المنشورات

(ألم يأن أن تسلى مودة مهددا ** فتخلف حلماً أو تصيب فترقدا)

البحر: طويل
(ألم يأن أن تسلى مودة مهددا ** فتخلف حلماً أو تصيب فترقدا)
(وما ذكرك اللائي مضين براجعٍ ** عليكَ نوى الجيرَان حَتَّى تَبَدَّدَا)
(أجِدّكَ لاتَنْسَى بمقْصُودَةِ اللِّوَى ** عَشِيةَ إِذْ رَاحَت تَجُرُّ المُعَضَّدَا)
(عَسِيباً كإيم الْجِنِّ مَا فَاتَ مِرْطُهَا ** ومثل النقا في المرط منها ملبدا)
(تُرِيكَ أَسِيلَ الْخَدِّ أشْرَقَ لوْنُهُ ** كشمس الضحى وافت مع الطلق أسعدا)
(وَنَحْراً يُرِيكَ الدرَّ لمّا بَدَتْ لَنَا ** به لبةً منها تزين الزبرجدا)
(وَحَمْرَاءُ كَلْوَاذِ الكثيبِ تَطَرَّبَتْ ** فُؤَادِي وهاجَتْ عَبْرَةً وتَلَدُّدَا)
(ثقال إذا راحت كسول إذا غدت ** وَتَمْشِي الْهُوَيْنَا حِينَ تَمْشِي تأوُّدَا)
(ترَى قُرْطَهَا مُسْتَهْلَكاً دُونَ حَبْلِهَا ** بِنَفْنَفِهِ مِن واضح اللِّيثِ أجْيَدَا)
(غَدَتْ بِهَوَانَا مِنْ رُفَاعَةَ نيَّةٌ ** شطون وهرٌ فاجعٌ من توددا)
(فَآلَى عَلى الهَجْرِ الرُّقَاد ولم تَزَلْ ** نجيا لضيفان الهموم مسهدا)
(كأني غَدَاة سْتَقْرَأَ الْحَيُّ هالِكٌ ** شَرِبْتُ بِبَيْنِ الحَيِّ مِنْ سُمِّ أسْوَدَا)
(إذا انجاب هم آب آخر مثلهُ ** وَلَمْ تَكْتَحِلْ عَيْنِي مِنَ الهَمِّ مِرْوَدَا)
(وَكُنتُ إِذا ضاقَت هُمومي قَرَيتُها ** الأَراجِيَّ حَتّى أورِدَ الهَمَّ مَورِدا)
(بِذِي اللَّوثِ مِنْ سِرِّ المهَاري كأنَّمَا ** يَرُوح مُعَدًّى أن يَكِلَّ وَيَعْمَدَا)
(بدفيه آثار النسوع كأنها ** مجرُّ سُيُولٍ في الصَّفَا حِين خَدَّدا)
(وناعمةٍ التاويب عديت ليلها ** بتَكِليفنَاهَا فَدْفَداً ثُمَّ فَدْفَدا)
(حميت الكرى عيناً لها واحتميته ** إلى أَنْ جلاَ وجْهٌ مِن الصُّبْحِ أرْبَدَا)
(فَأَصْبَحْتُ أثْنِي غَرْبَ رَوْعَاءَ أوْحَشَتْ ** بها جنةٌ من طائر حي غردا)
(مواشلة مثل الفريدة عبدت ** بشرقي وعساء السمينة مرقدا)
(رَعَتْ غِيبَةً عَنْهُ وأضْحَى بغَيْبِهِ ** لقى للمنايا بين دعصين مفردا)
(غدت وبها شيء وراحت بمثله ** لِتُرْغِدَهُ من حَشْيِهَا أنْ تَرَغَّدَا)
(فَمَا وَجَدَتْ إِلاَّ مَجَرَّ إِهَابِهِ ** وإِلاَّ إِهَاباً بالْقَفِيِّ مُقَدَّدَا)
(فسافت عليه ساعةً ثم أدبرت ** حديدة طَرْفِ الْعِينِ نَظَّارَةِ العِدَا)
(رشِدْتَ أميرَ المؤمنينَ وإِنَّمَا ** ظفرت ووليت الأمين المسددا)
(ونعم أمير المصر يصبح للقا ** ودوداً وفي الإسلام عفا موددا)
(أغَرَّ عَلِيماً بالسِّيَاسَةِ لَمْ يُقِمْ ** عَنِيفاً ولارَثَّ القُوَى مُتَهَدَّدَا)
(يزين بعدلٍ ملكه ويزينه ** مَحَاسِنُ دِيناً من يدين تأيُّدَا)
(من المنْعِمين الشُّمّ يجري بحِلْمِهِ ** الأَراجِيَّ حَتَّى أورِدَ الهَمَّ مَوْرِدَا)
(رَحِيمٌ بِنَا سَهْل الْفِنَاءِ كأنَّمَا ** يرانا بنيه بين كهلٍ وأمردا)
(فَبَلِّغْ أميرَ المُؤْمِنينَ وقُلْ له: ** بَعَثْتَ عَلَيْنَا مَن أرَاحَ وأرْقَدَا)
(نكى زاده بالملحدين فأصبحوا ** خَبِيئاً كمن تَحْتَ الثَّرَى أوْ مُجَرَّدَا)
(فزد من كفاك المصر حين هززته ** فإن الذي يعنيك يعني محمدا)
(له صفد دانٍ وشعبٌ مؤخرٌ ** وإِن سِيمَ خَسْفاً قَذَّمَ المْوتَ أسْوَدا)
(به نطحر الأقذاء عن سرياتنا ** ونَلْقَى إِذا نأبَى الْجِنَانَ تَغَرّدَا)
(تَعَوّدَ أخْذَ الْحَمْدِ مِنَّا بمالِهِ ** وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا)
(يجود لنا لا يمنع المال باخلاً ** ولا اليَوْمَ إِنْ أعْطَاكَ مانِعُهُ غَدَا)
(كذلك تلقى الهاشمي إذا غدا ** جواداً وإن عاودته كان أجودا)
(له شيمٌ تحكي أباً كان سابقاً ** إذا قسمت كانت نحوساً وأسعدا)
(ومن عمه فيه شمائلُ أصبحت ** وبالاً على قومٍ وإن كن. . . . دا)
(إِمَامانِ لاَيُدْرَى أهذَا بِسَيْبِهِ ** على الناس أم ذا كان أم ذاك أعودا)
(هما جربا قبل الجياد وقلدا ** فأيهما أشبهت كنت المقلدا)
(سَمَاحاً إِذَا مَاجَرَّتِ الحَرْبُ ذَيْلَهَا ** وَعِزًّا إِذَا جَمْرٌ كَجَمْرٍ تَوَقَّدَا)
(تخولت مخزوماً وفزت بهاشمٍ ** فأصبحت من فرعي قريشٍ مرددا)
(وأنت ابن من رادى أمية بالقنا ** جِهَاراً وبالْبَصْرِيِّ ضَرْباً مؤيدا)
(أهب لهم فرسان حربٍ مطلةٍ ** وخُرْساً تَبَاهَى في السَّنَوَّر حَشَّدَا)
(فما بَرِحُوا يَسْدُونَ حَتَّى رَمَاهُمُ ** بمُلمُومَةٍ لم تُبْقِ نِيراً ولا سَدَا)
(فأصْبَحَتِ النُّعْمَى عَلَيْنَا وأصْبَحُوا ** قَتِيلاً وَمَحْمُولاً إِليْكَ مُصَفّدَا)
(أبوك أبو العباس جلى بسيفه ** وأنْتَ الْمُرَجَّى في قَرابةِ أحْمَدَا)
(وكُلُّ أبٍ يُدْعَى لهُ سَيْفُ نَجْدَةٍ ** يُعَدُّ ويَسْمُو في المكَارِمِ مَصْعِدَا)
(وكم لك أم حرةٍ حارثيةٍ ** وأخْرَى مِن الصِّيدِ المقِيمِينَ مُرفَدَا)
(خزمت بمخزومٍ أنوفاً كثيرةً ** وهَشّمْت أخْرى بالْهواشِمِ حُشَّدا)
(ولابَيْتَ إِلاَّ بيْتُ مَجْدِكَ فَوْقَهُ ** منيفاً يراعى الفرقدين مشيدا)
(وأنْتَ الهُمَامُ المسْتَجَارُ منَ الرَّدَى ** مِرَاراً ومنْ دَهْرٍ طَغَى وتَمَرَّدَا)
(وإن يأتك المستشرعون فربما ** أتوك فرويت القديم المصردا)
(فعالك محمودٌ وأنت محسدٌ ** وهل تجد المحمود إلا محسدا)
(فرعت قريشاً في أرومتها التي ** يَمُدُّ يَدَيْهِ دُونَهَا كُلُّ أصْيَدَا)
(يذبون عن وادٍ حرام وبيضةٍ ** إِذا أفْرَخَتْ أَحْيَتْ منَ الدَّهْر مُجْمَدا)
(أرى الناس ما كنتم ملوكاً بأمنةٍ ** ولو فقدوكم خالف القائم اليدا)
(وأنتْمْ سُقَاةُ الحجِّ لوْلاَ حِياضُكُم ** وأدْلُئِكُمْ لَمْ تَحْمَدِ الناسُ مَوْرِدَا)
(ورثتم رسول الله بيت خلافةٍ ** وعِزًّا على رَغْم العَدُوّ وَسُؤْدَدَا)
(لَكُمْ نَجْدَةُ الْعَبَّاسِ في كُلِّ مَوْطنٍ ** ويوم حنين إذ أشاع وأشهدا)
(مقيمٌ يذب المشركين بسيفه ** حِفَاظاً وَقَدْ وَلَّى الْخَميسُ وَعَرَّدا)
(بني لكم العباس في شرف العلى ** وَفَضْلُ ابْنِ عَبَّاس أَغَارَ وَأَنْجَدَا)
(وأَنْتُمْ حُمَاةُ الدِّينِ لَوْلاَ دفَاعُكُمْ ** لقد قذيت عيناه أو كان أرمدا)
(ومروانُ لما أن طغا وأتتكم ** زَوَائرُ منْهُ بَادئَاتٍ وَعُوَّدَا)
(نصبتم له البيض اللوامع بالردى ** وخطيةً أخمدن ما كان أوقدا)
(فَفَرَّقْتُمُ أَشْيَاعَهُ وَهَدَمْتُمُ ** بِمُلْككُمُ الْعاديِّ مُلْكاً مُوَلَّدَا)
(فأصبح مطلوباً وآب برأسه ** كتائب أدركن الحمار المطردا)
(وَمُسْتَوْقَعٌ عنْدَ الْبَرِيَّة أَنَّكُم ** مُدَعُّونَ في الْهَيْجَا إِلَى من تَوَرَّدَا)
(أَنَخْتُمْ لَنا مَا بَيْنَ شَرْبَة جِيدَة ** إِلَى الصِّينِ تُرْوُونَ الْقَنَا وَالمهَنَّدَا)
(فدًى لبَني الْعَبَّاسِ نَفْسي وَأسْرَتي ** وَمَا مَلَكَتْ نَفْسي طَرِيفاً وَمُتْلَدَا)
(إِذَا حَارَبُوا قَوماً رَأَيْتَ لوَاءَهُمْ ** يقود المنايا بارقاتٍ ورعدا)
(بأرعن تمسي الأرض منه مريضةً ** وتلقى له الجن العفاريت سجدا)
(أقول لسعدى حين هز عدوها ** وجانبها المعروف ممن تزيدا)
(سيَكْفيكِ سَجْلٌ منْ سَجالِ مُحَمَّدٍ ** وَعِيدَ الْعِدَى وَالْبُخْلَ ممَّنْ تَعَقَّدَا)
(سمام الأعادي من يديه وفيهما **. . . . . فيهَا شفَاءٌ منَ الصَّدَا)
(إذا عزت الأنداد ذل نوالهُ ** وسيان تذليلُ المواهب والندا)
(ذَرِيُّ الذُّرَى في الْمَحْلِ يُوري زَنَادَهُ ** إذا المسهب المأمول أكدى وأصلدا)
(إِذَا آذَنَتْه الحَرْبُ آذَنَ نَوْمُهُ ** بحربٍ إلى ان يقعد الحرب مقعدا)
(حَمُولٌ على المكْرُوهِ نَفْساً كرِيمَةً ** إذا هم لم يقعد بما كان أوعدا)













مصادر و المراجع :

١- ديوان بشار بن برد

المؤلف: أبو معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)

جمعه وشرحه وكمله وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)

الجزء الثاني:

علق عليه ووقف على طبعه:

[محمد رفعت فتح الله]

الأستاذ في كلية اللغة العربية بالجامع الأزهر

و [محمد شوقي أمين]

المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر

(1373 هـ - 1954 م)

الجزء الثالث:

راجع مخطوطته ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)

(1376 هـ - 1957 م)

الجزء الرابع:

راجعه وصححه: محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)

(1386 هـ - 1966 م)

الناشر: الجزء (1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007

والجزء (2، 3، 4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید