المنشورات

إلى الشاعر! *

قال لي الشيخ "محمد البشير الإبراهيمي ": إن محمد العيد قد سكت، وقد كتبت إليه مرات كثيرة ليعود إلى الشعر فلم يجب " فقلت له: "إن محمد العيد الذي لا ينطق إلا بالشعر لا ينطقه إلا الشعر، فدعني له أحرك شاعريته بالشعر، فكتبت إليه على صفحات الجريدة هذه القصيدة فلما قرأها كتب إلى الشيخ ... يقول: هذا صوت يجب أن يجاب، وعاد إلى الشعر وبعث إلى الجريدة بالقصيدة التي مطلعها: "هيجت وجدي يا حمام "، جوابا على قيصيدتي:
إلى البلبل الذي ملأ جو الجزائر تغريدا شجيا ساحرا،
إلى الوتر الذي أسمع الدنيا أناشيد الحرية والبطولة والمجد،
إلى الشاعر الذي سكت،
إلى الرفيق الذي حجب وجهه وصوته
إلى شاعر الجزائر العظيم الشيخ "محمد العيد":

شاعر الضاد والحمى ما دهاكا … فحرمت النهى ثمار نهاك؟
ما الذي أسكت الهزار عن … التغريد يا ملهمي جعلت فداكا؟.
ما الذي عاق يا أخا الوحي … والإلهام عن أن تبثنا شكواكا!؟
كنث كالطائر الصدوح فما … تنفك يوما مرددا نجواكا!.
كنت لا تستطيع صبراعن الشعر فمن ذا بهجره أغراكا؟
كان نجواك، كان سلواك … إن نابك خطب وفي الهوى ليلاكا
كان دنياك كلها كيف لم … تشغلك عن كل شاغل دنياك!
قد خلت من صداك أندية … الشعر وملء الوجود كان صداكا
عجبا تستبيح صمتك يوما … ويد البغي تستبيح حماكا!
أيطيب السكوت والضاد في … شدة أسر لم تلق منه فكاكا؟
أإذا طاف بالجزائر ما حرك … حتى الجماد طاب كراكا؟!
أإذا أوشكت بلادك أن … تجني ثمارالمنى قطعت مناكا؟
كان حب الحمى هواك فلما … جد جد الحمى تركت هواكا!
شبها ثورة على الظلم وابعثها … حروبا على الطغاة دراكا!
قد شباب الحمى إلى المجد والعلياء … وأحثث إلى الجهاد خطاكا
ولتسجل لابن الجزائر سفرا! … من فخار وسؤدد يمناكا!
ولترتل في مسمع الدهر إنشادك … سحرا يغري النهى شفتاك
قدم الشعر رافقت قدم … الوحي فقم بث بالقريض هداكا
عد كما كنت شاديا فلماذا قد … حرمت الأسماع سحر غناكا؟













مصادر و المراجع :

١- ديوان الشيخ أحمد سحنون

المؤلف: أحمد سحنون

الناشر: منشورات الحبر (الجزائر)

الطبعة: الطبعة الثانية، 2007

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید