المنشورات

(سَلِّمْ على الدَّارِ بِذِي تَنْضُبِ ** فشطِّ حوضى فلوى قعنبِ)

قال أيضًا يمدح ابن هبيرة:
البحر: سريع
(سَلِّمْ على الدَّارِ بِذِي تَنْضُبِ ** فشطِّ حوضى فلوى قعنبِ)
(واسْتَوْقِفِ الرَّكْبَ عَلَى رَسْمِهَا ** بل حلَّ بالرَّسمِ ولا تركبِ)
(لَمَّا عَرَفْنَاهَا جَرَى دَمْعُهُ ** مَا بَعْدَ دَمْعِ الْعَانِسِ الأَشْيَبِ)
(طالب بسعدى شجناً فائتاً ** وهل لما قد فاتَ من مطلبِ)
(وصاحبٍ قد جنَّ في صحَّةٍ ** لاَيَشْرَبُ التِّرْيَاقَ مِنْ عَقْرَبِ)
(جافٍ عنِ البيضِ إذا ما غدا ** لم يبكِ في دارٍ ولم يطربِ)
(صَادَيْتُه عَنْ مُرِّ أخْلاَقِهِ ** بحلوِ أخلاقي ولم أشغبِ)
(حتَّى إذا ألقى علينا الهوى ** أظفارهُ وارتاحَ في الملعبِ)
(أصفيتهُ ودِّي وحدَّثتهُ ** بالْحَقِّ عَنْ سُعْدَى وعَنْ زَيْنَبِ)
(أقول والعينُ بها غصَّةٌ ** مِنْ عَبْرَةٍ هَاجَتْ ولَمْ تَسْكُبِ:)
(إِنْ تَذْهَبِ الدَّارُ وسُكَّانُهَا ** فَإِنَّ ما فِي الْقَلْبِ لَمْ يَذْهَبِ)
(لا غَرْوَ إِلاَّ دَار سُكَّانِنَا ** تمسي بها الرُّبدُ معَ الرَّبربِ)
(تنتابها سعدى وأترابها ** فِي ظِلِّ عَيْشٍ حَافِلٍ مُعْجِبِ)
(مرَّ علينا زمنٌ مصعبٌ ** بَعْدَ زَمَانٍ لَيْسَ بالْمُصْعَبِ)
(فَاجْتَذَّ سُعْدَى بِحَذَافيرِهَا ** غيرَ بقايا حبِّها المصحبِ)
(قد قلتُ للسَّائلِ في حبِّها ** لمَّا دنا في حرمةِ الأقربِ:)
(يا صاحِ لا تسأل بحبِّي لها ** وانْظُرْ إِلَى جِسْمِي ثم اعْجَبِ)
(من ناحلِ الألواحِ لو كلتهُ ** في قلبها مرَّ ولم ينشبِ)
(شتَّانَ مجدودٌ ومن جدُّهُ ** كالكعبِ إن ترحل بهِ يرتبِ)
(أغرى بسعدى عندنا في الكرى ** مَنْ لَيْسَ بِالدَّانِي ولا الْمُصْقَبِ)
(مكِّيَّةٌ تبدو إذا ما بدت ** بالميثِ من نعمانَ أو مغربِ)
(علِّقتُ منها حلماً كاذباً ** يا ليتَ ذاكَ الحلمَ لم يكذبِ)
(وملعبِ النُّونِ يرى بطنهُ ** من ظهرهِ أخضرَ مستصعبِ)
(عَطْشَانَ إِنْ تأَخُذُ عَلَيْهِ الصَّبَا ** يَفْحُشْ عَلَى الْبوصِيِّ أو يَصْخَبِ)
(كأنَّ أصْوَاتاً بِأرْجَائِه ** من جندبٍ فاضَ إلى جندبِ)
(ركبتُ في أهوالهِ ثيِّباً ** إِلَيْكَ أوْ عَذْرَاءَ لَمْ تُرْكَبِ)
(لمَّا تَيَمَّمْتُ عَلَى ظَهْرِهَا ** لمجلسٍ في بطنها الحوشبِ)
(هيَّأتُ فيها حينَ خيَّستها ** مِنْ حَالِكِ اللَّونِ ومِنْ أصْهَبِ)
(فأصبحت جاريةً بطنها ** مَلآنُ مِنْ شَتَّى فَلَمْ تُضْرَبِ)
(لا تشتكي الأينَ إذا ما انتحت ** تهدى بهادٍ بعدها قلَّبِ)
(رَاعي الذِّرَاعَيْنِ لِتَحْرِيزهَا ** من مشربٍ غارَ إلى مشربِ)
(إِذَا انْجَلَتْ عَنْهَا بِتَيَّارِهِ ** وارْفَضَّ آلُ الشَّرَفِ الأَحْدَبِ)
(ذكَرْتُ مِنْ هِقْلٍ غَدَا خَاضباً ** أو هقلةٍ ربداءَ لم تخضبِ)
(تصرُّ أحياناً بسكَّانها ** صَرِيرَ بَاب الدَّار فِي الْمِذْنَبِ)
(بمِثْلِهَا يُجْتَازُ فِي مِثْلِهِ ** إِنْ جَدَّ جَدَّتْ ثُمَّ لَمْ تَلْعَبِ)
(دُعْمُوصُ نَهْرٍ أنْشَبَتْ وَسْطَهُ ** إن تنعبِ الرِّيحُ لها تنعبِ)
(إِلى إِمَام النَّاسِ وَجَّهْتُهَا ** تَجْرِي عَلَى غَارٍ مِنَ الطُّحْلُبِ)
(إِلى فتًى تَسْقِي يَدَاهُ النَّدَى ** حيناً وأحياناً دمَ المذنبِ)
(إذا دنا العيشُ فمعروفهُ ** دَانٍ بِعَيْشِ الْقَانِعِ الْمُتْرِبِ)
(زينُ سريرِ الملكِ في المغتدى ** وغرَّةُ الموكبِ في الموكبِ)
(كأنَّ مبعوثاً على بابهِ ** يدني ويقصي ناقداً يجتبي)
(إذا رماهُ النَّقرى بامرئٍ ** لاَنَ لَهَ الْبَابُ وَلَمْ يُحْجَبِ)
(دأبتُ حتَّى جئتهُ زائراً ** ثمَّ تعنَّيتُ ولم أدأبِ)
(ما انشقَّتِ الفتنةُ عن مثلهِ ** في مشرقِ الأرضِ ولا مغربِ)
(أطبَّ للدِّينِ إذا رنَّقت ** عيناهُ من طاغيةٍ مجربِ)
(ألقى إليهِ ' عمرٌ ' شيمةً ** كَانَتْ مَوَارِيثَ أبٍ عَنْ أبِ)
(قوْدَ الْمَطَايَا بِعَمَى مَارِقٍ ** عوتبَ في الله فلم يُعتبِ)
(إنَّ يزيداً فادنُ من بابهِ ** في الضيقِ إن كانَ أو المرحبِ)
(أجْدَى عَلَى النَّاسِ إِذَا أمْحَلُوا ** يوماً وأكفى للثأى المنصبِ)
(دعامةُ الأرضِ إذا ما وهت ** سماؤهُ عن لاقحٍ مقربِ)
(الْجَالِبُ الأُسْدَ وأشْبَالَهَا ** يزرنَ من دورينِ في المجلبِ)
(بِعَسْكَرٍ ظَلَّتْ عَنَاجِيجُهُ ** في الْقودِ مِنْ طِرْفٍ ومِنْ سَلْهَبِ)
(مجنوبةَ العصرينِ أو عصرها ** بسيرِ لا وانٍ ولا متعبِ)
(يتبعنَ مخذولاً وأشياعهُ ** بالْعَيْنِ فالرَّوْحَاء فالْمَرْقَبِ)
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَنَ مِن كَبْوَةٍ ** وكُنَّ مِنْهُ لَيْلَة الْمِذَّبِ)
(خَرَجْنَ من سَوْدَاءَ في غِرِّةٍ ** يردينَ أمثالَ القنا الشُّرَّبِ)
(لَمَّا رَأوْا أعْناقَهَا شُرَّعاً ** بالموتِ دونَ العلقِ الأغلبِ)
(كانوا فريقينِ فمن هاربٍ ** ومقعسٍ بالطّعنِ لم يهربِ)
(مثل الفزاريِّ الَّذي لم يزل ** جَدَاهُ يَكْفِي غَيْبَةَ الْغُيَّبِ)
(أنزلنَ عبدَ الله من حصنهِ ** إذ جئنهُ من حيثُ لم يرهبِ)
(وانْصَعْنَ لِلْمَخْدُوع عَنْ نَفْسِهِ ** يَذُقْنَ ما ذَاقَ فَلَمْ يُصْلَبِ)
(وَلَوْ تَرَى الأَزْدِيَّ فِي جَمْعِهِ ** كانَ كضلِّيلِ بني تغلبِ)
(أيَّامَ يهززنَ إليه الرَّدى ** بكُلِّ مَاضِي النَّصلِ والثَّعْلَبِ)
(حتَّى إذا قرَّبهُ حينهُ ** منها ولولاَ الحينُ لم يقربِ)
(خاضَ ابنُ جمهورٍ ولو رامها ** مطاعن الأسدِ على المشربِ)
(وزرنَ شيبانَ فنامت بهِ ** عَيْنٌ ولَمْ تَأرَقْ عَلَى مُذْنِبِ)
(أجْلَى عَنِ الْمَوْصِلِ مِنْ وَقْعِهَا ** أو خرَّ من حُثحُوثها المطنبِ)
(هُنَاكَ عَادَ الدِّينُ مُسْتَقْبَلاً ** وانتصبَ الدّينُ على المنصبِ)
(وَعَاقِدُ التَّاجِ عَلَى رَأسِهِ ** يبرقُ والبيضةُ كالكوكبِ)
(لا يضعُ الَّلأمةَ عن جلدهِ ** وَمِحْمَلَ السَّيْفِ عَنِ الْمَنْكِبِ)
(جلاَّبُ أتلادٍ بأشياعهِ ** قلتُ لهُ قولاً ولم أخطبِ)
(لَوْ حَلَبَ الأَرْضَ بأخْلاَفِهَا ** دَرَّتْ لَكَ الْحَرْبُ دَماً فَاحْلُبِ)
(يا أيها النَّازي بسلطانهِ ** أدللتَ بالحربِ على محربِ)
(الْغِيُّ يُعْدِي فاجْتَنِبْ قُرْبَهُ ** واحْذَرْ بُغَى مُعْتَزَلِ الأَجْرَبِ)
(أنهاكَ عن عاصٍ عدا طورهُ ** وألهبَ القصدَ على الملهبِ)
(لاَ تَعْجَلِ الْحَرْبَ لَهَا رَحْبَةٌ ** تغضبُ أقواماً ولم تغضبِ)
(إن سرَّكَ الموتُ لها عاجلاً ** فاستعجلِ الموتَ ولا ترقبِ)
(مَا أُحْرِمَتْ عَنْكَ خَطَاطِيفُهُ ** فَارْقَ عَلَى ظَلْعِكَ أوْ قَبْقِبِ)
(إِنَّ الأُلَى كَانُوا عَلَى سُخْطِهِ ** من بينِ مندوبٍ ومستندبِ)
(لمَّا دنا منزلهُ أطرقوا ** إِطْراقَةَ الطَّيْرِ لذِي الْمِخْلَبِ)














مصادر و المراجع :

١- ديوان بشار بن برد

المؤلف: أبو معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)

جمعه وشرحه وكمله وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)

الجزء الثاني:

علق عليه ووقف على طبعه:

[محمد رفعت فتح الله]

الأستاذ في كلية اللغة العربية بالجامع الأزهر

و [محمد شوقي أمين]

المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر

(1373 هـ - 1954 م)

الجزء الثالث:

راجع مخطوطته ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)

(1376 هـ - 1957 م)

الجزء الرابع:

راجعه وصححه: محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)

(1386 هـ - 1966 م)

الناشر: الجزء (1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007

والجزء (2، 3، 4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید