المنشورات

منجاة البحر!

هكذا قلت في الصحراء عندنا كنت أسكن الصحراء فلما انتقلت إلى الجزائر" العاصمة" وسكنت بحي "بولوغين"- سانت أوجين- قريبا من البحر لقيني صديقي الشاعر الشيخ محمد العيد فقال لي: من حق البحر عليك وقد أصبح جارك أن تقول فيه شيئا، حي الله الشيخ العيد فما أرق شعوره أنه يذكرنا بحق الجوار حتى مع البحر.
ولم تطل ساعة الاستجابة فقد أتيته في اليوم التالي وقلت له: "إن جار البحر قال في جاره شيئا"، وقرأت عليه القصيدة التالية:

ماذا بنفسك قد ألم … يا أيها البحرالخضم
نام الخلائق كلهم … وبقيت وحدك لم تنم
فالكون في صمت عميق … غير صوتك فهو لم ...
والجو مؤتلق وفي … جنباته البدر ابتسم
وأرى العبوس على محياك … الجليل قد ارتسم
وأرى أنينك صارخا … كالرعد دوى في الأكم
وأراك كالمشفى يضج … من النسيم إذا ألم
فكأن موجك وهو … يعثر بالصخور إذا اصطدم
دمع جرى من موجع … فقد التصبر فانسجم!
يا بحر ما هذى الشكاة … ألست توصف بالعظم؟
ماذا التبرم بالحياة … كأنما أشجاك هم؟
*- نشرت بالبصائر والشهاب.
أتضيق ذرعا كابن … آدم بالوجود وما انتظم؟
ومن المعمر إذ طغى … كم أباد وكم هدم؟
أتضج من شرف يداس … ومن المسيطر إذ ظلم!
إتضج من حر يهان … ومن حقوق تهتضم؟
أتضج من جار يجود … ومن وضيع يحترم؟
أتضج من عبث السياسة … ومن أخ خان الذمم
إني حيالك واقف … فكرت فيك فلم أنم!
وسئمت من أرقي فجئت … إليك أطرح السأم!
فلعل منظرك الجميل … يذود عن قلبي الألم
وسماء وحي للأديب … حويت لمجتليك وكم حكم!
كم قد طويت من القرون … وكم محوت من الأمم
كم قد حويت من الرفات … وكم ضممت من الرمم
أفأنت تاريخ تضمن … ما جرى منذ القدم؟
دم مسترادا للحزين … وسلوة لذوي الألم
وسماء وحي للأديب … ومجتلى حسنا أتم!













مصادر و المراجع :

١- ديوان الشيخ أحمد سحنون

المؤلف: أحمد سحنون

الناشر: منشورات الحبر (الجزائر)

الطبعة: الطبعة الثانية، 2007

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید