المنشورات

يا أميرا على القلوب

نظمت بمناسبة نقل رفات الأمير عبد القادر إلى الجزائر.
عاشها في عبادة وجهاد … وقضى رهن غربة
لم يضع سيفه ولم يهجر المصحف بل عاش هاجرا للرقاد
لم يعقه جهاده لحماه عن حقوق لدينه والضاد
واذا ما قضى الحقوق جميعا مال نحو القريض والإنشاد
وأنال التألف منه التفاتا فحبانا منه بأكرم زاد!!!
ذاك شأن الأميلا لم يك مغترا بدنيا مصيرها للنفاد
لم يدع وقته يمر بلا نفع، فأبقى للنفع أقوى عتاد!
انه نبعة الرسول الذي قد كان خير العباد والزهاد
من يكن مثله مثالا لشعب لم يفته بلوغ أي مراد!!!
أيها الشعب يا سليل البطولات وسر الآباء والأجداد
ها هو القائد المظفر قد عاد لأرض الحمى برغم الأعادي
ها هو ابن "الجزائر" البر قد أضحى قريب المزار للوراد!
وأتاك الأمير بعد انسحاب الاحتلال وموت الاستعباد
إن يكن مات نائي الدار إنا قد أعدناه مكرما للبلاد
وبناة الأوطان أولى بدفن في ثراها من كل باغ وعاد
ليناموا بحضنها بعد طول الجهد مثل السيوف في الأغماد
وهي في شوقها إليهم تضاهي شوق أم لرؤية الأولاد
أيها الشعب لست أخليك من عتب فبعض العتاب محض الوداد
كيف تنسى ما شاد قائدك الفادي من المكرمات والأمجاد؟
كيف تنسى ما كان من خلق سمح ودين واع وصدق اعتقاد؟
كيف تنسى فكرا يضيء دياجي كل علم كالكوكب الوقاد!؟
كيف أعددت في الجزائر قبرا للأمير المظفر الأجناد!؟
قبل تطهيرها من الزيغ والإلحاد والإثم والخنى والفساد
فرفات الأمير أولى بأن تدفن بين القلوب والأكباد!!
أن خير الوفاء ما كان للأهداف لا للرفات والأجساد!!
فترسم خطاه في الدين والخلق وحب العلا وصدق الجهاد
لم يكن قائد "الجزائر" يرضى غير حكم الإله بين العباد!
كان ذا غيرة على الدين والأخلاق ذا ثورة على الإلحاد!!
كان جم الحيا أصم عن الفحشاء عف اللسان شهم الفؤاد
فليكن قدوة لنا ولندع تقليدنا للأسافل الأوغاد!!
كيف نأبى تقليد آبائنا من حيث نرضى تقليدنا للأعادي؟
يا أميرا على القلوب ويا عنوان فضل وحكمة وسداد
ومثالامن البطولة والمجد ورمز الفدى والاستشهاد
كم هزمت العدى وكم قد تقحمت من الهول والخطوب الشداد
قر عينا وانعم بعقباك بألا … برجوع لموطن
في جوار المجاهدين الألى قد ثبتوا في الجهاد كالأطواد
قد وفوا لبلادهم فحموها وفدوها أكرم بهم من فاد
رحمات الإله تغشاك في القبر وتغشاهم ليوم المعاد
وعليك السلام واخلد بذكر وثناء يبقى بغير نفاد!














مصادر و المراجع :

١- ديوان الشيخ أحمد سحنون

المؤلف: أحمد سحنون

الناشر: منشورات الحبر (الجزائر)

الطبعة: الطبعة الثانية، 2007

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید