المنشورات

موكب الربيع

نشرت بالبصائر عدد 220 السنة الخامسة السلسلة الثانية في 20 جمادي الثانية عام 1372 للهجرة.

قد تجلى لنا محيا الربيع! … رافلا في ثياب حسن
وتولى الشتاء يعثر في أذياله … مسرع الخطى في الرجوع
كان ضيفا على النفوس ثقيلا … لم تجد يوم بينه بدموع!
كان للبائسين سوط عذاب … إذ تولى بغصة في الضلوع
كان في القلب غصة ما شعرنا … وأداة للفتك والترويع!
كم طريح على الثرى مات … جوعا ويتيم على الطريق صريع
لم يذوقوا طعم الهناء نهارا لم … يذوقوا في الليل طعم الهجوع
زمهرير يفري الجلود مذيب … وثلوج تأتي بإثر صقيع!
ورعود لها هزيم مريع … ودوي يصم سمع السميع
ذاك جيش الشتاء ولى كسيرا … مذ أطلت عليه شمس الربيع
وتجلت فالكون دنيا من السحر … لمغرب بكل سحر ولوع!
فالعصافير رجعت كل لحن … يسترق النفوس بالترجيع
حضرت مأتم الشتاء لتشفى … من جراحات قلبها المفجوع
وثبت من مخابيء الدوح … نشوى تتناغى بالشدو والترجيع
وعلى هامة الخمائل إكليل … من الزهر محكم الترصيع!
والمروج الخضر تختال عجبا … أثوابا حبتها بها أكف الربيع
والسهول اكتست من العشب … والروابي ضواحك بالزروع!
وعبير الأزهار يعبق في الروض … فتشفى به جل الوجيع
فزمان الربيع أغنية الدنيا … والسحر في جميع الربوع
فشا البشر والطلاقة والنشوة … وعيد الورى ومهوى القطيع
وجلاء القلوب من صدى … الهم وسلوى الحزين والمفجوع
ونشيد الهوى وينبوع إلهام … ووحي للشاعر المطبوع!
ايه! هل فيك يا ربيع انعتاق … لبني الضاد من حياة الخضوع
هل يرى المسلمون فيك خلاصا … من أسار مضن ورق فظيع
لك شهس طلوعها مستمر. هل … لشمس لنا اختفت من طلوع؟












مصادر و المراجع :

١- ديوان الشيخ أحمد سحنون

المؤلف: أحمد سحنون

الناشر: منشورات الحبر (الجزائر)

الطبعة: الطبعة الثانية، 2007

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید