المنشورات

(تَأبَّدَتْ بُرْقَةُ الرَّوْحَاء فَاللَّبَبُ ** فالمحدثات بحوضى أهلها ذهبوا)

قال أيضًا يمدح سليمان بن داود الهاشمي:
البحر: بسيط تام
(تَأبَّدَتْ بُرْقَةُ الرَّوْحَاء فَاللَّبَبُ ** فالمحدثات بحوضى أهلها ذهبوا)
(فأصبحت روضةُ المكاء خاليةً ** فَماخِرُ الْفَرْعِ فالْغَرَّافُ فالْكُثُبُ)
(فَأجْرَعُ الضَّوع لاَ تُرْعَى مَسَارِحُهُ ** كُل الْمَنَازِلِ مَبْثُوثٌ بِهَا الْكَأبُ)
(كَأنَّهَا بَعْدَ مَا جَرَّ الْعَفَاءُ بِهَا ** ذَيْلاً من الصَّيفِ لَمْ يُمْدَدْ لَهُ طُنُبُ)
(كَانَتْ مَعَايَا مِن الأَحْنَابِ فانْقَلَبَتْ ** عن عهدها بهمُ الأيام فانقلبوا)
(أقُولُ إِذْ وَدَّعُوا نَجْداً وسَاكِنَهُ ** وَحَالَفُوا غُرْبَةً بالدَّارِ فاغْتَرَبُوا)
(لاَ غَرْوَ إِلاَّ حَمَامٌ في مَسَاكِنِهمْ ** تدعو هديلاً فيستغري به الطربُ)
(سَقْياً لِمنْ ضمَّ بطْنُ الْخيْفِ إِنَّهُمُ ** بانوا ' بأسماء ' تلك الهم والأربُ)
(أئِنُّ مِنْهَا إِلَى الأَدْنى إِذَا ذُكِرَتْ ** كما يئِنُّ إِلَى عُوَّادِهِ الْوصِبُ)
(بجارةِ البيت همُّ النفس محتضرٌ ** إِذَا خلوْتُ وماءُ الْعيْنِ ينْسكِبُ)
(أنسى عزائي ولا أنسى تذكُّرها ** كأنني من فؤادي بعدها حربُ)
(لا تَسْقِنِي الْكأسِ إِنْ لمْ أبْغ رُؤْيتها ** بالذَّاعِريَّةِ أثْنِيها وتنْسلِبُ)
(تطوي الفلاة بتبغيلٍ إذا جعلت ** رؤوسُ أعلامها بالآلِ تعتصبُ)
(كم دون ' أسماءَ ' من تيهٍ ملمعةٍ ** ومنْ صفاصف منها القهبُ والخربُ)
(يَمْشِي النَّعامُ بِها مثْنى ومُجْتمِعاً ** كأنُّها عصبٌ تحدو بها عصبُ)
(لا يغفل القلبُ عن ' ليلى ' وقد غفلت ** عمَّا يُلاقِي شَجٍ بالْحُبِّ مُغْترِبُ)
(في كُلِّ يوْم لهُ همّ يُطالِبُهُ ** عِنْد الْمُلُوكِ فلاَ يُزْرِي بِهِ الطَّلبُ)
(يا (سُعْد) إِنِّي عداني عنْ زِيارتِكُمْ ** تَقَاذُفُ الْهَمِّ والْمهْرِيَّةُ النُّجُبُ)
(في كُلِّ هنَّاقةِ الأَضْواء مُوحِشَةٍ ** يسْترْكِضُ الآلَ في مجْهُولِها الْحَدَبُ)
(كأنَّ في جانبيها من تغولها ** بَيْضَاءُ تَحْسِرُ أحياناً وَتَنْتَقِبُ)
(جرْداءُ حوَّاءُ مخْشِيّ متالِفُها ** جشَّمْتُها الْعِيسَ والْحِرِباءُ مُنْتصِبُ)
(عشراً وعشراً إلى عشرين يرقبها ** ظهرُ ويخفضها في بطنه صببُ)
(لم يبق منها على التأويبِ ضائعةً ** ورحلة الليل إلاَّ الآلُ والعصبُ)
(ورَّادةٌ كُلَّ طامِي الْجمِّ عَرْمَضُهُ ** في ظِلِّ عِقْبانِهِ مُسْتأسِدٌ نشِبُ)
(وسبْعة مِنْ (بنِي الْبطَّالِ) قَيِّمُهُمْ ** رداؤهُ اليوم فوق الرَّجلِ يضطربُ)
(جليتُ عن عينه بالشعر أنشدهُ ** حتى استجاب بها والصبحُ مقتربُ)
(قال (النُّعيْمِيُّ) لمَّا زَاحَ باطِلُهُ ** وافْتَضَّ خَاتَمَ ما يَجْنِي بِهِ التَّعبُ)
(ما أنْت إِنْ لمْ تكُنْ أيْماً فقدْ عجِبتْ ** منك الرفاقُ ولي في فعلك العجبُ)
(تهفو إلى الصيدِ إن مرَّت سونحهُ ** بِساقِطِ الرِّيشِ لمْ يُخْلِفْ له الزَّغَبُ)
(إن كنتَ أصبحتَ صقراً لا جناح لهُ ** فقد تهانُ بك الكروانُ والخربُ)
(لله درك لم تسمو بقادمةٍ ** أوْ يُنْصِفُ الدَّهْرُ منْ يلْوِي فَيَعْتَقِبُ)
(إلى ' سليمان ' راحت تغتدي حزقاً ** والخيرُ متَّبعٌ والشرُّ مجتنبُ)
(تزُورُهُ مِنْ ذَوِي الأَحْسَابِ آوِنَةً ** وخير من زرت سلطانٌ لهُ حسبُ)
(أغَرُّ أبْلَجُ تَكْفِينَا مَشَاهِدُهُ ** في القاعدين وفي الهيجا إذا ركبوا)
(أَمْسَى (سُلَيْمَانُ) مرْؤُوماً نُطِيفُ بِهِ ** كما تُطِيفُ ببَيْتِ الْقِبْلَةِ الْعَرَبُ)
(ترى عليه جلالاً من أبوتهِ ** وَنُصْرَةً مِنْ يِدٍ تَنْدَى وتُنْتَهَبُ)
(يَبْدُو لَكَ الْخَيرُ فيهِ حِينَ تُبْصُرُهُ ** كما بَدَا في ثَنَايا الْكَاعِبِ الشَّنَبُ)
(في هامةٍ من ' قريشٍ ' يحدقونَ بها ** تجبى ويجبى إليها المسكُ والذهبُ)
(عَالَى (سلَيْمَانُ) فِي عَلْيَاءَ مُشْرِفَةٍ ** سيفٌ ورمحٌ وآباء له نجبُ)
(يَا نِعْمَ مَنْ كانَ مِنْهُمْ في مَحَلَّتِهِ ** وكان يشربُ بالماء الذي شربوا)
(كانوا - ولا دين إلاَّ السيفُ - ملكهمُ ** راسٍ وأيامهم عادية غلبُ)
(تطولُ أعمار قومٍ في أكفهمُ ** حيناً وتقصرُ أحياناً إذا غصبوا)
(الْعَاقِدِينَ الْمَنَايَا في مُسَوَّمَةٍ ** تُزْجَى أوَائِلُهَا الإِيجَافُ والْخَبَبُ)
(بِيضٌ حِدَادٌ وأشْرَافٌ زَبَانِيَةٌ ** يغدو على من يعادي الويلُ والحربُ)
(أقُولُ لَلْمُشْتَكِي دَهْراً أضَرَّ بِه ** فِيهِ ابْتِذَالٌ وفِي أنْيَابِهِ شُعَبُ:)
(لاَ جَارَ إِلاَّ (سُلَيْمَانٌ) وأسْرَتُهُ ** من العدوِّ ومن دهرٍ به نكبُ)
(إِذَا لقِيتَ (أبَا أيُّوبَ) فِي قَعَدٍ ** أوْ غَازِياً فَوْقَهُ الرَّايَاتُ تَضْطَرِبُ)
(لاَقَيْتَ دُفَّاعَ بَحْرٍ لا يُضَعْضِعُه ** للْمُشرِعِينَ عَلَى أرْجَائِهِ شُرُبُ)
(فاشرب هنيئاً وذيل في صنائعه ** وانعم فإنَّ قعود الناعم اللعبُ)
(الْهَاشِمِيُّ (ابْنُ دَاوُدٍ) تَدَارَكَنَا ** وَمَا لَنَا عِنْدَهُ نُعْمَى وَلاَ نَسَبُ)
(أحيا لنا العيشَ حتى اهتزَّ ناضرهُ ** وجارنا فانجلت عنا به الكربُ)
(لَيْثٌ لدَى الْحَرْبِ يُذْكِيهَا وَيُخْمِدُهَا ** وَلاَ تَرَى مِثْلَ مَا يُعْطِي وَمَا يَهَبُ)
(صعباً مراراً وتاراتٍ نوافقهُ ** سَهْلاً عَلَيْهِ رِوَاقُ الْمُلْكِ وَاللَّجِبُ)
(رَكَّابُ هَوْلٍ وَأعْوَادٍ لِمَمْلَكَةٍ ** ضرابُ أسبابِ هم حين يلتهبُ)
(ساقي الحجيج أبوه الخيرُ قد علمت ** عُلْيَا (قُرَيْشٍ) لَهَ الْغَايَاتُ والْقَصَبُ)
(وافى ' حنيناً ' بأسيافٍ ومقربة ** شُعْثِ النَّوَاصِي بَرَاهَا الْقَوْدُ والْخَبَبُ)
(يعطي العدى عن رسولِ الله مهجتهُ ** حتى ارتدى زينها والسيفُ مختضبُ)
(وكَانَ (دَاوُدُ) طَوْداً يُسْتَظَلُّ بِهِ ** وفي ' عليٍّ ' لأعداء الهدى هربُ)
(وَالْفَضْلُ عِنْدَ (ابْنِ عَبَّاسٍ) تُعَدُّ لَهُ ** فِي دَعْوَةِ الدِّينَ آثَارٌ ومُحْتَسَبُ)
(قل للمباهي ' سليمانا ' وأسرتهُ ** هَيْهَاتَ لَيْسَ كَعُودِ النَّبْعَةِ الْغَرَبُ)
(رَشِّحْ أباكَ لأُخْرَى مِنْ صَنَائِعِهِ ** واعْرفْ لِقَوْم برَأسٍ دُونَهُ أشَبُ)
(أبْنَاءُ أمْلاَكِ مَنْ صَلَّى لِقِبْلَتِنَا ** فَكُلُّهُمْ مَلِكٌ بِالتَّاجِ مُعْتَصِبُ)
(دم النبيِّ مشوبٌ في دمائهمُ ** كما يخالطُ ماء المزنةِ الضربُ)
(لو ملك الشمس قوم قبلهم ملكوا ** شمس النهار وبدر الليل لا كذبُ)
(أعطاهم الله ما لم يعط غيرهمُ ** فهم ملوكٌ لأعداء النهى وركبُ)
(لا يحدبون على مالٍ بمبخلةٍ ** إِذَا اللِّئَامُ عَلَى أمْوَالِهِمْ حَدِبُوا)
(لَوْلاَ فَضُولُ (سُلَيْمَانٍ) وَنَائِلُهُ ** لَمْ يَدْرِ طَالِبُ عُرْفٍ أيْنَ يَنْشَعِبُ)
(ينتابه الأقربث الساعي بذمته ** إذا الزمان كبا والخابطُ الجنب)
(كم من يتيم ضعيف الطرف ليس لهُ ** إلاَّ تناولَ كفَّي ذي الغنى أشبُ)
(آخَى لَهُ عَرْوُهُ الأَثْرَى فَنَالَ به ** رواحَ آخرَ معقود له سببُ)
(بِنَائِلٍ سَبطٍ لا منَّ يُرْدِفُهُ ** إذا معاشر منوا الفضل واحتسبوا)
(يا ابْن الأَكارِم آباءً ومأثرةً ** منك الوفاءُ ومنك النائل الرغبُ)
(في الحيِّ لي دردق شعث شقيت بهم ** لا يكسبون وما عندي لهم نشبُ)
(عزّ المضاعُ عليهم بعد وجبتهم ** فَمَا تَرَى فِي أنَاسٍ عيْشُهُمْ وجبُ)














مصادر و المراجع :

١- ديوان بشار بن برد

المؤلف: أبو معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)

جمعه وشرحه وكمله وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)

الجزء الثاني:

علق عليه ووقف على طبعه:

[محمد رفعت فتح الله]

الأستاذ في كلية اللغة العربية بالجامع الأزهر

و [محمد شوقي أمين]

المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر

(1373 هـ - 1954 م)

الجزء الثالث:

راجع مخطوطته ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)

(1376 هـ - 1957 م)

الجزء الرابع:

راجعه وصححه: محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)

(1386 هـ - 1966 م)

الناشر: الجزء (1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007

والجزء (2، 3، 4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید