت لم يلحق الفعل، قولها، ... وإن أوعدت بالقول يسبقه الفعل (3)
... عديني بوصل، وامطلي بنجازه، ... فعندي، إذا صح الهوى، حسن المطل (4)
... وحرمة عهد بيننا، عنه لم أحل ... وعقد بأيد بيننا، ما له حلّ (5)
... لأنت، على غيظ النّوى، ورضى الهوى ... لديّ، وقلبي ساعة منك ما يخلو (6)
... ترى مقلتي يوما ترى من أحبّهم، ... ويعتبني دهري، ويجتمع الشّمل (7)
... وما برحوا معنى أراهم معي، فإن ... نأوا صورة، في الذّهن قام لهم شكل (8)
__________
(1) التشنيع: الكذب. الشقوة: التعاسة. الأراجيف: الأكاذيب.
(2) أرجي: آمل. الحمى: المكان المنيع المحمي. السبل: واحدها السبيل وهو الطريق.
م. ص. الحمى. كناية عن الحضرات والأسماء والصفات الإلهية والسبل هي طرقات الوصول إليها.
(3) أوعدت: هددت.
م. ص. إن وعدت بالخير أخرت ذلك الوعد إلى يوم القيامة وما وعدت به أمور لا فناء لها فوعدها البشرى بالجنة {لَهُمُ الْبُشْرى ََ فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا}.
(4) الوصل: اللقاء. امطلي: لا تفي بالوعد. نجازه: تحقيقه.
(5) حرمة العهد: المحافظة عليه. لم أحل: لم أغير أو اتبدل. العقد: الاتفاق.
م. ص. حرمة العهد كناية عن الثبات في طريق اللََّه واحترام مواثيقه {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى ََ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قََالُوا بَلى ََ}.
(6) الغيظ: الغضب. النوى: البعد. ما يخلو: لا يفرغ.
(7) المقلة: العين. يجتمع الشمل: يحصل اللقاء بعد الفرقة.
المعنى: إذا رأت عينه قوم الحبيبة فإنها تحبهم لأنهم أهلها وأهل الحبيبة هم أهل التقى السالكون طريق اللََّه تعالى.
(8) برحوا: غادروا. نأوا: ابتعدوا.
م. ص. ان صورتهم لا تفارق الذهن أينما بعدوا. فإن بعدت أجسادهم فإن ذكرهم دائما في البال وفي البيت إشارة إلى الآية الكريمة: {هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مََا كُنْتُمْ}.
فهم نصب عيني، ظاهرا، حيثما سروا، ... وهم في فؤادي، باطنا، أينما حلّوا (1)
... لهم أبدا مني حنوّ، وإن جفوا، ... ولي أبدا ميل إليهم، وإن ملّوا (2)
م. ص. ان صورتهم لا تفارق الذهن أينما بعدوا. فإن بعدت أجسادهم فإن ذكرهم دائما في البال وفي البيت إشارة إلى الآية الكريمة: {هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مََا كُنْتُمْ}.
فهم نصب عيني، ظاهرا، حيثما سروا، ... وهم في فؤادي، باطنا، أينما حلّوا (1)
... لهم أبدا مني حنوّ، وإن جفوا، ... ولي أبدا ميل إليهم، وإن ملّوا (2)













مصادر و المراجع :

١- ديوان ابن الفارض

المؤلف: ابن الفارض، هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي (632)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید