المنشورات

وصايا الحبيبة

البحر: طويل
(أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى، فمبكرُ؟ ** أبنْ لي: أغادٍ أنت، أم متهجّرُ؟)
(فإنك، إن لا تَقضِني ثِنْيَ ساعةٍ، ** فكلُّ امرىء ٍ ذي حاجةٍ متيسّرُ)
(فإن كنتَ قد وطنتَ نفساً بحبها، ** فعند ذوي الأهواء وردٌ ومصدرُ)
(وآخرُ عهدٍ لي بها يومَ ودعتْ، ** ولاحَ لها خدٌّ مليحٌ ومحجرُ)
(عشيةَ قالت: لا تضيعنّ سرّنا، ** إذا غبتَ عنا، وارعهُ حين تدبرُ)
(وطَرفَكَ، إمّا جِئتنا، فاحفَظنّهُ، ** فذَيْعُ الهوى بادٍ لمن يتبصّر)
(وأعرضْ إذا لاقيتَ عيناً تخافها، ** وظاهرْ ببغضٍ، إنّ ذلك أسترُ)
(فإِنَّكَ إِنْ عَرَّضْتَ فِينا مَقَالَةً ** يَزِدْ، في الَّذِي قَدْ قُلْتَ، واشٍ ويُكْثِر)
(وينشرُ سرّاً في الصديقِ وغيره، ** يعزُّ علينا نشرهُ حين ينشرُ)
(فما زِلتَ في إعمال طَرفِكَ نحونا، ** إذا جئتَ، حتى كاد حبّكَ يظهرُ)
(لأهليَ، حتى لامني كلُّ ناصِحٍ، ** وإني لأعصي نَهيهمْ حين أُزجَر)
(وما قلتُ هذا، فاعلَمنّ، تجنّباً ** لصرمٍ، ولا هذا بنا عنكَ يقصرُ)
(ولكنّني، أهلي فداؤك، أتّقي ** عليك عيونَ الكاشِحين، وأحذَر)
(وأخشى بني عمّي عليك، وإنّما ** يخافُ ويتقي عرضهُ المتفكرُ)
(وأنت امرؤ من أهل نجدٍ، وأهلُنا ** تَهامٍ، فما النجديّ والمتغوّر!)
(غريبٌ، إذا ما جئتَ طالبَ حاجةٍ، ** وحوليَ أعداءٌ، وأنتَ مُشهَّر)
(وقد حدّثوا أنّا التقَينا على هَوىً، ** فكُلّهمُ من حَملِه الغيظَ مُوقَر)
(فقلتُ لها: يا بثنَ، أوصيتِ حافظاً، ** وكلُّ امرىء ٍ، لم يرعهُ الله، معورُ)
(فإن تكُ أُمُّ الجَهم تَشكي مَلامَةً ** إليّ، فما ألقَى من اللومِ أكْثَر)
(سأمنَحُ طَرفي، حين ألقاكِ، غيرَكم، ** لكيما يروا أنّ الهوى حيث أنظر)
(أقلّبُ طرفي في السماءِ، لعله ** يوافقُ طَرفي طَرفَكُمْ حين يَنظُر)
(وأكني بأسماءٍ سواكِ، وأتقي ** زِيارَتَكُمْ، والحُبّ لا يتغيّرُ)
(فكم قد رأينا واجِداً بحبيبةٍ، ** إذا خافَ، يُبدي بُغضَهُ حين يظهر)













مصادر و المراجع :

١- ديوان جميل بثينة

المؤلف: أبا عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)

الناشر: دار صادر، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید