المنشورات

ربي

رب إنا عن نهج دينك حدنا … حسبنا ذاك شقوة لا تزدنا
حسبنا أننا هدمنا بأيدينا … علانا الذي بنينا وشدنا
حسبنا أننا أضعنا أمانينا … التي طالما بها قد سعدنا
وإذا في القديم سدنا فإنا … باتباع الإسلام في الناس سدنا
رب إنا بدينك الحق قاومنا … عدانا وعن مباديه ذدنا!
رب إن الإسلام علمنا المجد … فجدنا على الأنام وعدنا!
وأضأنا درب الهدى وهدينا … كل ساع إلى المعالي وقدنا
وحدونا ركب الحضارة للحق … الذي من معينه قد وردنا
ووجدنا الحياة فوضى فجئنا … بحياة غير التي قد وجدنا
وطردنا الشرور من كل أرض … وهزمنا جيوشها وأبدنا
وهدمنا معاقل الشرك حتى … عبد الناس كلهم ما عبدنا
وغرسنا في كل نفس هداها … ووددنا صفاءها وأعدنا!
ونشرنا الإسلام في كل صقع … وحمينا ثغوره وشددنا!
غير أن النفوس أسرى هواها … وهي في طبعها إلى الشر أدنى
فنكصنا وراءنا وأضعنا! … ما ورثتا من العلا وفقدنا
فاختلفنا رأيا وكنا اتفقنا! … وافترقنا حكما وكنا اتحدنا
وقطعنا أرحامنا فحقدنا! … ونسينا إخاءنا فحسادنا!
وعن الدين والحياء انحرفنا … وعن الصدق والوفاء ابتعدنا
وعلى الشر والفساد تواددنا … وعن مهيع الرشاد صددنا
رب إنا بما اقترفنا اعترفنا … وعلى جرمنا الكبير شهدنا
غير أنا إذا انحرفنا سلوكا … ما انحرفنا يا رب فيما اعتقدنا
فإذا لم نكن لنصرك أهلا … إذ نقضنا العهد الذي قد عقدنا
فتدارك بالنصر دينك يا رب … فنحن الألى عن النهج حدنا
وإذا ساء بعضنا لا تؤاخذنا … إلهي بفعله لا تدنا
بل فذاك الذي بفضلك أولى … والذي من نداك رب عهدنا
هل يساوي من ساء فعلا وقصدا … ببريء قد عف قلبا وردنا!
أيها المسلمون يهنيكم ذكرى … رسول نلنا به ما قصدنا
نحن في ليلة أرنتا هدانا! … فاهتدينا بنورها ورشدنا
إنها الليلة التي علمتنا! … ما قهرنا به العدى وطردنا
وعرفنا بها طريق علانا … فبلغنا من العلا ما أردنا!
فاقبسوا من ضيائها وأفيدوا … من جناها ما مثله قد أفدنا!
فهي ميلادنا وفجر دجانا! … ومنار لعزنا مذ وجدنا!
فلهجنا بفضلها وأشدنا … وشكرنا إلهنا وحمدنا!
رب إنا إلى حماك التجأنا! … رب إنا على نداك اعتمدنا
رب إنا منا إليك فررنا! … رب إنا تبنا إليك وعدنا!










مصادر و المراجع :

١- ديوان الشيخ أحمد سحنون

المؤلف: أحمد سحنون

الناشر: منشورات الحبر (الجزائر)

الطبعة: الطبعة الثانية، 2007

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید