المنشورات
رهين الذئب
البحر: طويل
(شهِدتُ بأني لم تَغَيّر مودّتي، ** وأني بكم، حتى الممات، ضنينُ)
(وأنّ فؤادي لا يلينُ إلى هوى ** سواكِ، وإن قالوا: بلى، سيلينُ)
(فَقَدْ بَانَ أَيَّام الصِّبَا ثُمَّ لَمْ يَكَدْ، ** مِنَ الدَّهْرِ، شَيْءٌ، بَعْدَهُنَّ، يَلينُ)
(ولمّا علونَ اللابتينِ، تشوفت ** قلوبٌ إلى وادي القُرى، وعيونُ)
(كأنّ دموعَ العينِ، يومَ تحملتْ ** بُثينةُ، يسقِيها الرِّشاشَ مَعِينُ)
(ظعائِنُ، ما في قُرْبهنّ لذي هوًى ** من الناس، إلا شقوةٌ وفنونُ)
(وواكلنهُ والهمَّ، ثمّ تركنه، ** وفي القلبِ، من وجد بهنّ، حنين)
(ورُحنَ، وقد أودَعنَ قلبي أمانةً ** لبثينةَ: سرٌّ في الفؤاد، كمينُ)
(كسِرّ النّدى، لم يعلم الناسُ أنّه ** ثَوَى في قَرَارِ الأرضِ وهو دَفين)
(إذا جاوزَ الاثنينِ سرٌّ، فإنه، ** بنَثٍّ وإفشاءِ الحديثِ، قَمِين)
(تُشيِّبُ رَوعاتُ الفِراق مفَارقي، ** وأنشَزنَ نفسي فوقَ حيثُ تكون)
(فوا حسرَتا! إنْ حِيلَ بيني وبينها، ** ويا حينَ نفسي، كيف فيكِ تحينُ!)
(وإني لأستغشي، وما بيَ نَعسةٌ ** لعلّ لِقاءً، في المنام، يكون)
(فإن دامَ هذا الصّرمُ منكِ، فإنني ** لأغبرها، في الجانبينَ، رهينُ)
(يقولون: ما أبلاكَ، والمالُ عامرٌ ** عليك، وضاحي الجلد منك كنِين)
(فقلت لهم: لا تَعذُلوني، وانظُروا ** إلى النازِعِ المقصورِ كيف يكونُ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان جميل بثينة
المؤلف: أبا
عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)
الناشر: دار
صادر، بيروت
24 يونيو 2024
تعليقات (0)