المنشورات

(جفا ودهُ فازور أو مل صاحبهُ ** وأزرى به أن لا يزال يعاتبه)

يمدح مروان بن محمد بن مروان، ويمدح قيس عيلان:
البحر: طويل
(جفا ودهُ فازور أو مل صاحبهُ ** وأزرى به أن لا يزال يعاتبه)
(خَلِيليَّ لاَ تسْتنْكِرا لَوْعَةَ الْهوى ** ولا سلوة المحزون شطت حبائبهُ)
(شفى النفس ما يلقى بعبدة عينهُ ** وما كان يلقى قلبهُ وطبائبه)
(فأقْصرَ عِرْزَامُ الْفُؤاد وإِنَّما ** يميل به مسُّ الهوى فيطالبهُ)
(إِذَا كان ذَوَّاقاً أخُوكَ منَ الْهَوَى ** مُوَجَّهَةً في كلِّ أوْب رَكَائبُهْ)
(فَخَلّ لَهُ وَجْهَ الْفِرَاق وَلاَ تَكُنْ ** مَطِيَّةَ رَحَّالٍ كَثيرٍ مَذاهبُهْ)
(أخوك الذي إن ربتهُ قال إنما ** أربت وإن عاتبته لان جانبه)
(إذا كنت في كل الذنوب معاتباً ** صَديقَكَ لَمْ تَلْقَ الذي لاَ تُعَاتبُهْ)
(فعش واحدا أو صل أخاك فإنه ** مُفَارقُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ)
(إِذَا أنْتَ لَمْ تشْربْ مِراراً علَى الْقذى ** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه)
(وليْلٍ دَجُوجِيٍّ تنامُ بناتُهُ ** وأبْناؤُه منْ هوْله وربائبُهْ)
(حميتُ به عيني وعين مطيتي ** لذيذ الكرى حتى تجلت عصائبه)
(ومَاءٍ تَرَى ريشَ الْغَطَاط بجَوِّه ** خَفِيِّ الْحَيَا ما إِنْ تَلينُ نَضَائُبهْ)
(قَريبٍ منْ التَّغْرير نَاءٍ عَن الْقُرَى ** سَقَاني به مُسْتَعِملُ اللَّيْل دَائبُهْ)
(حليف السرى لا يلتوي بمفازة ** نَسَاهُ وَ لاَ تَعْتَلُّ منْهَا حَوَالبُهْ)
(أمَقُّ غُرَيْريٌّ كأنَّ قُتُودَهُ ** على مثلث يدمى من الحقب حاجبه)
(غيور على أصحابه لا يرومهُ ** خَليطٌ وَلا يَرْجُو سوَاهُ صَوَاحبُهْ)
(إِذَا مَا رَعَى سَنَّيْن حَاوَلَ مسْحَلاً ** يجد به تعذامه ويلاعبه)
(أقب نفى أبناءه عن بناته ** بذي الرَّضْم حَتَّى مَا تُحَسُّ ثَوَالبُهْ)
(رَعَى وَرَعيْنَ الرَّطْبَ تسْعينَ لَيْلَةً ** على أبقٍ والروض تجري مذانبه)
(فلما تولى الحر واعتصر الثرى ** لَظَى الصَّيْف مِنْ نَجْمٍ تَوَقَّدَ لاَهِبُهْ)
(وَطَارَتْ عَصَافيرُ الشَّقائق وَاكْتَسَى ** منَ الآل أمْثَالَ الْمُلاَءِ مَسَاربُهْ)
(وصد عن الشول القريع وأقفرت ** ذُرَى الصَّمْد ممَّا اسْتَوْدَعَتْهُ مَوَاهبُهْ)
(وَلاَذَ الْمَهَا بالظِلِّ وَاسْتَوْفَضَ السَّفَا ** منَ الصَّيْف نَئَاجٌ تَخُبُّ مَوَاكبُهْ)
(غَدَتْ عَانَةٌ تَشْكُو بأبْصَارهَا الصَّدَى ** إلى الجأب إلا أنها لا تخاطبه)
(وظلَّ علَى علياءَ يَقْسِمُ أمْرهُ ** أيَمْضِي لِوِرْد بَاكِراً أمْ يُواتبُهُ)
(فلمَّا بدا وجْهُ الزِّمَاعِ وَرَاعَهُ ** من الليل وجه يمم الماء قاربه)
(فَبَاتَ وقدْ أخْفى الظَّلاَمُ شُخُوصَها ** يُنَاهبُها أُمَّ الْهُدى وتُناهبُهْ)
(إذا رقصت في مهمه الليل ضمها ** إِلَى نَهجٍ مِثْلَ الْمَجَرَّة لاَحِبُهْ)
(إلى أن أصابت في الغطاط شريعةً ** من الماء بالأهوال حفت جوانبه)
(بها صَخَبُ الْمُسْتوْفِضات علَى الْولَى ** كما صخبت في يوم قيظ جنادبه)
(فأقبلها عرض السري وعينهُ ** ترود وفي الناموس من هو راقبه)
(أخُو صيغةٍ زُرْقٍ وصفْراءَ سمْحةٍ ** يَجاذبُها مُسْتحْصِدٌ وتُجاذبُهْ)
(إذا رزمت أنَّت وأنَّ لها الصدى ** أَنين الْمريض للْمريض يُجاوبُهْ)
(كأن الغنى آلى يميناً غليظةً ** عليه خلا ما قربت لا يقاربه)
(يؤول إلى أم ابنتين يؤودهُ ** إِذا ما أتاها مُخْفِقاً أوْ تُصاخبُهْ)
(فلما تدلى في السري وغره ** غليلُ الْحشا منْ قانصٍ لاَ يُواثبُهْ)
(رمى فأمر السهم يمسح بطنه ** ولبَّاته فانْصاع والْموْتُ كاربُهْ)
(ووافق أحجاراً ردعن نضيهُ ** فأصبح منها عامراهُ وشاخبه)
(يخاف المنايا إن ترحلت صاحبي ** كأنَّ الْمَنَايَا في الْمُقَامِ تُناسبُهْ)
(فقُلْتُ لهُ: إِنَّ العِراق مُقامُهُ ** وَخِيمٌ إِذا هبَّتْ عليْك جنائبُهْ)
(لعلَّك تسْدْني بسيْرك في الدُّجى ** أخا ثقةٍ تجدي عليك مناقبهْ)
(من الْحيِّ قيْسٍ قيْسِ عيْلاَن إِنَّهُمْ ** عيون الندى منهم تروى سحائبه)
(إذا المجحد المحروم ضمت حبالهُ ** حبائلهم سيقت إليه رغائبه)
(ويومٍ عبوريٍّ طغا أو طغا به ** لظاهُ فما يَرْوَى منَ الْمَاء شَاربُهْ)
(رفعت به رحلي على متخطرفٍ ** يزفُّ وقد أوفى على الجذل راكبهْ)
(وأغبر رقَّاص الشخوص مضلةً ** مَوَاردُهُ مَجْهُولَةٌ وَسَباسبُهْ)
(لألقى بني عيلان إن فعالهم ** تزيدُ علَى كُلِّ الْفعَال مَرَاكبُهْ)
(ألاك الألى شقوا العمى بسيوفهم ** عن الغي حتى أبصر الحق طالبه)
(إذا ركبوا بالمشرفية والقنا ** وأصبح مروان تعدُّ مواكبه)
(فأيُّ امْرىء ٍ عاصٍ وأيُّ قبيلةٍ ** وأرْعَنَ لاَ تبْكي عليْه قرائبُهْ)
(وَسَامٍ لمرْوانٍ ومِنْ دُونِهِ الشَّجَا ** وهوْلٌ كلُجِّ الْبحْر جَاشتْ غواربُهْ)
(أحلَّتْ به أمُّ الْمنايا بناتِها ** بأسيافنا إنا ردى من نحاربه)
(وما زال منَّا مُمْسكٌ بمدينة ** يراقب أو ثغر تخاف مرازبه)
(إِذَا الْملِكُ الْجبَّارُ صَعَّر خدَّهُ ** مَشَيْنا إِليْه بالسُّيوف نُعاتبُهْ)
(وكُنَّا إِذا دَبَّ الْعدُوَّ لسُخْطِنَا ** ورَاقَبَنا في ظاهرٍ لا نُراقُبْه)
(ركِبْنا لهْ جهْراً بكُلِّ مُثقَّفٍ ** وأبْيضَ تَسْتَسْقِي الدِّماءَ مضاربُهْ)
(وجيش كجنح الليل يرجف بالحصى ** وبالشول والخطي حمر ثعالبهْ)
(غَدَوْنا لهُ والشَّمْسُ فِي خِدْرِ أُمِّها ** تُطالِعُنا والطَّلُّ لمْ يجْرِ ذائِبُهْ)
(بِضرب يذُوقُ الْموْت منْ ذاق طَعَمَهُ ** وتُدْرِكُ منْ نَجَّى الْفِرارُ مثالِبُهْ)
(كأن مثال النقع فوق رؤوسهم ** وأسيافنا ليلٌ تهاوى كواكبه)
(بعثنا لهم موت الفجاءة إننا ** بنُو الْمُلْكِ خفَّاقٌ عليْنا سَبَائبُهْ)
(فراحُوا: فرِيقاً فِي الإِسارِ ومِثْلُهُ ** قتِيلٌ ومِثْلُ لاذَ بالْبحْرِ هارِبُهْ)
(وأرْعنَ يغْشَى الشَّمْسَ لوْنُ حدِيدِهِ ** وتخلس أبصار الكماة كتائبه)
(تغص به الأرض الفضاء إذا غدا ** تزاحم أركان الجبال مناكبه)
(كأن جناباويه من خمس الوغى ** شَمامٌ وَسلْمَى اوْ أَجأ وكواكِبُهْ)
(تركنا به كلباً وقحطان تبتغي ** مَجِيراً من القتْلِ المُطِلِّ مَقانِبُهْ)
(أباحَتْ دِمَشْقاً خيْلُنا حين أُلْجِمَتْ ** وآبت بها مغرور حمصٍ نوائبه)
(ونالت فلسطيناً فعرد جمعها ** عَنِ الْعارض المُسْتنِّ بِالْمَوتِ)
(وقدْ نزلتْ مِنَّا بِتدْمُرَ نوْبَةٌ ** كذاك عُرُوضُ الشَّرّ تعْرُو نوائبه)
(تعود بنفس لا تزل عن الهدى ** كمَا زَاغَ عَنْهُ ثابِتٌ وأقارُبه)
(دعا ابن سماكٍ للغواية ثابتٌ ** جِهَاراً ولمْ يُرْشدْ بَنيهِ تَجَاربُه)
(ونادى سعيداً فاستصب من الشقا ** ذنُوباً كمَا صُبَّتْ عَليْهِ ذنائبُه)
(ومن عَجَبٍ سَعْيُ ابْن أغْنمَ فيهمُ ** وعثمان إن الدهر جم عجائبه)
(ومَا منْهُمّا إِلاَّ وطار بشخْصِهِ ** نجيبٌ وطارت للكلاب رواجبه)
(أمَرْنا بهمْ صَدْرَ النَّهَارِ فصُلِّبُوا ** وأمسى حميدٌ ينحتُ الجذع صالبه)
(وباط ابن روح للجماعة إنهُ ** زأرنا إليه فاقشعرت ذوائبه)
(وبِالْكُوفةِ الحُبْلَى جَلَبْنا بِخَيْلِنا ** عليهم رعيل الموت إنا جوالبه)
(أقمنا على هذا وذاك نساءهُ ** مَآتِمَ تَدْعُو للبُكا فتُجاوِبه)
(أيامى وزوجاتٍ كأن نهاءها ** على الحزن أرءامُ الملا ورباربه)
(بَكيْن عَلى مِثل السِّنانِ أصَابَهُ ** حِمَامٌ بأيْدِينا فهُنَّ نوادِبُه)
(فلمّا اشْتَفيْنا بِالْخِليفةِ منْهُمُو ** وصال بنا حتى تقضت مآربه)
(دَلْفَنا إِلَى الضَّحَّاك نَصْرفُ بالرَّدَى ** ومروان تدمى من جذام مخالبه)
(معِدِّينَ ضِرْغاماً وَأسْودَ سَالِخاً ** حُتُوفاً لمَنْ دَبِّتْ إِلَيْنَا عَقَاربُهْ)
(وما أصبح الضحاكُ إلا كثابتٍ ** عَصَانَا فَأرْسلْنَا المنيَّة تَادبُهْ)














مصادر و المراجع :

١- ديوان بشار بن برد

المؤلف: أبو معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)

جمعه وشرحه وكمله وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)

الجزء الثاني:

علق عليه ووقف على طبعه:

[محمد رفعت فتح الله]

الأستاذ في كلية اللغة العربية بالجامع الأزهر

و [محمد شوقي أمين]

المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر

(1373 هـ - 1954 م)

الجزء الثالث:

راجع مخطوطته ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)

(1376 هـ - 1957 م)

الجزء الرابع:

راجعه وصححه: محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)

(1386 هـ - 1966 م)

الناشر: الجزء (1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007

والجزء (2، 3، 4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید