المنشورات

أبذل من طارفي وتالدي

(السريع)
لو علمت أيّ فتى ماجد ... ذات اللّمى والشّنب البارد
لمّا وفي لي موعدي بالنّوى، ... من غير ذنب ووفى واعدي
كالغصن مهزوزا، ولكنّه ... يفعل فعل الخطل المائد (3)
أضللت قلبي فيك عمدا وقد ... تعيّن الثّأر على العامد
فهل لما أضللت من ناشد ... وهل لما ضيّعت من واجد
قلوبنا عندك معقودة ... بطرف ذاك الشّادن العاقد (1)
أفلتنا، ثمّ ثنى طرفه، ... تلفّت الظّبي إلى الصّائد
ما أنصف الفاسق في لحظه، ... لمّا أرانا عفّة العابد
تعزّز الحبّ له ذلّة، ... وناقص الحبّ إلى زائد
والمرء محسود بلذّاته، ... والحبّ ملذوذ بلا حاسد
يا عذبة المبسم بلّي الجوى ... بنهلة من ريقك الصّارد (2)
أرى غديرا شبما ماؤه، ... فهل لذاك الماء من وارد (3)
من لي به من عسل ذائب ... يجري خلال البرد الجامد
أنا ابن من ليس بجدّ له ... من لم يكن بالماجد الجائد
ولم يكن في سلك آبائه ... غير طويل الباع والسّاعد
قد حلب الدّهر أفاويقه، ... وأتبع الشّارد بالطّارد (4)
لنا الجبال القود مرفوعة ... تزلّ عنها قدم الصّاعد (5)
لنا الجياد القبّ أخّاذة ... على العدى بالأمد الزّائد (6)
لنا القنا والبيض مطواعة ... في الضّرب يعصين يد الغامد
لنا الأسود الغلب في غيلها ... من ثائر بأسا ومن لا بد
من أسد طال به عمره ... ومن قريب العمر مستاسد
يا أيّها العائب لي جهلة ... حذار من أرقمي الرّاصد (1)
أقدّم النّذر، ولي سطوة ... تنفّر النّوم عن الرّاقد
كلمعة البارق مجتازة، ... تقضي على زمجرة الرّاعد
إن كنت ما جرّبتني ضاربا، ... فاصبر لما جاءك من ساعدي
وهاك من كفّي مفروجة ... فرج القبا موسية العائد (2)
ربّ نعيم زال ريعانه ... بلسعة من عقرب الحاسد
أنا الّذي أبذل من طارفي ... مثل الّذي أبذل من تالدي
ما مروتي للنّاحت المنتحي ... يوما، ولا غصني للعاضد (3)
أسعى لقوم قعدوا في العلى ... ما أكثر السّاعي إلى القاعد
أنا الّذي يوسعها جولة ... تجفّل الذّود عن الذّائد (4)
أنا الّذي يوطئ أكتافها ... ما رنّ رمح بيدي مارد
أنا الّذي يضرم آفاقها، ... كأنّها معمعة الواقد
أنا الّذي يوجر أبطالها ... ضربا كخبط الجمل الوارد (5)
ما أنا للعلياء إن لم يكن ... من ولدي ما كان من والدي
ولا مشت بي الخيل إن لم أطأ ... سرير هذا الأغلب الماجد
فإن أنلها، فكما رمته، ... أو لا، فقد يكذبني رائدي
والغاية الموت، فما فكرتي ... أسائقي أصبح أم قائدي













مصادر و المراجع :

١- ديوان الشريف الرضي

المؤلف: محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید