المنشورات

ميلاد وميلاد

التقى- ونحن بمعتقل "بوسوى"- ميلادان. ميلاد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم وميلاد الدولة المؤقتة لثورة التحرير الجزائرية فكانت القصيدة التالية من وحي هذه المناسبة.

يا للرجاء المنعش الأرواح … يدنو جناه بعد طول كفاح
ويعيد للوطن المخيم ليله! ما قد خبا من نوره اللماح!
ويعاود الروض المصوح نبته … ما قد ذوى من زهره الفواح
فتردد الأطيار سحر غنائها … نشوى كنشوة طافح بالراح
ويذوق محروم السعادة طعمها … وتزول عنه عبوسة الأتراج
ويرى طريد الظلم أفق بلاده … متبلج الإمساء والإصباح!
اليوم ميلاد النيي محمد! … من جاء رمز هداية وصلاح
واليوم تولد للجزائر دولة … عربية من أهلها الأقحاح
وغدا ستشمل وحدة وطنية … أبناء أرض إفريقيا بجناح!
يرقى بها شعب "الشمال" ذرى السهى … وتذود عنه فضول وقاح!
"المغرب الأقصى" دعامة ركنها … ولها بنو الخضرا أداة نجاح!
وابن "الجزائر" درة في تاجها … أو غرة بجبينها الوضاح!
ومواطن الاستلام تطفر نشوة … بسلافة الأفراح لا الأقداح
بنشيد الاستقلال تهتف كلها … في ضجة كبلابل الأدواح!
يا ابن "الجزائر" يا سليل أماجد … خلقوا لنشر مبادىء الإصلاح
قل للأولى حكموا بلادك بالهوى … من كل سفاك الدما سفاح
متطفلين على الموائد ساقهم … شره النفوس لوفرة الأرباح!
راموا لشعب باسل إدماجه … فبدا كطود في مهب رياح!.
إن "الجزائر" لا تخاف سلاحكم … فلها من الإيمان خير سلاح!
ولها شباب صادق العزمات ذو … نسب عريق في الأباة صراح!
شبوا على كرم النفوس سماحة … لكن بالعرض غير سماح!
لا يفزعون لدى الحروب من الردى … فكأنهم خلقوا بلا أرواح!
ولقد رأيتم منهم ما ساءكم! … وأصاب عزتكم بعمق جراح!
فجرعتم كاس الهزيمة مرة! … وسلبتم ملكا رحيب الساح!
يا مبعدين عن الديار وما جنوا … إثما ولا جنحوا لغير مباح!
ما ذنبهم إلا محبة موطن! … فحياة الاستعمار موت ماح
وتعاهدوا أن ينقذوه من الردى … بذلوا له الأرواح غير شحاح
بشراكم أدركتكم آمالكم … وجهودكم قد توجت بفلاح
ودنا رجوعكم إلى أوطانكم … وتعاقب الأعياد والأفراح
فلتنعموا بثمار نصر باهر … ما مثله لسواكم بمتاح












مصادر و المراجع :

١- ديوان الشيخ أحمد سحنون

المؤلف: أحمد سحنون

الناشر: منشورات الحبر (الجزائر)

الطبعة: الطبعة الثانية، 2007

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید