المنشورات

قاضي الهوى

البحر: وافر تام
(وقلتُ لها: اعتللتِ بغيرِ ذنبٍ، ** وشرٌّ الناسِ ذو العللِ البخيلُ)
(ففاتيني إلى حكمٍ منَ أهلي ** وأهلكَ، لا يحيفَ ولا يميلُ)
(فقالت: أبتغي حَكَماً مِنَ اهلي؟ ** ولا يدري بنا الواشي المَحُول)
(فولّينا الحكومةَ ذا سُجوفٍ، ** أخاً دنيا، لهُ طرفٌ كليلُ)
(فقلنا: ما قضيتَ به رَضينا، ** وأنتَ بما قضيتَ بهِ كفيلُ)
(قضاؤكَ نافذٌ، فاحكُم علينا، ** بما تهوى، ورأيكَ لا يفيلُ)
(وقلتُ له: قتلتُ بغيرِ جرمٍ، ** وغبَّ الظلمّ مرتعهُ وبيلُ)
(فسَلْ هذي: متى تَقضي ديوني، ** وهل يَقضِيكَ ذو العِلَلِ المَطول؟)
(فقالت: إنّ ذا كَذِبٌ وبُطْلٌ، ** وشرّ، من خُصومته، طويل)
(أأقتُلهُ؟ وما لي من سِلاحٍ، ** وما بي لو أقاتلهُ، حويلُ)
(ولم آخُذْ له مالاً، فيُلفَى ** له دينٌ عليّ، كما يقولُ)
(وعند أميرنا حكمٌ وعدلٌ، ** ورأيٌ، بعد ذلكمُ، أصيلُ)
(فقال أميرنا: هاتوا شهوداً، ** فقلتُ: شهيدُنا الملِكُ الجليل)
(فقال: يمينها، وبذاكَ أقضي، ** وكلُّ قضائهِ حسنٌ جميلُ)
(فبتُ حلفةٍ، ما لي لديها ** نقيرٌ، أدعيهِ، ولا فتيلُ)
(فقلتُ لها وقد غلبَ التعزي: ** أما يقضى لنا، يابثنَ، سولُ)
(فقالت ثمّ زجّت حاجبيها: ** أطلتَ ولستَ في شيءٍ تطيلُ)
(فلا يَجِدَنّكَ الأعداءُ عندي، ** فَتَثْكَلَني وإيّاكَ الثَّكُول!)













مصادر و المراجع :

١- ديوان جميل بثينة

المؤلف: أبا عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)

الناشر: دار صادر، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید