المنشورات

ملوك العشق خدّامي

[البحر البسيط] نشرت، في موكب العشّاق أعلامي، ... وكان قبلي بلي، في الحبّ، أعلامي (5)
... وسرت فيه ولم أبرح بدولته، ... حتى وجدت ملوك العشق خدّامي (6)
(1) الوطاء: مكان دوس القدم. الثرى: التراب والأرض. اللثم: التقبيل. اللثام: الفم أو غطاء الفم.
م. ص. الوطاء كناية عن الجسد المركب من الطين والماء واللثام كناية عن الصور الحسية.
(2) صونها: حمايتها. المرام: الغاية والطلب.
م. ص. عز المرام كناية عن الحظوة بالحقيقة الذاتية
(3) م. ص. أرى الملك ملكي كناية عن توصله إلى درجات العلم والعشق الصوفي والظهور بالمظهر الرباني بعد فناء النشأة الجسمانية والزمان غلامي كناية عن امتلاكه للحياة بحيث أصبحت طوع بنانه.
والحمد لله رب العالمين
(4) في هذه القصيدة ستة أبيات فقط من نظم الشيخ ابن الفارض قدس اللََّه سره سنشير إليها عند الوصول في الشرح إليها. أما بقية الأبيات فهي من نظم حفيده الشيخ علي حيث أضافها قبل الأبيات المنسوبة للشيخ عمر وبعدها.
(5) اعلامي في آخر الصدر جمع علم وهو الراية. وأعلامي في آخر العجز جمع علم وهو سيد القوم.
والمعنى ان أسيادي في المحبة الإلهية قد ماتوا قبلي وأنا اليوم اقتفي آثارهم.
(6) لم أبرح: لم أغادر. الدولة: انقلاب الزمان.
المعنى أني لم أزل على عهد الحب الإلهي حتى أصبح أهل الزمان رعايا لي في محبتي للحق ونصرتي على الباطل.
ولم أزل، منذ أخذ العهد في قدمي، ... لكعبة الحسن، تجريدي وإجرامي (1)
... وقد رماني هواكم في الغرام، إلى ... مقام حبّ شريف، شامخ، سام (2)
... جهلت أهلي فيه، أهل نسبته ... وهم أعزّ أخلّائي وألزامي (3)
... قضيت فيه، إلى حين انقضى أجلي ... شهري، ودهري، وساعاتي، وأعوامي (4)
... ظنّ العذول بأنّ العذل يوقفني ... نام العذول، وشوقي زائد نام (5)
... إن عام إنسان عيني في مدامعه، ... فقد أمدّ بإحسان وإنعام (6)
... يا سائقا عيس أحبابي عسى مهلا ... وسر رويدا فقلبي بين أنعام (7)
... سلكت كلّ مقام في محبّتكم، ... وما تركت مقاما، قطّ، قدّامي (8)
المعنى أني لم أزل على عهد الحب الإلهي حتى أصبح أهل الزمان رعايا لي في محبتي للحق ونصرتي على الباطل.
ولم أزل، منذ أخذ العهد في قدمي، ... لكعبة الحسن، تجريدي وإجرامي (1)
... وقد رماني هواكم في الغرام، إلى ... مقام حبّ شريف، شامخ، سام (2)
... جهلت أهلي فيه، أهل نسبته ... وهم أعزّ أخلّائي وألزامي (3)
... قضيت فيه، إلى حين انقضى أجلي ... شهري، ودهري، وساعاتي، وأعوامي (4)
... ظنّ العذول بأنّ العذل يوقفني ... نام العذول، وشوقي زائد نام (5)
... إن عام إنسان عيني في مدامعه، ... فقد أمدّ بإحسان وإنعام (6)
... يا سائقا عيس أحبابي عسى مهلا ... وسر رويدا فقلبي بين أنعام (7)
... سلكت كلّ مقام في محبّتكم، ... وما تركت مقاما، قطّ، قدّامي (8)
(1) كعبة الحسن: الجمال الإلهي.
(2) الشامخ: المرتفع. وكذلك السامي.
م. ص. الكلام عن الأحبة والغرام حالات الوجد الصوفي والمقام هو مقام الحضرات والصفات.
(3) الأخلاء: جمع خليل، وهو الصاحب والمحب.
م. ص. الأخلاء والإلزام هم الشيوخ العارفون السالكون طريق المعرفة ودرب الهدى.
(4) انقضى أجلي: حان موتي. والشهر والدهر والساعات والأعوام من أسماء الزمان.
والمعنى أنه أفنى حياته كلها في العبادة والعمل في سبيل اللََّه.
(5) العذول: اللائم. النامي: الكثير المتعاظم.
والمعنى أنه كلما زاد لوم اللائمين له في هذا الأمر كلما تعاظم حبه وازداد إصرارا على هذا الأمر.
(6) عام: سبح. انسان العين: بؤبؤها. أمدّ: أعال.
والمقصود ان البكاء من خشية اللََّه كالبكاء من أجل محبته ومعروف أن دمعة المؤمن رحمة.
(7) العيس: الإبل. رويدا: اسم فعل امر بمعنى تمهل. الانعام: جمع لا مفرد له يطلق على الإبل.
م. ص. سائق العيس كناية عن الحق تعالى والإبل أو العيس كناية عن النفوس الانسانية.
(8) م. ص. المقام هو كناية عن الإقامة الروحية في الحضرة الربانية وخلفي وقدامي كناية عن فناء العمر فيما مضى والنية فيما سيأتي في العمل في سبيل اللََّه.
وكنت أحسب أنّي قد وصلت إلى ... أعلى، وأغلى مقام، بين أقوامي (1)
... حتى بدا لي مقام لم يكن أربي، ... ولم يمرّ، بأفكاري وأوهامي (2)
... إن كان منزلتي في الحبّ عندكم، ... ما قد رأيت، فقد ضيّعت أيّامي (3)
... «أمنيّة ظفرت روحي بها زمنا، ... واليوم أحسبها أضغاث أحلام» (4)
... «وإن يكن فرط وجدي، في محبّتكم ... إثما فقد كثرت، في الحبّ، آثامي» (5)
... «ولو علمت بأنّ الحبّ آخره ... هذا الحمام، لما خالفت لوّامي» (6)
... «أودعت قلبي إلى من ليس يحفظه ... أبصرت خلفي، وما طالعت قدّامي» ... «لقد رماني بسهم من لواحظه، ... أصمى فؤادي، فوا شوقي إلى الرامي» (7)
(8) م. ص. المقام هو كناية عن الإقامة الروحية في الحضرة الربانية وخلفي وقدامي كناية عن فناء العمر فيما مضى والنية فيما سيأتي في العمل في سبيل اللََّه.
وكنت أحسب أنّي قد وصلت إلى ... أعلى، وأغلى مقام، بين أقوامي (1)
... حتى بدا لي مقام لم يكن أربي، ... ولم يمرّ، بأفكاري وأوهامي (2)
... إن كان منزلتي في الحبّ عندكم، ... ما قد رأيت، فقد ضيّعت أيّامي (3)
... «أمنيّة ظفرت روحي بها زمنا، ... واليوم أحسبها أضغاث أحلام» (4)
... «وإن يكن فرط وجدي، في محبّتكم ... إثما فقد كثرت، في الحبّ، آثامي» (5)
... «ولو علمت بأنّ الحبّ آخره ... هذا الحمام، لما خالفت لوّامي» (6)
... «أودعت قلبي إلى من ليس يحفظه ... أبصرت خلفي، وما طالعت قدّامي» ... «لقد رماني بسهم من لواحظه، ... أصمى فؤادي، فوا شوقي إلى الرامي» (7)
(1) الأقوام: العشيرة. وهي كناية عن المشايخ من أصحاب السلوك الرحماني.
(2) الأرب: الحاجة والقصد والمعنى انه خلال هذه العبادة والرياضة لم يصل إلى غايته التي يتمناها.
(3) هذا البيت والأبيات الخمسة التي تليه مجموع ما نظمه الشيخ ابن الفارض من هذه القصيدة.
المنزلة: الرتبة.
م. ص. الكلام عن المحبة الإلهية والمنزلة هي المقام الدنيوي وضياع الأيام كناية عن عدم بلوغ المقصود.
(4) ظفرت: فازت. أحسبها: أظنها. أضغاث الأحلام: الأحلام التي يصعب تفسيرها.
م. ص. المعنى في خلال الأيام الماضية لم أنل غايتي وإن ما تقدم من عمري لم يكن سوى خيالات وأوهام.
(5) فرط الوجد: كثرته. الآثام: جمع الإثم وهو الذنب. وارتكاب المعصية.
المعنى: أن ذنوب المحب على قدر محبته فإذا كانت أشواقه كثيرة فلا بد أن يقصر في الوصول والتقصير كناية عن الذنوب التي يتكلم عنها.
(6) الحمام: بكسر الحاء الموت.
المعنى: لو كنت أعلم أن المحبة ذنب وأن آخرها الموت لما خالفت اللوام في عذلهم لي.
(7) اللواحظ: العيون. أصمى: قتل.
م. ص. الكلام عن المحبوب الحقيقي واللواحظ كناية عن وجه الحق الذي لا تدركه الأبصار وتبقى النفوس بشوق إلى رؤية وجهه الكريم.
آها على نظرة منه أسرّ بها، ... فإنّ أقصى مرامي رؤية الرّامي (1)
... إن أسعد اللََّه روحي، في محبّته، ... وجسمها، بين أرواح وأجسام (2)
... وشاهدت واجتلت وجه الحبيب، فما ... أسنى وأسعد أرزاقي وأقسامي (3)
... ها قد أظلّ زمان الوصل، يا أملي، ... فامنن، وثبّت به قلبي وأقدامي (4)
... وقد قدمت وما قدّمت لي عملا ... إلّا غرامي وأشواقي، وإقدامي (5)
... دار السلام إليها، قد وصلت إذن ... من سبل أبواب إيماني وإسلامي (6)
... يا ربّنا، أرني أنظر إليك، بها، ... عند القدوم، وعاملني بإكرام!! (7)
__________
(1) أسر: أفرح. أقصى: أبعد. المرام: الغاية والمقصود.
م. ص. في البيت إشارة إلى الآية الكريمة {وَمََا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلََكِنَّ اللََّهَ رَمى ََ}.
(2) المحبة هي محبة اللََّه. والأرواح والأجسام كناية عن نفوس وأجساد اصحاب السلوك من أهل المعرفة.
(3) اجتلت: كشفت بنفسها. أسنى: ارفع. الأقسام: الحظوظ.
م. ص. وجه الحبيب كناية عن نور المعرفة أما الأرزاق والأقسام فهي كناية عن المعارف والحقائق الربانية التي حصّلها.
(4) أظل: قرب. امنن: أنعم.
الوصل كناية عن اللقاء والاجتماع بالحق والمقصود قرب الأجل ودنو المنية.
(5) الغرام والأشواق كناية عن الشوق إلى المحبة الإلهية والإقبال عليها طوعا.
(6) السبل: جمع السبيل وهو الطريق.
م. ص. دار السلام كناية عن الجنة.
(7) في البيت محاكاة لقصة كليم اللََّه سيدنا موسى إذ ناجى ربه مع المفارقة أن سيدنا موسى كلمه في الحياة بينما الشيخ ابن الفارض يكلمه في الممات.
والحمد للََّه رب العالمين.













مصادر و المراجع :

١- ديوان ابن الفارض

المؤلف: ابن الفارض، هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي (632)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید