المنشورات

أصرم أم دلال؟

البحر: طويل
(أمن آل ليلى تغتدي أم تروح ** وللمغتدي أمضى هموما وأسرح)
(ظللنا لدى ليلى وظلت ركابنا ** بأكوارها محبوسة ما تسرح)
(إذا أنت لم تظفر بشيء طلبته ** فبعض التأني في اللبانة أنجح)
(وقامت تراءى بعدما نام صحبتي ** لنا وسواد الليل قد كاد يجلح)
(بذي أشر كالأقحوان يزينه ** ندى الطل إلا أنه هو أملح)
(كأن خزامى عالج في ثيابها ** بعيد الكرى أو فأر مسك تذبح)
(كأن الذي يبتزها من ثيابها ** على رملة من عالج متبطح)
(وبالمسك تأتيك الجنوب إذا جرت ** لك الخير أم ريا بثينة تنفح)
(من الخفرات البيض خود كأنها ** إذا ما مشت شبرا من الأرض تنزح)
(منعمة لو يدرج الذر بينها ** وبين حواشي ثوبها ظل يجرح)
(إذا ضربتها الريح في المرط أجفلت ** مآكمها والريح في المرط أفضح)
(ترى الزل يلعن الرياح إذا جرت ** وبثنة إن هبت لها الريح تفرح)
(إذا الزل حاذرن الرياح رأيتها ** من العجب لولا خشية الله تمرح)
(وإني وإن لم تسمعي لمقالتي ** لأحمد نفسي في التنائي وأمدح)
(ويرتاح قلبي والتنوفة بيننا ** لذكراك أو ينهل دمعي فيسفح)
(وبثنة قد قالت وكل حديثها ** إلينا ولو قالت بسوء مملح)
(تقول بني عمي عليك أظنة ** وأنت العدو المسرف المتنطح)
(وقالت عيون لا تزال مطلة ** علينا وحولي من عدوك كشح)
(إذا جئتنا فانظر بعين جلية ** إلينا ولا يغررك من يتنصح)
(رجال ونسوان يودون أنني ** وإياك نخزى يا بن عمي ونفضح)
(وقالت تعلم أن ما قلت باطل ** أيادي سبا منهن إن كنت تمزح)
(وحولي نساء إن ذكرت بريبة ** شمتن وما منهن إلا سيفرح)
(ووالله ما يدري جميل بن معمر ** أليلى بقو أم بثينة أنزح)
(وكلتاهما أمست ومن دون أهلها ** لعوج المطايا والقصائد مسبح)
(أمن أجل أن عجنا قليلا ولم نقل ** لليلى كلاما لا أبا لك تكلح)
(فمت كمدا أو عش ذميما فإنها ** جيوب لليلى تحفظ الغيب نصح)
(سلوا الواجدين المخبرين عن الهوى ** وذو البث أحيانا يبوح فيصرح)
(أتقرح أكباد المحبين كالذي ** أرى كبدي من حب بثنة يقرح)
(فوالله ثم الله إني لصادق ** لذكرك في قلبي ألذ وأملح)
(من النسوة السود اللواتي أمرنني ** بصرمك إني من ورائك منفح)
(لقد قلن ما لا ينبغي أن يقلنه ** وينضحن جلدا لم يكن فيك ينضح)
(بكى بعل ليلى أن رأى القوم عرجوا ** صدور المطايا وهي في السير جنح)
(ووالله ما أدري أصرم تريده ** بثينة أم كانت بذلك تمزح)
(عشية قالت لا يكن لك حاجة ** رأيتك تأسو باللسان وتجرح)
(فقلت أصرم أم دلال وإن يكن ** دلال فهذا منك شيء مملح)
(إلي وإن حاولت صرمي وهجرتي ** فما قبلي من جانب الأرض أفسح)
(ألم تعلمي وجدي إذا شطت النوى ** وكنت إذا تدنو بك الدار أفرح)
(فإني عرضت الود حتى رددته ** وحتى لحى فيك الصديق وكشح)
(فأشمت أعدائي ووسيء بما رأى ** صديقي ولا في مرجع كنت أكدح)
(فهلا سألت الركب حين يلفني ** وإياهم خرق من الأرض أفيح)
(أأكرم أصحابي وأبذل ذا يدي ** وأعرض عن جهل الصديق وأصفح)
(وأكثر قولا والحبيب موكل ** سقى أهل جمل حيث أمسوا وأصبحوا)
(أجش هزيم الرعد دان ربابه ** له هيدب جم العثاثين رجح)
(ذكرتك يوم النحر يا بثن ذكرة ** على قرن والعيس بالقوم جنح)
(عواطف بالعين بين مسرة ** لقاحا وأخرى حائل تتلقح)
(دهن بأسقاط اللغام كأنه ** إذا قطعته الريح قز مسرح)
(ويوم وردنا قرح هاجت لي البكا ** من الورق حماء العلاطين تصدح)
(ويوم وردنا الحجر يا بثن عادني ** لك الشوق حتى كدت باسمك أفصح)
(وليلة بتنا بالجنينة هاجني ** سنا بارق من نحو أرضك يلمح)
(قعدت له والقوم صرعى كأنهم ** لدى العيس بالأكوار خشب مطرح)
(أراقبه حتى بدا متبلج ** من الصبح مشهور وما كدت أصبح)
(وليلة بتنا ذات حاج ذكرتكم ** هدوا وقد نام الخلي المصحح)
(وبت كئيبا لادكاري وصحبتي ** على مشرع فانهلت العين تسفح)
(ويوم معان قال لي فعصيته ** أفق عن بثين الكاشح المتنصح)
(ويوم نزلنا بالحبال عشية ** وقد حبست فينا الشراة وأذرح)
(ذكرتكم فانهلت العين إنها ** إذا لم يكن صبر أخف وأروح)
(وليلة عرسنا بأودية الغضا ** ذكرتك إن الحب داء مبرح)
(ويوم تبوك كدت من شدة الأسى ** عليك بما أخفي من الوجد أصرح)














مصادر و المراجع :

١- ديوان جميل بثينة

المؤلف: أبا عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)

الناشر: دار صادر، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید