المنشورات

الصحراء! *

أصحراء أنت الكون بل أنت أكبر … ومرآك في عيني أبهى وأبهر!
بلى أنت دنيا لا تحد على المدى … إذا كانت الدنيا تحد وتحصر!
بلى أنت دنيا من هناء وغبطة … وصفو على الأيام لا يتكدر!
بلى أنت دنيا الوحي والشعر والحجى … فقلبي نشوان بحبك يطفر!
إذا بجمال البحر قد هام معشر … وأعجبهم منه محاسن تذكر
أهيم بمعنى فيك مهما اجتليته … تبدى لعيني دونه البحر يزخر
وإن شاقهم منه هدير مرجع، … فصمتك ذو صوت بأذني يهدر
وإن سكن الناس المدائن إنني … لجأت إلى سكنى بحضنيك يؤثر
وكيف أرى سكنى المدائن بعدما … رأيت بها ما يستذم وينكر
نفاق على كل الوجوه مخيم … وبغض على كل الجباه مسطر
وفوضى على رغم ادعاء حضارة … بها لم تدع شيئا يحب ويقدر
وسعي وراء العيش ليس بمنته … وهم على تحصيله ليس يفتر!
وإن قيل: في الصحراء جدب ووحشة … وحر غدت نيرانه تتسعر!
ففيها جلال يبهر العين شخصه … ولكن قليل من بمعناه يشعر
وفي أرضها شب الرسول محمد … ومن أفقها انبث الهدى يتفجر
أصحراء ضميني إليك فإنني! … -وحقك- من سكنى المدائن أضجر
أنا ابنك قد لقيت حبك ناشئا … وإني على ذا الحب لا أتغير
وشاعرك الباني علاك ومن غدا … بمجدك في الدنيا يتيه ويفخر!!














مصادر و المراجع :

١- ديوان الشيخ أحمد سحنون

المؤلف: أحمد سحنون

الناشر: منشورات الحبر (الجزائر)

الطبعة: الطبعة الثانية، 2007

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید