المنشورات

الشريف الرضي 406359هـ / 1061970م

حياته: هو أبو الحسن محمّد بن الحسين بن موسى بن ابراهيم المرتضي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد سنة 359هـ / 970م. كان والده أبو أحمد الحسين الموسوي سفير الخلفاء والملوك، أسندت إليه نقابة الطالبيين وإمارة الحج والنظر في المظالم. وقد كلّفه الخليفة العباسي الطائع تسكين الفتن المتتالية في بغداد أيام ملوك الدّيلم البويهيين، وبين العسكرين البغدادي والفارسي، وبين الشيعة والسنّة. وإلى بعض الفتن يشير ولده الرضي بقوله:
وخطب على الزّوراء ألقى جرانه ... مديد النّواحي مدلهمّ الجوانب
سللت عليه الحزم حتى جلوته ... كما انجاب غيم العارض المتراكب
وعند ما كبر وقصّر عن تصريف الأمور بدأ ولداه الرّضي والمرتضي ينوبان عنه في بعض المهمات. وفي عام 369هـ / 980م قبض عضد الدولة البويهي على أبي أحمد الحسين الموسوي وعلى أخيه أبي عبد الله أحمد وعلى قاضي القضاة أبي محمّد، وسيّرهم الى فارس.
وظل أبو أحمد معتقلا سبع سنوات لأسباب بقيت مجهولة.
في هذه الأثناء كبر الرضي وتمرّس في النظم والنثر، وترك قصائد
تتسم بالحزن والشكوى. ولما توفي عضد الدولة (372هـ / 982م) نشب الصراع بين ولديه شرف الدولة وصمصام الدولة، وآلت النتيجة الى انتصار شرف الدولة، فدخل بغداد ظافرا، وكان قد أطلق سراح الشريف الوالد ورفاقه وصحبهم الى مدينة السلام. فنظم الرضي قصيدة تعكس فرحه بحرّية أبيه، وممّا جاء فيها:
في هذه الأثناء كبر الرضي وتمرّس في النظم والنثر، وترك قصائد
تتسم بالحزن والشكوى. ولما توفي عضد الدولة (372هـ / 982م) نشب الصراع بين ولديه شرف الدولة وصمصام الدولة، وآلت النتيجة الى انتصار شرف الدولة، فدخل بغداد ظافرا، وكان قد أطلق سراح الشريف الوالد ورفاقه وصحبهم الى مدينة السلام. فنظم الرضي قصيدة تعكس فرحه بحرّية أبيه، وممّا جاء فيها:
طلوع هداه إلينا المغيب ... ويوم تمزّق عنه الخطوب
لقيتك في صدره شاحبا ... ومن حلية العربيّ الشّحوب
قدمت قدوم رقاق السّحاب ... تخطّ والرّبع ربع جديب
فما ضحك الدهر إلّا إليك ... مذ بان في حاجبيه القطوب
ومدح شرف الدولة وشكره على ما عمله بقصيدة طويلة مطلعها:
أحظى الملوك من الأيّام والدّول ... من لا ينادم غير البيض والأسل
ولما توفي والد الرضي أبو أحمد الموسوي رثاه شاعرنا بقصيدة طويلة مطلعها:
وسمتك حالية الربيع المرهم ... وسقتك ساقية الغمام المرزم
أمّا أم الرضي فهي فاطمة بنت الحسين الناصر الذي عظم شأنه في أيام معز الدولة البويهي. وولي جدّه لأمه نقابة العلويين في بغداد بعد أن اعتزلها والد الرضي. وقد ذكره شاعرنا في إحدى قصائده عند ما أظهر طرفي المجد في نسبه قائلا:
أردّ النّوائب بالموسويّ ... وأعطي الرّغائب بالناصر
وكان للنسب الشريف أثره في تكوين شخصية الرضي. ففي القرن الرابع الهجري كانت علّية المجتمع البغدادي تنقسم إلى فئات: فئة تعتز بشرفها ونسبها ودمها كالعلويين والعباسيين والبويهيين والمهلبيين، وفئة تعتز بمناصبها كالوزراء والقادة ورؤساء الدواوين، وفئة تفاخر بعلمها ودينها وأدبها كالفقهاء والمتكلمين والأدباء. وكان الرضي في صميم الأسرة العلوية، وتأتيه القرشيّة الصريحة من رسول الله عن طريق ابنته
فاطمة، وهذا ما ترك فيه نفسا فاخرة طبعت أدبه بميسم خاص.
أردّ النّوائب بالموسويّ ... وأعطي الرّغائب بالناصر
وكان للنسب الشريف أثره في تكوين شخصية الرضي. ففي القرن الرابع الهجري كانت علّية المجتمع البغدادي تنقسم إلى فئات: فئة تعتز بشرفها ونسبها ودمها كالعلويين والعباسيين والبويهيين والمهلبيين، وفئة تعتز بمناصبها كالوزراء والقادة ورؤساء الدواوين، وفئة تفاخر بعلمها ودينها وأدبها كالفقهاء والمتكلمين والأدباء. وكان الرضي في صميم الأسرة العلوية، وتأتيه القرشيّة الصريحة من رسول الله عن طريق ابنته
فاطمة، وهذا ما ترك فيه نفسا فاخرة طبعت أدبه بميسم خاص.
في سنة 406هـ / 1016م توفي الشريف الرضي وهو في أوج الشباب، بعد أن أصيب بمرض مفاجئ.

مؤلفاته:
كان عمر الشريف الرضي القصير حافلا بالنشاط، فقد كان يؤلّف ويدرّس وينظر في أمور الناس. ترك في النثر كتبا متنوعة الموضوعات لم يصلنا منها إلّا القليل، وأهمّها: أخبار قضاة بغداد، الحسن في شعر الحسين، خصائص الأئمة، فضائل أمير المؤمنين، الى جانب جمعه آثار الإمام علي في كتاب نهج البلاغة.

ديوانه:
نال شعر الشريف الرضي إعجاب الأدباء والنقاد. ويذكر أنه كان يجمع قصائده بنفسه، ثم اهتم ولده عدنان بجمع شعره. وقد أشار كارل بروكلمان الى أماكن مخطوطات الديوان في مكتبات العالم، في مصر وسوريا والعراق والمغرب وايران والهند. وقد طبع للمرة الأولى في بيروت ثم في القاهرة.

شعره:
عالج الشريف الرضي في شعره موضوعات المدح والرثاء والفخر والنسيب والوصف والهجاء والحكمة والزهد وسوى ذلك.
وللمديح نصيب كبير في الديوان، فقد كانت للشاعر صلاته بالخلفاء والملوك والوزراء. ومن الشخصيات التي مدحها نذكر شرف الدولة البويهي، والصاحب اسماعيل بن عباد وأخاه فخر الدولة، وأبا الحسين الناصر الصغير خال الشاعر، وأبا الفتح عثمان ابن جنّي النحوي، والخليفة العباسي الطائع لله، وبهاء الدولة وسواهم. أمّا أبرز المعاني المدحية فهي الشجاعة والكرم والعدل وسداد الرأي، وكان بصورة عامة اتباعيا، ويجنح الى المبالغة في بعض معانيه. وعلى العموم فانه ارتفع عن التكسب ولم يتزلّف.
وعلى صعيد الرثاء يلاحظ المتتبّع لشعر الشريف الرضي أنه أمام شاعر كثير البكاء على الراحلين من أقاربه وأصدقائه، دائم الحزن والألم بسبب ما فعلته الأيام بأهل بيته الطالبيين. وقد وجد في مأساة الحسين، صريع كربلاء، متنفّسا لهمومه ومجالا للتعبير عن آلام الشيعة، فنهج في مراثيه للحسين منهجا جديدا إذ افتخر بأهل البيت وذكر قبورهم وتشوّق إليها. والذين رحلوا في أيامه ورثاهم كثير والعدد، ومنهم:
الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، شرف الدولة البويهي، أبو القاسم الصاحب بن عباد، الطائع لله الخليفة، تقيّة بنت سيف الدولة الحمداني، بهاء الدولة البويهي وسواهم. ولم يكن رثاء الشريف الرضي بكاء وعويلا بقدر ما جاء تسجيلا للمناقب وتعدادا للفضائل. كما يركز على مصير الانسان وعدم جدوى البكاء، ويشدّد على هول الفاجعة وأثرها، ويترك مجالا للتعزية والمؤاساة.
والفخر من الميادين التي جلّى فيها الشريف الرضي، فافتخر بنفسه وآبائه. وجاءت اندفاعاته الحماسية وثوراته الملتهبة في الافتخار بالبطولة والأنفة ظاهرة عامة في ديوانه. وتعبّر قصائده الفخرية عمّا يجيش به صدره من أمان وطموحات، وما انطوت عليه نفسه من أخلاق وملكات.
وشعر الشريف الرضي في النسيب غاية في الرقّة وإفصاح عن الأخلاق العالية وعن النفس التي صقلها الوجد وهذّبها الألم. وهو لم يتغزل بفحش وتهتك، ولم يتغن بمفاتن الجسد أو الجوانب الحسّية من الجمال.
وله مجموعة قصائد غزلية سميت بالحجازيات نظمها في الحاجات اللواتي كن يقصدن الحجاز في مواسم الحج.
وتمتاز قصائد الشريف الرضي، على العموم، بطول النفس، وفيها توخّى المطالع اللافتة، وجعل الأجزاء متماسكة، وعمد الى اختيار الألفاظ الموحية، كما تتوفر فيها الأفكار التي تساعد على إعطاء صورة عن العصر. ويغتني شعره كذلك بالصور المتنوعة التي كانت سمة طبعت العصر العباسي.












مصادر و المراجع :

١- ديوان الشريف الرضي

المؤلف: محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید