المنشورات

(يا صاحِبَيَّ العَشِيَّةَ اِحتَسِبا ** جَدَّ الهَوى بِالفَتى وَما لَعِبا)

يمدح المهدي بالله أمير المؤمنين رضي الله عنه:
(يا صاحِبَيَّ العَشِيَّةَ اِحتَسِبا ** جَدَّ الهَوى بِالفَتى وَما لَعِبا)
(وَاللَهِ وَاللَهِ ما أَنامُ وَلا ** أَملِكُ عَيني دُموعَها طَرِبا)
(أَبقى لَنا الدَهرُ مِن تَذَكُّرِ مَن ** قَد كانَ جاراً فَبانَ وَاِغتَرَبا)
(لِلَّهِ دَمعي أَلّا أُكَلِّمَهُ ** يَومَ غَدا في السُلافِ مُنشَعِبا)
(ما كانَ ذَنبي أَنّي شَقيتُ بِهِ ** وَشُؤمَ عَينٍ كانَت لَنا سَبَبا)
(أَفرَغتُ دَمعي عَلى الحَبيبِ فَأَع ** جَبتُ رِجالاً وَلَم أَكُن عَجَبا)
(قَبلي تَصابى الفَتى وَمالَ بِهِ ** حُبُّ المَعاصيرِ عَفَّ أَو طَلَبا)
(ما كانَ حُبّي سَلمى وَرُؤيَتُها ** إِلّا قَذىً في مَدامِعي نَشِبا)
(أُريدُ نِسيانَها فَيُذكِرُني ** ما باتَ في الجارَتَينِ مُكتَسَبا)
(لِلَّهِ سَلمى إِذ لا تُطيعُ بِنا ال ** واشي وَإِذ لا نُطيعُ مَن عَتَبا)
(لِلَّهِ سَلمى إِذ لا تُطيعُ بِنا ال ** واشي وَإِذ لا نُطيعُ مَن عَتَبا)
(تَدنو مَعَ الذِكرِ كُلَّما نَزَحَت ** حَتّى أَرى شَخصَها وَما اِقتَرَبا)
(وَيَومَ أَشكو إِلى أُسامَةَ مَك ** نونَ الهَوى فَاِستَطارَ وَاِلتَهَبا)
(قالَت سُلَيمى أَعِندَنا شُغُلٌ ** عَنكَ وَلَكِن لا تُحسِنُ الحَلَبا)
(أَكرِم خَليطاً تَنَل كَرامَتَهُ ** لَستَ بِجانٍ مِن شَوكِهِ عِنَبا)
(زَينَ الجَواري خُلِقتِ مِن عَجَبٍ ** وَالحِرصُ عَجلانُ يَفضَحُ الأَدَبا)
(وَبِالنَقى وَالعُيونُ حاضِرَةٌ ** عَيَّنَّنا كُلَّ شارِقٍ عَقِبا)
(دَسَّت إِلَيَّ البَنّانَ تُخبِرُني ** عَنها فَمَنّى وَرُبَّما كَذَبا)
(كانَت عَلى ذاكَ ثُمَّتَ اِنقَلَبَت ** كَما دَعَوتُ الزَماعَ فَاِنقَلَبا)
(كَم مِن نَعيمٍ نِلنا لَذاذَتَهُ ** وَمَجلِسٍ عادَ ذِكرُهُ نَصَبا)
(لَم يَبقَ إِلّا الخَيالُ يُذكِرُني ** ما كانَ مِنها وَكانَ مُطّلَبا)
(دَع عَنكَ سَلمى شَجىً لِطالِبَها ** لا يَسبِقُ الرَأيُ دونَ ما كُتِبا)
(سَأَترُكُ الغُرَّ لِلعُيونِ وَلا ** أَترُكُ شُربَ الصَهباءِ وَالغَرَبا)
(وَمَلِكٌ تَسجُدُ المُلوكُ لَهُ ** موفٍ عَلى الناسِ يَرزِقُ العَرَبا)
(راعٍ لِأَحسابِنا وَذِمَّتِنا ** يُمسي دُواراً وَيَغتَدي نُصُبا)
(لا يَفتُرُ البُختُ وَالبِغالُ مَوا ** قيراً خَراجاً يُجبى لَهُ دَأَبا)
(وَرُبَّما شَبَّتِ العُيونُ لَهُ ** بَرقاً فَكانَت رُؤُسَ مَن شَغَبا)
(فَتى قُرَيشٍ ديناً وَمَكرُمَةً ** وَهَبتُ وُدّي لَهُ بِما وَهَبا)
(لا يَأثَرُ الغِلَّ لِلخَليلِ وَلا ** تَغلِبُهُ طَيرُهُ إِذا غَضِبا)
(يُعطيكَ ما هَبَّتِ الرِياحُ وَلا ** يُطمَعُ في دينِهِ وَإِن قَرُبا)
(شَهمٌ وَقورٌ يَزينُ غُرَّتَهُ ** حِلمٌ وَزانَ الوَقارُ ما اِجتَنَبا)
(يَكفيكَ مِن قَسوَرٍ أَجَشَّ وَكَال ** ماءِ زُلالاً يَجري لِمَن شَرِبا)
(بِجِلدَةٍ طابَت الثِيابُ وَبِال ** مَسِّ يُطيبُ العِيانَ وَالحَسَبا)
(تُشَمُّ نَعلاهُ في النَديِّ كَما ** شَمَّ النَدامى الرَيحانَ مُعتَقَبا)
(ساوَرتُ مِن دونِهِ العَقَنقَلَ وَال ** جَوفَ أُزجّي المَهرِيَّةَ النُجُبا)
(مِنَ المُعَدّاتِ في اللُجَينِ وَفي ال ** عَيصِ لِهَمٍّ أَلَحَّ أَو غَلَبا)
(إِذا ذَكَرتُ اِمرَأً يَبيتُ عَلى ال ** حَمدِ رَكِبنا العادِيَّةَ الرُكَبا)
(يَخبُطنَ جَمرَ الغَضى وَقَد خَفَقَ ال ** آلُ وَغَشّى رَيعانُهُ الحَدَبا)
(مُستِقبِلاتٍ مِن كُلِّ هاجِرَةٍ ** قَيظاً وَقَيضاً تَرى لَهُ حَبَبا)
(عوجٌ تَوالى عَلى الذَميلِ إِذا ال ** راكِبُ مِن حَرِّ يَومِهِ اِنتَقَبا)
(يَسبَحنَ في عَدرَةِ السَماءِ كَما ** شَقَّ العَدَولِيُّ زاخِراً صَخِبا)
(حَتّى إِذا خَيَّمَت بِعاقِبَةٍ ** جاراتِ والٍ يُفَرِّجُ الكُرَبا)
(بَينَ أَبي جَعفَرٍ وَبَينَ أَبي ال ** عَبّاسِ مِثلُ الرِئبالِ مُحتَجِبا)
(لا بَل هُوَ المُخدِرُ الهُمامُ إِذا ** أَحسَّ قَلبُ اِمرِئٍ بِهِ وَجَبا)
(صَبَّحتُهُ في الذَرورِ تُمطِرُ كَف ** فاهُ لِزُوّارِ بَيتِهِ ذَهَبا)
(لَمّا رَآني بَدَت مَكارِمُهُ ** نوراً عَلى وَجهِهِ وَما اِكتَأَبا)
(كَأَنَّما جِئتُهُ أُبَشِّرُهُ ** وَلَم أَجِئ راغِباً وَمُحتَلِبا)
(فَرَّجَ عَنّي المَهدِيُّ مِن كَرَبِ الض ** ضيقِ خِناقاً قاسَيتُهُ حُقَبا)
(أَعطى مِنَ الصُتمِ وَالوَلائِدِ وَال ** عُبدانِ حَتّى حَسِبتُهُ لَعِبا)
(وَبِركَةٍ تَحمِلُ الوَفاءَ تَلا ** فاها مِنَ المَوتِ بَعدَ ما كَرَبا)
(يَحثي لِهَذا وَذا وَذاكَ وَلا ** يَحسِبُ مَعروفَهُ كَمَن حَسَبا)
(إِنَّ الَّذي أَنعَمَت خِلافَتُهُ ** بِالناسِ حَتّى تَنازَعوا سَبَبا)
(شَقيقُ مَن قامَت الصَلاةُ بِهِ ** لَم يَأتِ بُخلاً وَلَم يَقُل كَذِبا)
(شيبَت بِأَخلاقِهِ خَلائِقُهُ ** وَحازَ ميراثَهُ إِذا اِنتَسَبا)
(يَغدو بِيُمنٍ مِنَ النُبُوَّةِ لا ** يُخلِفُ عَرّاصُهُ إِذا اِضطَرَبا)
(وَبَشَّرَت أَرضُنا السَماءَ بِهِ ** وَسَرَّ أَهلَ القُبورِ ما عَقَبا)
(لِلَّهِ أَهلُ القُبورِ لَو نُشِروا ** لاقَوا نَعيماً وَاِستَجلَموا أَدَبا)
(وَيوسُفُ البَرمُ قَد عَبَأتَ لَهُ ** حَتّى هَوى في الجَحيمِ مُنقَلَبا)
(بُعداً وَسُحقاً لِمَن تَوَلّى عَنِ ال ** حَقِّ وَعاصى المَهدِيَّ مُرتَعِبا)
(إِنَّ اِبنَ ساقي الحَجيجِ يَكفيكَ ما ** حَلَّ مُقيماً وَأَيَّةً رَكِبا)
(مَهدِيُّ آلِ الصَلاةِ يَقرَؤُهُ ال ** قَسُّ كِتاباً دَثراً جَلا رِيَبا)
(كَأَنَّ طُلّابَهُ لِحاجَتِهِم ** حَجٌّ يَأُمّونَ مَشعَراً شُزُبا)
(يُزَيِّنُ المِنبَرَ الأَشَمَّ بِعِط ** فَيهِ وَأَقوالِهِ إِذا خَطَبا)
(وَتُشرِقُ الأَرضُ مِن مَحاسِنِهِ ** كَأَنَّ نوراً في الشَمسِ مُجتَلَبا)
(أَغَرُّ مُستَمطَرُ اليَدَينِ إِذا ** راحَ عَلَيهِ زُوّارُهُ عُصَبا)
(وَمُنتَهى غايَةِ الوُفودِ إِذا ** ساروا يُرَجّونَ وَصلَهُ رَغَبا)
(يَقولُ ساريهُمُ وَقَد دَأَبوا ** بَعدَ الصَباحِ اِغتِباطُ مَن دَأَبا)
(إِذا أَتَيتَ المَهدِيَّ سَأَلُهُ ** لاقيتَ جوداً بِهِ وَمُحتَسَبا)
(تَرى عَلَيهِ سيما النَبِيِّ وَإِن ** حارَبَ قَوماً أَذكى لَهُم لَهَبا)
(مُجتَمِعُ القَلبِ في اللِقاءِ إِذا ال ** أَمرُ تَوَلّى مِن قَلبِهِ حَرَبا)
(قَد سَطَعَ الأَمنُ في وِلايَتِهِ ** وَقالَ فيهِ مَن يَقرَأُ الكُتُبا)
(مُحَمَّدٌ مورِثٌ خِلافَتَهُ ** موسى وَهارونَ يَتبَعانِ أَبا)














مصادر و المراجع :

١- ديوان بشار بن برد

المؤلف: أبو معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)

جمعه وشرحه وكمله وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)

الجزء الثاني:

علق عليه ووقف على طبعه:

[محمد رفعت فتح الله]

الأستاذ في كلية اللغة العربية بالجامع الأزهر

و [محمد شوقي أمين]

المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر

(1373 هـ - 1954 م)

الجزء الثالث:

راجع مخطوطته ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)

(1376 هـ - 1957 م)

الجزء الرابع:

راجعه وصححه: محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)

(1386 هـ - 1966 م)

الناشر: الجزء (1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007

والجزء (2، 3، 4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید