المنشورات

(أنى شبابك قد مضى محمودا ** ودع الغواني إن أردن صدودا)

البحر: كامل تام
(أنى شبابك قد مضى محمودا ** ودع الغواني إن أردن صدودا)
(وصرمنا حبلك بعد أول نظرةٍ ** وبما يكن إلى حديثك صيدا)
(أيام ينبعث القريض بمجلسٍ ** شافٍ لدائك أو تبيت عميدا)
(تصطاد من بقر الأنيس وتصطفي ** كأس المدامة عندهن ركودا)
(ولقد شربت رضابهن على الصدا ** وعلى الصبابة ودهن برودا)
(من كل مقبلةِ الشباب كأنها ** صنمٌ لأعجم لا يني معبودا)
(تدني القناع على محاسن مشرقٍ ** كالبدر يحفل عصفراً وعقودا)
(وَكَأنَّما نَظَرَتْ بِعَيْنَيْ شَادِنٍ ** حَيْرَانَ أبْصَرَ شَادِناً مَطْرُودَا)
(ويشك فيها الناظرون إذا مشت ** أتَسِيلُ أمْ تَمْشِي لَهمْ تَأويدَا)
(أرخت على قصب الروادف فانثنت ** كالْخَيْزُرَانة لدْنةً أمْلُودَا)
(وكَأَنَّهَا شَرِبَتْ سُلافة بَابِلٍ ** بِالسَّاهِرِيَّةِ خالطتْ قِنْدِيدَا)
(فِتنٌ مُبَتَّلَةٌ تمِيلُ إِلَى الصِّبَى ** وَلِمَنْ تصيَّدَهَا تكُونُ صَيُودَا)
(وَصَفَتْ مَجاسِدُها روادِفَ فَعْمَةً ** وَمُهَفْهَفاً قَلِقَ الْوِشَاحِ خضِيدا)
(وعلى الترائب زينهن كأنه ** وسنان جاذب مضجعاً ليؤودا)
(وَإِذَا بَدا لَكَ وَجْهُهَا أَكْبَرْتَهُ ** عجباً ويا لك في القلائد جيدا!)
(وكفى بمضطرب العقود فإنه ** نَحْرٌ يَزِينُ زَبَرْجَداً وَفَرِيدَا)
(وَلَئِنْ صَدَدْنَ لَقَدْ قَضَيْتُ لُبَانَةً ** وَغَنِيتُ دَهْراً ناعِماً غِرِّيدَا)
(وَدُمًى أَوَانِسُ مِن بَناتِ مُحَرِّقٍ ** حور نواعم أوجهاً وجلودا)
(أَرْسَلْنَ فِي لطفٍ إِلَيَّ أنِ ائْتِنَا ** غابَ الرَّقِيبُ وَمَا تخافُ وَعِيدَا)
(فَأتيْتُهُنَّ مَعَ الْجَرِيِّ يَقُودُنِي ** طرباً ويا لك قائداً ومقودا!)
(لمَّا الْتقيْنا قُلْن: هَاتِ فقدْ مَضتْ ** سَنةٌ نُؤملُ أَنْ نَراكَ قَعِيدَا)
(حَدِّثْ فَقَدْ رَقَدَ الْوُشَاةُ وَلَيْتَهُمْ ** حَتى الْقَيَامَةِ يَلْبَثُونَ رُقُودَا)
(قلت: اقترحن من الهوى فسألنني ** طُرَفَ الْحَدِيث فُكَاهَةً وَنَشِيدَا)
(حتى إذا بعث الأذين فراقنا ** وَرَأَيْتُ مِنْ وَجْهِ الصَّبَاح خُدُودَا)
(جرت الدموع وقلن: فيك جلادةٌ ** عنا ونكره أن نراك جليدا)
(فالآن حين صحوت إني إن أرى ** كلِفاً فيَرْجَعُ وُدُّهُنَّ جَدِيدَا)
(لا تعص ذا رشدٍ ويمن مشهورةٍ ** ومن السعادة أن تكون رشيدا)
(متع صديقك غير مخلق وجهه ** وإذا سئلت فلا تكن جلمودا)
(وَفَتًى يَذُبُّ عَن الْمتاع وَيَبْتَغِي ** مَا فِي يَدَيْكَ إِذا رَآكَ مُفِيدَا)
(شيعته ليهين بعض متاعه ** يوماً ويُكرِمَ نفسَه فيسودَا)
(فدنا فأشرق ثم أظلم وجهه ** عَرَف الْوَلاَءَ فزادَهُ ترْبِيدَا)
(أبلغ سراة بني الحصين بأنني ** قلدتهم مدحي وكنت ودودا)
(حملت قرمهم الفنيق قصائدي ** حذا يلذ بها الرواة نشيدا)
(وَإِذَا ذكرْتُ بَنِي قُتيْبَة أَصْبَحَتْ ** نفسي تنازعني القريض جديدا)
(الذَّائِدِين عَنِ الحَرِيم بِجَدِّهِمْ ** وَالْمُنْعِمِين أُبُوَّةً وَجُدُودَا)
(قومٌ لهم كرم الإخاء وعزةٌ ** لا يمكنون بها الظلامة صيدا)
(تأبى قلوبهم المذلة والخنا ** وَأَبَتْ أَكُفُّهُم الْبُحُورُ جُمُودَا)
(فطنٌ لمعروفٍ وإن لم يفطنوا ** لِلْغيِّ يَعرِفُهُ الْخَلِيلُ مُعِيدا)
(وَترى عليْهمْ نضْرَةً وَمَهابَةً ** شرفاً وإن ملكوا أمنت وعيدا)
(متوازرون على المحامد والندى ** لا يحسبون غنىً يديم خلودا)
(وكأنهم في نحر كل مخوفةٍ ** أسد جعلن لها الملاحم عيدا)
(يغدون في حلقِ النعيم وتارةً ** في المسك يصبح للجلود جلودا)
(وَمُرَفَّلِين على الْعشِيرَةِ أَصْبَحُوا ** سَبْقاً مَرَازِبَةَ العِرَاقِ قُعُودا)
(وَبَنى لَهُمْ مُلْكاً أَطَالَ عِمَادَهُ ** سَلَفٌ يَرَى بِمَجَرَّةٍ أخْدُودَا)
(تَنْشَقُّ رَوْعَاتُ الْوَغَى عَنْ رَأسِهِ ** صلتان يفتكُ بالأمور وحيدا)
(كم من عفاريةٍ أبل متوج ** قتل الإلهُ به وكان مريدا)
(قاد الجنود من البصيرة للعدى ** حتَّى وَقْعن بِصِين ثغْرٍ قُودا)
(خَيْلاً مُخفَّفةً وَخَيْلاً حُسَّراً ** لايَعْتَلِجْن مع الشَّكَائِم عُودَا)
(أنزلن غوزك من صياصي عزه ** ظَهْراً وكان غزِيُّهُ مجْدُودا)
(وأفأن نسوة نيزكٍ وتركنه ** جزراً ورهط بني الأشل حصيدا)
(وحملن ربهم الأجل هديةً ** في الشَّاكِرَيَّةِ عانياً مَصْفُودا)
(ومنعن خاقان المسارح فانثنى ** عجلاً يشل سوامه مزؤودا)
(وأقمن قتلى للمقانب والقنا ** بَعْدَ الْحَصَانَةِ مَنْهَلاً مَوْرُودَا)
(تلك المكارم لا مقام معذرٍ ** بَرَقَ الْحَبِيُّ لَهُ فَحَادَ مَحِيدَا)
(وأبو قتيبةَ في الكريهةِ مثلهُ ** أسَدٌ يُرَشِّحُ لِلِّقَاء أسُودَا)
(ملك على مضض العدو محلهُ ** يعطي الجزيل ويقتل الصنديدا)
(تهدى له فلق الرؤوس إذا غدا ** وإذا تروح حادياً ليجودا)
(وَلَقَدْ أَقُولُ لِقَافِلِينَ رَأَيْتَهُمْ ** بِقَفَا الْمَسَالِحِ يَقْسِمُونَ قَصِيدَا)
(كَيْفَ الأَمِيرُ لِزَائِرٍ مُتَخَيِّرٍ ** تَرَكَ الأَقَارِبَ وَالْبَعِيدَ بَعِيدَا)
(وُدّاً وَمُخْتَبِطاً وَدَائِمَ عِشْرَةٍ ** يسعى لجاريةٍ تريد نقودا)
(تأبى صواحبها ويأبى أهلها ** إلا العلاء فكلفوه كؤودا)














مصادر و المراجع :

١- ديوان بشار بن برد

المؤلف: أبو معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)

جمعه وشرحه وكمله وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)

الجزء الثاني:

علق عليه ووقف على طبعه:

[محمد رفعت فتح الله]

الأستاذ في كلية اللغة العربية بالجامع الأزهر

و [محمد شوقي أمين]

المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر

(1373 هـ - 1954 م)

الجزء الثالث:

راجع مخطوطته ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)

(1376 هـ - 1957 م)

الجزء الرابع:

راجعه وصححه: محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)

(1386 هـ - 1966 م)

الناشر: الجزء (1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007

والجزء (2، 3، 4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید