المنشورات

أصلّي فأشدو بذكرها

[البحر الطويل] أدر ذكر من أهوى، ولو بملام، ... فإنّ أحاديث الحبيب مدامي (2)
... ليشهد سمعي من أحبّ، وإن نأى ... بطيف ملام، لا بطيف منام (3)
... فلي ذكرها يحلو على كلّ صيغة ... وإن مزجوه عذّلي بخصام (4)
... كأنّ عذولي، بالوصال، مبشّري، ... وإن كنت لم أطمع بردّ سلام ... بروحي من أتلفت روحي بحبّها ... فحان حمامي، قبل يوم حمامي (5)
... ومن أجلها طاب افتضاحي، ولذّ لي اطّرا ... حي، وذلّي، بعد عزّ مقامي (6)
... وفيها حلا لي، بعد نسكي، تهتّكي، ... وخلع عذاري، وارتكاب أثامي (7)
(1) الأصم: فاقد السمع والأبكم الذي لا يستطيع النطق. لم يحر جوابا: لم يرد. عمي:
فاقد النظر.
المعنى ان قاضي الهوى جائر في حكمه لا يعبأ بكبير ولا يشفق على صغير.
والحمد للََّه رب العالمين
(2) أدر: فعل امر اكثر ما يستعمل مع الخمر. مدامي: خمرتي.
م. ص. المدام كناية عن الغيبة الروحية وغفلة المريد عن كل امور الدنيا أثناء توجهه في العبادة.
(3) نأى: بعد. الطيف: الخيال.
م. ص. ليشهد سمعي كناية عن ان المحبوب لا يدرك بالحواس.
(4) الصيغة: الهيئة الحسنة. العذل: اللوام.
(5) اتلفت: أفسدت وأماتت. الحمام: الموت.
م. ص. في البيت إشارة إلى الحديث الشريف «موتوا قبل أن تموتوا» وباعتقاد الصوفية هناك ميتات أربع: الموت الأبيض وهو الجوع والموت الأخضر وهو لبس الثياب المرقعة والموت الأسود وهو تحمل أذى الخلق والموت الأحمر وهو مخالفة النفس في مشيئة اهوائها.
(6) م. ص. الافتضاح كناية عن ظهور عيبه أمام الغافلين الذي لا يعلمون حقيقة حاله.
(7) نسكي: عبادتي. التهتك: ارتكاب الأثم.
أصلّي، فأشدو حين أتلو، بذكرها، ... وأطرب في المحراب، وهي إمامي (1)
... وبالحج، إن أحرمت، لبيّت باسمها ... وعنها أرى الإمساك فطر صيامي (2)
... أروح بقلب، بالصبّابة، هائم، ... وأغدو بطرف، بالكآبة، هام (3)
... وشأني، بشأني، معرب وبما جرى ... جرى، وانتحابي معرب بهيامي (4)
... فقلبي وطرفي: ذا بمعنى جمالها ... معنّى، وذا مغرى بلين قوام (5)
... ونومي مفقود، وصبحي، لك البقا، ... وسهدي، موجود، وشوقي نام (6)
... وعقدي وعهدي: لم يحلّ ولم يحل ... ووجدي، وجدي، والغرام غرامي (7)
... يشفّ عن الأسرار جسمي من الضّنى ... فيغدو بها، معنى، نحول عظامي (8)
(7) نسكي: عبادتي. التهتك: ارتكاب الأثم.
أصلّي، فأشدو حين أتلو، بذكرها، ... وأطرب في المحراب، وهي إمامي (1)
... وبالحج، إن أحرمت، لبيّت باسمها ... وعنها أرى الإمساك فطر صيامي (2)
... أروح بقلب، بالصبّابة، هائم، ... وأغدو بطرف، بالكآبة، هام (3)
... وشأني، بشأني، معرب وبما جرى ... جرى، وانتحابي معرب بهيامي (4)
... فقلبي وطرفي: ذا بمعنى جمالها ... معنّى، وذا مغرى بلين قوام (5)
... ونومي مفقود، وصبحي، لك البقا، ... وسهدي، موجود، وشوقي نام (6)
... وعقدي وعهدي: لم يحلّ ولم يحل ... ووجدي، وجدي، والغرام غرامي (7)
... يشفّ عن الأسرار جسمي من الضّنى ... فيغدو بها، معنى، نحول عظامي (8)
(1) أشدو: أغني والمقصود ترتيل القرآن. المحراب موقف الإمام تجاه قبلة المصلين.
م. ص. الكلام عن المحبوبة الحقيقية وهي الحضرة الإلهية والامام كناية عن الشيخ العارف الذي يقتدي به أهل العلم والمعرفة.
(2) لبيت: عبارة عن التلبية المستحبة التي يطلقها الحجيج أثناء تأدية الفريضة بقولهم «لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك».
(3) شأني الأولى: دمعي وشأني الثاني أمري. جرى الأولى: سال جرى الثانية حصل.
انتحابي: شدة بكائي.
المعنى أن دمعي مبين لحالي لأنه يظهر ما جرى لي من خلال البكاء والنحيب.
(4) أروح: من الرواح وهو السير بعد الظهر. وأغدو: أسير قبل الظهر. الصبابة: مرض العشق. الطّرف: النظر. الكآبة: الحزن. هام: منسكب.
(5) المعنى: بضم الميم المتعب. المغري: المولع بالشيء.
المعنى أن قلبه تعب دائما لأنه يتصور جمال الحبيب وكذلك نظره لأنه مولع بالجمال.
(6) عبارة لك البقاء تستعمل في مقام التعزية والمقصود انه فقد نومه لكثرة اشتغاله بأمور الدين.
السهاد: السهر. النامي: المتعاظم.
م. ص. فقدان النوم كناية عن اليقظة الحقيقة والصبح رؤية نور الصباح الكوني والنور الإلهي.
(7) عقدي: وثاقي وعهدي لهم. لم يحل: لم ينفك. لم يحل بفتح الياء: لم يتبدل.
م. ص. العهد إشارة إلى الآية الكريمة {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى ََ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قََالُوا بَلى ََ} وهو عهد الربوبية للخالق تعالى.
(8) يشف: يرق. الضنا: النحول والضعف.
م. ص. أن جسمي لشدة ضعفه صار رقيقا شفافا تظهر الأسرار الإلهية منه.
طريح جوى حبّ، جريح جوانح، ... قريح جفون، بالدّوام دوامي (1)
... صريح هوى، جاريت من لطفي الهوا ... سحيرا، فأنفاس النّسيم لمامي (2)
... صحيح، عليل، فاطلبوني من الصّبا، ... ففيها، كما شاء النّحول، مقامي (3)
... خفيت ضنى، حتى خفيت عن الضّنى ... وعن برء أسقامي، وبرد أوامي (4)
... ولم أدر من يدري مكاني، سوى الهوى ... وكتمان أسراري، ورعي ذمامي (5)
... ولم يبق منّي الحبّ غير كآبة، ... وحزن، وتبريح، وفرط سقام (6)
... فأمّا غرامي واصطباري وسلوتي ... فلم يبق لي منهنّ غير أسامي (7)
م. ص. أن جسمي لشدة ضعفه صار رقيقا شفافا تظهر الأسرار الإلهية منه.
طريح جوى حبّ، جريح جوانح، ... قريح جفون، بالدّوام دوامي (1)
... صريح هوى، جاريت من لطفي الهوا ... سحيرا، فأنفاس النّسيم لمامي (2)
... صحيح، عليل، فاطلبوني من الصّبا، ... ففيها، كما شاء النّحول، مقامي (3)
... خفيت ضنى، حتى خفيت عن الضّنى ... وعن برء أسقامي، وبرد أوامي (4)
... ولم أدر من يدري مكاني، سوى الهوى ... وكتمان أسراري، ورعي ذمامي (5)
... ولم يبق منّي الحبّ غير كآبة، ... وحزن، وتبريح، وفرط سقام (6)
... فأمّا غرامي واصطباري وسلوتي ... فلم يبق لي منهنّ غير أسامي (7)
(1) الطريح: الذي لا يستطيع الحراك. الجوى: الحزن وهو الباطن. القريح: الجريح.
الدوامي: السائلة الدماء.
(2) الهوى الصريح: الحب الظاهر. جاريت: سايرت. السحير: تصغير السحر وهو آخر الليل.
م. ص. الهوى كناية عن المحبة الإلهية وأنفاس النسيم كناية عن تنفسات الروح الأعظم.
(3) العليل: المريض. الصبا: الريح الشرقية أو الشمالية الخفيفة. النحول: الهزال والضعف.
م. ص. الخطاب للمريدين والصبا كناية عن الروح الأعظم. والسقام كناية عن الفناء في الوجود الحق.
(4) البرء: الشفاء. الأسقام: الأمراض وواحدها السقم. أوامي: عطشي.
م. ص. إخفاء الضنى كناية عن الأشواق الداخلية والأوام: هو عطش المحبة الإلهية فلا يقبل عطشه الزوال لأن حالته هذه نابعة من قناعة وحب داخلي.
(5) رعي الذمام: الحفاظ على العهد.
م. ص. الهوى كناية عن المحبة الإلهية والأسرار كناية عن العلوم العلية الخفية عن مدارك العقول.
(6) الكآبة: الحزن. التبريح: شدة العشق. الفرط: المبالغة أو الزيادة. السقام: المرض.
م. ص. قوله مني يعني نشأته الكونية والحب كناية عن الحب الحقيقي للحضرات العلية.
(7) سلوتي: نسياني. الأسامي: الأسماء.
م. ص. الغرام هو العشق الإلهي والأسماء أو الأسامي كناية عن الأسماء الإلهية.
لينج، خليّ من هواي، بنفسه، ... سليما، ويا نفس: اذهبي بسلام ... وقال: اسل عنها، لائمي، وهو مغرم، ... بلومي فيها، قلت: فاسل ملامي (1)
... بمن أهتدي في الحبّ لو رمت سلوة ... وبي يقتدي، في الحبّ، كلّ إمام (2)
... وفي كلّ عضو فيّ كلّ صبابة ... إليها، وشوق جاذب بزمامي (3)
... تثنّت، فخلنا كلّ عطف تهزّه ... قضيب نقا، يعلوه بدر تمام (4)
... ولي كلّ عضو، فيه كلّ حشا بها، ... إذا ما رنت، وقع لكلّ سهام (5)
... ولو بسطت جسمي رأت كلّ جوهر، ... به كلّ قلب، فيه كلّ غرام (6)
... وفي وصلها، عام لديّ كلحظة ... وساعة هجران عليّ كعام (7)
... ولمّا تلاقينا عشاء، وضمّنا ... سواء سبيلي دارها وخيامي (8)
... وملنا كذا شيئا عن الحيّ، حيث لا ... رقيب، ولا واش بزور كلام (9)
م. ص. الغرام هو العشق الإلهي والأسماء أو الأسامي كناية عن الأسماء الإلهية.
لينج، خليّ من هواي، بنفسه، ... سليما، ويا نفس: اذهبي بسلام ... وقال: اسل عنها، لائمي، وهو مغرم، ... بلومي فيها، قلت: فاسل ملامي (1)
... بمن أهتدي في الحبّ لو رمت سلوة ... وبي يقتدي، في الحبّ، كلّ إمام (2)
... وفي كلّ عضو فيّ كلّ صبابة ... إليها، وشوق جاذب بزمامي (3)
... تثنّت، فخلنا كلّ عطف تهزّه ... قضيب نقا، يعلوه بدر تمام (4)
... ولي كلّ عضو، فيه كلّ حشا بها، ... إذا ما رنت، وقع لكلّ سهام (5)
... ولو بسطت جسمي رأت كلّ جوهر، ... به كلّ قلب، فيه كلّ غرام (6)
... وفي وصلها، عام لديّ كلحظة ... وساعة هجران عليّ كعام (7)
... ولمّا تلاقينا عشاء، وضمّنا ... سواء سبيلي دارها وخيامي (8)
... وملنا كذا شيئا عن الحيّ، حيث لا ... رقيب، ولا واش بزور كلام (9)
(1) اسل: فعل امر من سلا أي نسي.
المعنى ان اللائم طلب منه أن ينسى الحبيبة فقال له أنا مغرم بها وأنت مغرم في لومي فانس هذا اللوم إذا كنت تستطيع.
(2) رمت: أردت أو طلبت. السلوة: النسيان.
(3) الجذب بالزمام: كناية عن التعلق بالمحبوب الحقيقي.
(4) تثنت: تمايلت. خلنا: ظننا. العطف: تمايل الجسد. النقا: كثيب الرمل.
م. ص. الكلام عن المحبوبة الحقيقية والعطف كناية عن ظهور الأسماء والصفات.
والغصن كناية عن النشأة الكونية وبدر التمام كناية عن وجه العارف الكامل.
(5) الحشا: الباطن. رنت: نظرت بطرف عينها. الوقع: الأثر.
م. ص. رنت بطرف عينها كناية عن ان وجه اللََّه لا تدركه الأبصار والسهام هي سهام العشق في قلوب العاشقين.
(6) م. ص. بسط الجسم كناية عن الاطلاع على الحقيقة وفي البيت تأكيد على أن المحبة انتشرت في كل جزء من جسده ولا يمكن فصلها عنه.
(7) العام: السنة. وهذا المعنى شائع في لغة المحبين.
(8) م. ص. العشاء أول ظلام الليل وهو كناية عن الملاقاة الكونية بينه وبين الحضرة الإلهية. فالدار كناية عن الروح الأعظم والخيام كناية عن الجسد.
(9) المعنى اننا ابتعدنا عن الحي قليلا حيث لا واش ولا رقيب ينغص حالنا.
م. ص. الحي كناية عن جهة العالم الكوني والابتعاد عن هذا الحي كناية عن الدخول في عالم الروحانيات.
فرشت لها خدّي، وطاء، على الثّرى ... فقالت: لك البشرى بلثم لثامي (1)
... فما سمحت نفسي بذلك، غيرة، ... على صونها منّي لعزّ مرامي (2)
... وبتنا، كما شاء اقتراحي، على المنى ... أرى الملك ملكي، والزمان غلامي (3)
م. ص. الحي كناية عن جهة العالم الكوني والابتعاد عن هذا الحي كناية عن الدخول في عالم الروحانيات.
فرشت لها خدّي، وطاء، على الثّرى ... فقالت: لك البشرى بلثم لثامي (1)
... فما سمحت نفسي بذلك، غيرة، ... على صونها منّي لعزّ مرامي (2)
... وبتنا، كما شاء اقتراحي، على المنى ... أرى الملك ملكي، والزمان غلامي (3)










مصادر و المراجع :

١- ديوان ابن الفارض

المؤلف: ابن الفارض، هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي (632)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید