المنشورات

صدق الواشون

قال صاحب الأغاني: أهدر السلطان دم جميل لرهب بثينة، إن وجدوه قد غشي دورهم. فحذرهم مدة، ثم وجدوه عندها، فتوعدوه وكرهوا أن ينشب بينهم وبين قومه حرب في دمه، وكان قومه أعز من قومها، فأعادوا شكواه إلى السلطان، فطلبه طلبًا شديدًا، فهرب إلى اليمن، وأقام بها مدة، وفي ذلك يقول:
البحر: طويل
(ألمّ خَيالٌ، من بثينةَ، طارقُ، ** على النّأيِ، مشتاقٌ إليّ وشائقُ)
(سرتْ من تلاعِ الحجر، حتى تخلصتْ ** إليّ، ودوني الأشعرونَ وغافقُ)
(كأنَّ فتيتَ المسكِ خالطَ نشرها، ** تغلُّ به أرادنها والمرافقُ)
(تقومُ إذا قامتْ به من فِراشها، ** ويغدُو به من حِضْنِها مَن تُعانِقُ)
(وهَجرُكَ من تَيما بَلاءٌ وشِقْوَةٌ ** عليكَ، معَ الشّوقِ الذي لا يفارقُ)
(ألا إنها ليست تجود لذي الهوى، ** بل البخلُ منها شيمةٌ، والخلائقُ)
(وماذا عسى الواشونَ أنْ يتحدثوا، ** سوى أن يقولوا إنّني لكِ عاشقُ؟)
(نعم، صدقَ الواشونَ، أنتِ كريمةٌ ** عليّ، وإن لم تَصْفُ منك الخلائقُ!)













مصادر و المراجع :

١- ديوان جميل بثينة

المؤلف: أبا عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)

الناشر: دار صادر، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید