المنشورات

كم من ليلة

[البحر الكامل] أشاهد معنى حسنكم، فيلذّ لي ... خضوعي لديكم في الهوى، وتذلّلي (2)
... وأشتاق للمغنى الذي أنتم به، ... ولولاكم ما شاقني ذكر منزل (3)
... فلله، كم من ليلة، قد قطعتها ... بلذّة عيش، والرّقيب بمعزل (4)
... ونقلي مدامي، والحبيب منادمي، ... وأقداح أفراح المحبّة تنجلي (5)
... ونلت مرادي، فوق ما كنت راجيا ... فوا طربا، لو تم هذا ودام لي (6)
__________
(1) المعنى: المريض المنهك.
م. ص. المعنى المنهك من ممارسة الرياضة والعبادة وذلّي كناية عن ذل الميت بين يدي الحي الباقي وذلك ذل لا ينفك عن العبد ازلا وأبدا.
(2) معنى حسنكم: أثره وعلاماته. التذلل: الهوان والضعف.
المعنى الصوفي: الخطاب للاحبة من حيث الظهور الإلهي والحسن كناية عن الجمال الحقيقي في حضرة الأسماء الحسنى. وقوله لديكم أي في حضرتكم والحضرة هي حضرة الأكوان والهوى كناية عن المحبة الإلهية التي توجب الخضوع بين يدي المحبوب الحقيقي.
(3) المغنى: المنزل. شاقني: هاجني.
م. ص. المغنى كناية عن عالم الأكوان الذي هو من آثار المشيئة الإلهية والمنزل كناية عن الوطن الأصلي وهو علم الحق تعالى.
(4) م. ص. الليلة كناية عن النشأة الكونية ولذة العيش هي الحياة الربانية والرقيب كناية عن خاطر الأغيار والنفس المتقلبة. وقوله بمعزل كناية عن عدم استجابته للحياة الفانية ونسيانها.
(5) المدام: الخمر، منادمي: رفيقي في الشرب. تنجلي: تصفو.
م. ص. المدام كناية عن الغيبة عن الكائنات والحبيب هو اللََّه تعالى والأقداح كناية عن النشأة الكونية والعارفين الممتلئين من شراب العلوم الربانية المسكرة للعقول الإنسانية. {وَسَقََاهُمْ رَبُّهُمْ شَرََاباً طَهُوراً}.
(6) المراد: المطلوب والمقصود. ثمّ: دام.
م. ص. المراد كناية عن الوصال والقرب والمشاهدة لجمال وجه الحق تعالى وقوله لو تم لي يعني الاتحاد الحقيقي بعد الفناء الكلي في الوجود الحق.
لحاني عذولي، ليس يعرف ما الهوى ... وأين الشجيّ المستهام من الخلي (1)
... فدعني ومن أهوى، فقد مات حاسدي ... وغاب رقيبي، عند قرب مواصلي (2)
م. ص. المراد كناية عن الوصال والقرب والمشاهدة لجمال وجه الحق تعالى وقوله لو تم لي يعني الاتحاد الحقيقي بعد الفناء الكلي في الوجود الحق.
لحاني عذولي، ليس يعرف ما الهوى ... وأين الشجيّ المستهام من الخلي (1)
... فدعني ومن أهوى، فقد مات حاسدي ... وغاب رقيبي، عند قرب مواصلي (2)













مصادر و المراجع :

١- ديوان ابن الفارض

المؤلف: ابن الفارض، هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي (632)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید