المنشورات

أيها الطود!

إن أعظم ما تبرر فيه عظمة الكون ويتجلى فيه جمال الطبيعة: البحر والصحراء والجبل.
وقد تقدم خلال قصائد هذا الديوان وصف البحر والصحراء.
وهذه قصيدة في عظمة الجبل خاطب فيها الشاعر جبل (الضاية) - بوسوى- من وراء قضبان المعتقل إبان حرب التحرير:

أيها الواقف المطل على … الدنيا برأس متوج بالإباء!
يتحدى الردى ويهزأ … بالإعصار والعاصفات والأنواء
لا يبالي صرف الليالي … ولا يحفل بالحادثاث والأرزاء
أيها الطود ليت لي منك ما … أوتيته من مناعة واعتلاء!
ليتني كنت- أيها الطود- حرا … من قيود قد حطمت كبريائي
ليتني كنت منك قطعة صخر … لا تحس الغرور في الأدعياء
وإذا ما الرياح مرت عليها … رمقتها بنظرة استهزاء!
ليتني كنت منك حبة رمل تتهادى في حلة من ضياء!
وتلاقي غذاءها من ندى … الفجر ومن صيب الحيا والهواء
وتغنى الأثير بالهمس لحنا … أزلي الأنغام والأصداء
ليتني كنت منك- يا طود- … جزءا مستقرا في القمة الشماء!
ليتني كنت لا أبالي بما يجري … حوالي من ضروب البلاء
أيها الطود أيها الجبل … الموحي جلال الخلود للشعراء
أيها المارد الذي يتحدى … كل هول بالتيه والخيلاء!
أيها القوة الكبيرة يا نبع … قصدي ويا معين غنائي
أنا في هذه الحياة شقي ضاق … ذرعا بما بها من شقاء
أنا فيها عبد لأطماع … نفسي مستذل لسلطة الأهواء
أنا نهب لكل داء ومرمى كل … سهم من نافذات القضاء
فامنحيني منك الثبات فآلام … جروحي قد مزقت أحشائي
وهبيني من قوة الروح ما … أسمو به فوق هذه الأدواء
من ذراك المنيعة ابثق النور … على التائهين في الظلماء
وتوالي الهتاف بالخطة المثلى … من الثائرين والأنبياء
لم تزل مبعث الرسالات والثورات … مثوى الأبطال والزعماء
أيها الطود قد بثثتك آلامي … فهل أنت سامع لندائي؟













مصادر و المراجع :

١- ديوان الشيخ أحمد سحنون

المؤلف: أحمد سحنون

الناشر: منشورات الحبر (الجزائر)

الطبعة: الطبعة الثانية، 2007

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید