المنشورات

اليقين:

مأخوذ من يقن في الحوض: إذا استقر ودام.
وعبروا عن معناه: بأنه هو العلم الذي لا شك معه.
واليقين في الفلسفة: اطمئنان النفس إلى حكم مع الاعتقاد بصحته، وعلم اليقين، وعلم يقين: ليس فيه شك.
وربما عبروا بالظن عن اليقين، وباليقين عن الظن.
قال دريد بن الصمة:
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ... سراتهم بالفارسي المسرد
أى: أيقنوا.
وقال أبو سدرة الأسدي:
تحسّب هواس وأيقن أننى ... بها مفتد من واحد لا أغامر
أى: ظن ذلك.
واليقين: الموت، قال الله تعالى: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتّاى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [سورة الحجر، الآية 99] .
قال أبو البقاء: اليقين: الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع.
وقيل: عبارة عن العلم المستقر في القلب، لثبوته من سبب متعين له بحيث لا يقبل الانهدام.
والمعرفة تختص بما يحصل من الأسباب الموضوعة لإفادة العلم. قال: وفي «الأنوار» هو: إيقان العلم بنفي الشك والشبهة عنه بالاستدلال، ولذا لم يوصف به علم البارى سبحانه وتعالى ولا العلوم الضرورية.
قال الراغب: اليقين: من صفة العلم فوق المعرفة والدراية وأخواتها، يقال: «علم اليقين» ، ولا يقال: «معرفة اليقين» .
وهو: سكون النفس مع معرفة الحكم.
- واليقين: أبلغ علم وأوكده، لا يكون مع مجال عناد، ولا احتمال زوال.
- واليقين يتصور عليه الجحود، كقوله تعالى: وَجَحَدُوا بِهاا وَاسْتَيْقَنَتْهاا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا. [سورة النمل، الآية 14] .
والطمأنينة لا يتصور عليها الجحود، وبهذا ظهر قول علىّ- رضى الله عنه-: «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا» .
وقول إبراهيم- عليه السلام-:. وَلاكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي. [سورة البقرة، الآية 260] .
اليقينيات التي يتألف منها البرهان ست:
أولها: الأوليات: وتسمى البديهيات: وهي ما يجزم العقل به بمجرد تصور طرفيه نحو: الكل أعظم من الجزء.
ثانيها: المشاهدات الباطنة: وهي ما لا يفتقر إلى عقل، كجوع الإنسان، وعطشه، وألمه، فإن البهائم تدركه.
ثالثها: التجريبيات: وهي ما يحصل من العادة، كقولنا:
«الرمان يحبس القيء» ، وقد يعم، كعلم العامة بالخمر أنه مسكر، وقد يخص، كعلم الطبيب بإسهال المسهلات.
رابعها: المتواترات: وهي ما يحصل بنفس الأخبار تواترا، كالعلم بوجود مكة لمن لم يرها.
خامسها: الحدسيات: وهي ما يجزم به العقل، لترتيب دون ترتيب التجريبيات مع القرائن، كقولنا: «نور القمر مستفاد من الشمس» .
سادسها: المحسوسات: وهي ما يحصل بالحس الظاهر، أعني بالمشاهدة، كالنار حارة، والشمس مضيئة.
«المفردات ص 552، والمعجم الوسيط (يقن) 2/ 1109، والكليات ص 979- 981، والتعريفات ص 259» .

 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید