المنشورات

نار ليلى

[البحر البسيط] هل نار ليلى بدت ليلا «بذي سلم» ... أم بارق لاح في «الزوراء»، فالعلم (3)
... أرواح «نعمان»، هلّا نسمة سحرا ... وماء «وجرة»، هلّا نهلة بفم (4)
... يا سائق الظّعن يطوي البيد معتسفا، ... طيّ السّجلّ، بذات الشّيح من إضم (5)
(1) الصاحي: الواعي الذي لم تؤثر الخمرة به. الحزم: الرأي السديد.
م. ص. ان المعرفة الإلهية عيش الحياة وكسب الوفاة ومن عاش خاليا منها فهو جسد بلا روح.
(2) السهم: النصيب.
م. ص. هذا البيت تأكيد للبيت السابق بأن من لم يعرف المحبة والحقيقة الرحمانية أضاع عمرا سدى بعيدا عن مسالك الإيمان والعرفان.
والحمد للََّه رب العالمين
(3) بدت: ظهرت. البارق. السحاب الحامل للبرق. لاح: ظهر. ذو سلم والزوراء والعلم: مواقع.
المعنى الصوفي: نار ليلى كناية عن ظهور الوجود الحق. والليل كناية عن ظلمة الأكوان وذو سلم كناية عن القلب السليم.
(4) أرواح: جمع ريح. هلا حرف يستعمل للتحضيض أو الطلب بشدة. السحر: اوائل الصباح. النهلة: المرة الواحدة من الشرب. نعمان ووجرة موضعان.
م. ص. أرواح نعمان كناية عن اقطاب المنازل والنسمة كناية عن الروح الآمري والسحر كناية عن بداية احوال السالكين ووجرة كناية عن ماء العلم الإلهي والنهلة هي العلوم الربانية التي تنعش نفس المريد.
(5) الظعن: الإبل المهيأة للرحيل والسفر. يطوي: يقطع البيد: جمع البيداء وهي الفلاة الواسعة المعتسف: التائه. ذات الشيح وإضم: موضعان.
م. ص. سائق الظعن كناية عن الروح الأعظم والبيد كناية عن المظاهر الكونية. وطي السجل كناية عن فناء النفوس البشرية وذات الشيح كناية عن الخلق تأكيدا للآية الكريمة {وَاللََّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبََاتاً ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهََا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرََاجاً}.
عج بالحمى، يا رعاك اللََّه، معتمدا ... خميلة الضّال، ذات الرّند والخزم (1)
... وقف «بسلع» وسل «بالجزع»: هل مطرت ... «بالرّقمتين»، أثيلات بمنسجم (2)
... ناشدتك اللََّه إن جزت «العقيق» ضحى، ... فاقر السّلام عليهم، غير محتشم (3)
... وقل تركت صريعا في دياركم، ... حيّا كميت، يعير السّقم للسّقم (4)
... فمن فؤادي لهيب ناب عن قبس ... ومن جفوني دمع فاض كالدّيم (5)
... وهذه سنّة العشّاق، ما علقوا ... بشادن، فخلا عضو من الألم (6)
م. ص. سائق الظعن كناية عن الروح الأعظم والبيد كناية عن المظاهر الكونية. وطي السجل كناية عن فناء النفوس البشرية وذات الشيح كناية عن الخلق تأكيدا للآية الكريمة {وَاللََّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبََاتاً ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهََا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرََاجاً}.
عج بالحمى، يا رعاك اللََّه، معتمدا ... خميلة الضّال، ذات الرّند والخزم (1)
... وقف «بسلع» وسل «بالجزع»: هل مطرت ... «بالرّقمتين»، أثيلات بمنسجم (2)
... ناشدتك اللََّه إن جزت «العقيق» ضحى، ... فاقر السّلام عليهم، غير محتشم (3)
... وقل تركت صريعا في دياركم، ... حيّا كميت، يعير السّقم للسّقم (4)
... فمن فؤادي لهيب ناب عن قبس ... ومن جفوني دمع فاض كالدّيم (5)
... وهذه سنّة العشّاق، ما علقوا ... بشادن، فخلا عضو من الألم (6)
(1) عج: فعل امر من عاج بمعنى مال. الخميلة: الشجر الكثير. الضال: نوع من الشجر. الرند والخزم: زهر طيب الرائحة.
م. ص. الحمى كناية عن الصورة الرحمانية وتجلياتها وخميلة الضال كناية عن الدنيا ومخلوقاتها والرند كناية عن الأعمال الصالحة.
(2) سلع: جبل في المدينة. الجزع: منعطف الوادي. الرقمتان: موضع. الأثيلات:
شجر.
م. ص. الجزع كناية عن اللوح المحفوظ وفيه احوال العوالم والأمطار كناية عن العلوم المحمدية. والرقمتان كناية عن حضرة العلم الإلهي. وحضرة الإرادة الربانية.
والمنسجم كناية عن المطر الذي يجانس الدمع ودمعة المؤمن رحمة.
(3) نشدتك: سألتك. جزت: قطعت وتخطيت. العقيق: واد بالمدينة المنورة. الضحى:
أوائل الصباح. غير محتشم: غير خجل.
م. ص. العقيق كناية عن ورثة النور المحمدي والجواز كناية عن القيام بأعمالهم والضحى كناية عن اشراق شمس المعرفة. والاحتشام كناية عن جمال النفس.
(4) الصريع: القتيل. السقم: المرض.
م. ص. الصريع كناية عن نفسه المقتولة بسيوف المجاهدة في طريق العرفان والديار كناية عن الحضرات الربانية العلية.
(5) الفؤاد: القلب. اللهيب اشتعال النار الصافي من الدخان. القبس: الشعلة من النور.
الديم: جمع الديمة وهي السحابة الماطرة.
م. ص. اللهيب لهيب التجلي الإلهي والدمع كناية عن الرحمة لأن دمعة المؤمن رحمة. والديم كناية عن العلم الرباني والأمداد الرحماني.
(6) سنة العشاق: طريقتهم. الشادن: ولد الغزال.
م. ص. ان قبض الدموع يعبر عن التجليات الإلهية والعشاق هم السالكون والمريدون أصحاب النظر إلى الجمال الحقيقي والألم هو ألم المجاهدة الذي يلقاه المريد في طريق اللََّه تعالى والشادي عبارة عن الإنسان الذي لا يهدأ في سبيل الوصول إلى ما يريد.
يا لائما لامني في حبّهم، سفها، ... كفّ الملام، فلو أحببت لم تلم (1)
... وحرمة الوصل والودّ العتيق، وبالعهد ... الوثيق، وما قد كان في القدم (2)
... ما حلت عنهم بسلوان، ولا بدل ... ليس التبدّل والسّلوان من شيمي (3)
... ردّوا الرّقاد لجفني، علّ طيفكم ... بمضجعي زائر في غفلة الحلم (4)
... آها لايّامنا بالخيف، لو بقيت، ... عشرا، وواها عليها كيف لم تدم (5)
... هيهات، وا أسفي، لو كان ينفعني ... أو كان يجدي على ما فات، وا ندمي (6)
... عنّي إليكم، ظباء المنحنى، كرما ... عهدت طرفي لم ينظر لغيرهم (7)
... طوعا لقاض أتى في حكمه عجبا ... أفتى بسفك دمي في الحلّ والحرم (8)
__________
(1) السنه: الجهل. كف: أوقف.
م. ص. اللائم كناية عن الجاهل الغافل والحب هو حب المظاهر الإلهية المتجلي في صور الكون.
(2) الوصل لقاء المحب بالحبيب والود العتيق كناية عن المحبة الاصيلة. والعهد الوثيق هو عهد اللََّه تعالى.
(3) حلت: ابتعدت. السلوان: النسيان. الشيم: جمع الشيمة وهي الصفة والعادة.
الشيمة: الخلق.
(4) الرقاد: النوم. الطيف: الخيال. المضجع: مكان النوم.
م. ص. غفلة الحلم إشارة إلى الحديث الشريف «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا».
(5) آها: للتوجع والشكوى. الخيف: جبل بالحجاز خلف جبل أبي قبيس.
م. ص. الخيف كناية عن الطبائع البشرية والليالي العشر الأيام الثلاثة في وادي منى والليالي السبع في تأدية مناسك الفريضة والحج.
(6) المعنى: ان الأسف والندم لا ينفعان ولا يردان للإنسان ما كان عليه.
(7) م. ص. ظباء المنحنى: كناية عن حضرات الصفات والأسماء. وهذه الحضرات لا يميل طرفه إلّا إليها.
(8) الطوع: الانقياد.
م. ص. الحل كناية عما خرج من حرم مكة والحرم حرم مكة أي حرم اللََّه ورسوله فمن دخله كان آمنا.
أصمّ لم يسمع الشكوى، وأبكم لم ... يحر جوابا، وعن حال المشوق عمي (1)
م. ص. الحل كناية عما خرج من حرم مكة والحرم حرم مكة أي حرم اللََّه ورسوله فمن دخله كان آمنا.
أصمّ لم يسمع الشكوى، وأبكم لم ... يحر جوابا، وعن حال المشوق عمي (1)











مصادر و المراجع :

١- ديوان ابن الفارض

المؤلف: ابن الفارض، هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي (632)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید