المنشورات

دمعة على "مصباح"

مات "مصباح" فانطفا مصباح … ودجى الليل واختفى الإصباح!
وعرا صفحة السماء قطوب … وكسا الكون من أساه وشاح!
وسرى في النفوس حزن وذعر … وتواوى السرور والانشراح!
إنه الموت إن بدا تكتسي … الدنيا اكتئابا وتنطوي الأفراح!.
غير أنا إن غاب "مصباح"عنا … لم يغب علمه ولا الإصلاح!
كان سيفا لم يعرف الغمد يوما … عاش يحمى به الهدى والصلاح
كان "مصباح" ثورة تفزع البغى … ونارا لهيبها يجتاح!
عاش "مصباح "مثلما عاش … مصباح ضياء تهفو له الارواح
قاهرا للظلام لم يثنه الاعصار … يوما ولم تخفه الرياح!
طاهر الثوب طاهر القلب … بسام المحيا عبيره فواح!
وقضى مبعدا وقد هده … طول الكفاح وأثخنته الجراح!
أيذاد عن الحمى كل صب … بحماه وللعدو يباح؟
يا أخا حبه وفاء وصدق … وهواه هو اللباب الصراح
لم يخف بطش مستبد ولم … يرهبه جيش ذو سطوة أو سلاح
كنت لا تعرف الفرار كطير … دأبه الوثب والغنا والصداح!
كت، رمز الثبات والصبر … كالطود الذي لا تهزه الأرياح!
إنه الموت لا مفر من الموت … وكل له انتهاء يتاح
وحياة الإنسان في هذه الدنيا … كسجن والموت فيها سراح!
يا أخا من صفاته الصدق … والإخلاص والنبل والندى والسماح
وبها أحرز النجاح وهل يحرز … إلا بمثلهن النجاح؟
عشت عمرا من الكفاح طويلا … نم قريرا فما عليك جناح












مصادر و المراجع :

١- ديوان الشيخ أحمد سحنون

المؤلف: أحمد سحنون

الناشر: منشورات الحبر (الجزائر)

الطبعة: الطبعة الثانية، 2007

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید