المنشورات

إنها نعلي

البحر: طويل
(لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي ** بُثينةُ، أو أبدتْ لنا جانبَ البُخلِ)
(يقولون: مهلاً، يا جميلُ، وإنني ** لأقسِمُ ما لي عن بُثينةَ من مَهلِ)
(أحِلماً؟ فقبلَ اليوم كان أوانُه، ** أمَ اخشى؟ فقبلَ اليوم أوعدتُ بالقتلِ)
(لقد أنكحوا جهلاً نبيهاً ظعينةً، ** لطيفةَ طيِّ الكَشحِ، ذاتَ شوًى خَدل)
(وكم قد رأينا ساعياً بنميمةٍ ** لأخرَ، لم يعمدِ بكفٍ ولا رجلٍ)
(إذا ما تراجعنا الذي كان بيننا، ** جرى الدمعُ من عينَي بُثينةَ بالكُحل)
(ولو تركتْ عقلي معي ما طلبتها، ** ولكنْ طلابيها لما فات من عقلي)
(فيا ويحَ نفسي! حسبُ نفسي الذي بها ** ويا ويحَ أهلي! ما أصيب به أهلي)
(وقالتْ لأترابٍ لها، لا زعانفٍ ** قِصارٍ، ولا كُسّ الثنايا، ولا ثُعْل)
(إذا حَمِيَتْ شمسُ النهار، اتّقينها ** بأكسيةِ الديباجِ، والخزّ ذي الحملِ)
(تداعينَ، فاستعجمنَ مشياً بذي الغضا، ** دبيبَ القطا الكُدريّ في الدمِثِ السّهل)
(إذا ارتعنَ، أو فزعنَ، قمنَ حوالها، ** قِيامَ بناتِ الماءِ في جانبِ الضَّحل)
(أرانيّ لا ألقَى بُثينةَ مرةً، ** من الدهرِ، إلاّ خائفاً، أو على رَحْل)
(خليليّ، فيما عِشتما، هَلْ رَأيتُما ** قتيلاً بكى، من حبّ قاتلهِ، قبلي؟)
(أبيتُ، مع الهلاك، ضيفاً لأهلها، ** وأهلي قريبٌ موسعونَ، ذوو فضلِ)
(ألا أيّها البيت الذي حِيلَ دونه، ** بنا أنت من بيتٍ، وأهلُكَ من أهلِ)
(بنا أنت من بيتٍ، وحولَك لذةٌ، ** وظِلُّكَ لو يُسطاعُ بالباردِ السّهل)
(ثلاثةُ أبياتٍ: فبيتٌ أحبه، ** وبيتان ليسا من هَوايَ ولا شَكلي)
(كِلانا بكى، أو كاد يبكي صَبابَةً ** إلى إلفِه، واستعجلتْ عبرَةً قبلي)
(أعاذلتي أكثرتِ، جهلاً، من العذلِ، ** على غيرِ شيءٍ من مَلامي ومن عذلي)
(نأيتُ فلم يحدثْ ليَ النأيُ سلوةً، ** ولم ألفِ طولَ النأي عن خلةٍ يسلي)
(ولستُ على بذلِ الصّفاءِ هَوِيتُها، ** ولكن سَبتني بالدلالِ وبالبُخل)
(ألا لا أرى اثنَينِ أحسنَ شِيمَةً، ** على حدثان الدهر، مني، ومن جملِ)
(فإن وُجدَتْ نَعْلٌ بأرضٍ مَضِلّةٍ، ** من الأرضِ، يوماً، فاعلمي أنها نعلي)













مصادر و المراجع :

١- ديوان جميل بثينة

المؤلف: أبا عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)

الناشر: دار صادر، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید