المنشورات

نعي جميل

قيل لما حضرت جميلا الوفاة، وهو في مصر، دعا برجل، وقال له: هل لك أن أعطيك كل ما أخلفه، على أن تفعل شيئًا أعهد به إليك؟ قال: نعم. قال: إذا مت، فخذ حلي هذه، وأعزلها جانبًا، وكل شيء سواها لك؛ وارحل إلى رهط بثينة على ناقتي هذه، والبس حلي هذه إذا وصلت، واشققها، ثم أعل على شرف وصح بهذه الأبيات. فلما أتى الرجل وأنشد الأبيات، برزت بثينة، وقالت: يا هذا، إن كنت صادقًا فقد قتلتي؛ وإن كنت كاذبًا فقد فضحتي. فقال: ما أنا إلا صادق. وأراها الحلة. فصاحت وصكت وجهها، فاجتمع نساء الحي يبكين معها، حتى صعقت، فمكثت مغشيًا عليها ساعة، ثم قامت وقالت:
وإن سلوى عن جميل لساعة ** من الدهر، ما حانت، ولا حان حينها
سواء علينا، يا جميل بن معمر، ** إذا مت، بأساء الحياة ولينها
وهذه أبيات جميل ينعي بها نفسه:
البحر: كامل تام
(صدعَ النعيَّ، وما كنى بجميلٍ، ** وثوى بمصرَ ثواءً غيرِ قفولِ)
(ولقد أجرُّ الذيلَ في وادي القرى، ** نَشوانَ، بينَ مَزارعٍ ونَخِيل)
(بكرَ النعيَّ بفارسِ ذي همٍ ة، ** بطلٍ، إذا حُمّ اللّقاءُ، مُذيلِ)
(قُومي، بثينةُ، فاندُبي بعويلِ، ** وابكي خليلكَ دونَ كلّ خليلِ)













مصادر و المراجع :

١- ديوان جميل بثينة

المؤلف: أبا عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)

الناشر: دار صادر، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید