المنشورات

ورقة!

أحببتك -يا ورقة- كما يحب الفلاح أرضه الطيبة.
فأنت أرضي الطيبة الخصبة التي أبذر فيها حب قلبي، فتنبت الثمار الشهية التي تغذي القلوب، وتوقظ المشاعر، وتضمد الجروح، وتطفئ اللواعج، أحببتك، يا ورقة، كما تحب الحسناء مرآتها التي ترى فيها وجهها، فأنت مرآة قلبي التي أرى فيها ما يمور فيه من آمال وآلام، وأشواق وأحزان، وصحو وضباب، ونور وظلام، أحببتك، يا ورقة، كما يجب الطفل لعبته المفضلة، التي يجد فيها هوى نفسه، فيقضي معها معظم وقته، فأنت هوى قلبي، وموضع حبي، وهوايتي المفضلة، أحببتك، يا ورقة، كما يحب الشاعر صفحة السماء، وأديم الماء، وكما يحب العليل المسهد وجه الصباح المشرق، أنت، يا ورقة، بيضاء كقلوب الأطفال، نقية كسرائر الأنبياء، رقيقة كعواطف الشعراء، ناعمة كأحضان الأمهات، لهذا، يا ورقة، أودعتك ما يكنه قلبي من أشواق، وائتمنتك على ما يحويه صدري من أسرار، وبثثتك ما تعانيه نفسي من آلام، واتخذتك صديقا، واصطفيتك نجيا، ورضيت بك نصيبا من كل هذه الحياة ...














مصادر و المراجع :

١- ديوان الشيخ أحمد سحنون

المؤلف: أحمد سحنون

الناشر: منشورات الحبر (الجزائر)

الطبعة: الطبعة الثانية، 2007

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید